كتب | سامح المصري
في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر هذه الأيام، وفى ظل الضائقة المادية التي يعاني منها النسبة الأكبر من المصريين، تولد قصة جديدة عنوانها «الأمانة » البطل فيها هو موظف بهيئة السكة الحديد، يعمل مضيف قطار، «على السيد أحمد» أو عم سيد كما يلقبه أهل بلدته، يسكن عم سيد بقرية كفر سليمان موسى التابعة إلى مركز الزقازيق، متزوج ولديه ثلاث أبناء، بدأ العمل بالسكة الحديد عام 1999، ومنذ التحاقه بالعمل وهو يعمل ويجتهد من أجل الحصول على العيش الحلال .
كالعادة يذهب إلى عمله ليقوم بمهام « مضيف » بالقطار المميز الذي ينطلق من القاهرة ويتجه إلى محافظات الصعيد، يقول « عم سيد» من مهام عملي المرور داخل سيارات القطار بعد نزول الركاب في المحطة، حيث أقوم بمعاينة السيارة ، من خلال التفتيش بشكل جيد على أي متعلقات، خاصة بالركاب بعد مغادرتهم، وفي حالة إذا وجدت شئ أتحفظ عليها في الأمانات أو أقوم بتسليمه إلى نقطة الشرطة بالمحطة بمعرفة رئيس القطار.
وأضاف: يوم الثلاثاء الماضي كان عملي في القطار المتجه من القاهرة إلى محافظات الصعيد، وبعد خروج القطار من محطة «جرجا » بمركز سوهاج ، كنت متوجه من السيارة 5 إلى السيارة 6 ، وأثناء معاينة السيارة وجدت شنطة بلاستيكية ، على كرسي ولم يكن هناك أحد بجوارها ، في البداية توقعتها شنطة قمامة، ولكن بعد أن مسكتها بيدي وجدتها ثقيلة الوزن فقمت بفحصها وهى كانت عبارة عن شنطة بيضاء وبداخلها أخرى سوداء ، فقمت بفتحها فوجدت بها مشغولات ذهبية، ومدون عليها بيانات بيها اسم ورقم تليفون، فاتجهت بها إلى رئيس القطار، وأبلغنا مباحث قسم شرطة قنا .
قام بعدها مركز شرطة قنا بالاتصال بصاحب البيانات الموجودة على الشنطة ، الذي أكد أنه يعمل تاجر ذهب، وفقد حقيبه وبها ما يقارب من كيلوا ونصف مشغولات ذهبية بمحطة جرجا، وبعد التأكد من بيانات صاحب الحقيبة، اتصل بي رئيس مباحث قنا، وطلب مني النزول في محطة الأقصر، حيث ينتظرنا رئيس مباحث الأقصر لتسليم الحقيبة إلى صاحبيها ، وبعد وصول القطار إلى المحطة ، كان في انتظارنا قوة من الشرطة، فذهبت معهم إلى مركز الشرطة، وتم تسليم الحقيبة إلى صاحبها بمعرفة رئيس نيابة الأقصر .
وعن ما إذا كان صاحب الذهب أعطه المكافأة القانونية التي تقدر بــ 10 % من قيمة المفقودات، قال «عم سيد» ، أعطاني صاحب الذهب ألف جنيه فقط ، وأنا لا أطالب بمال، أنا قمت بواجبي اتجاه عملي، وانتظر الأجر من الله .
وعبر «عم سيد» عن سعادته انه أعاد المفقودات إلى صاحبها، وقال أنا تربيت على الأمانة والصدق ، وعدم الكسب بغير حق، ومنذ صغر أبنائي وأنا أغرس فيهم طاعة الله والسعي إلى الرزق الحلال، ولا أريد شئ من هذه الحياة غير الستر.
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
