تقارير و تحقيقاتسلايدفيديو

بالفيديو .. تفاصيل وفاة مريض بمستشفى بالزقازيق بسبب الإهمال الطبي

03-04-2016 11-55-34 ص

 

 

تقرير | محمد عسله  –  سامح المصري

تعددت الأسباب والموت واحد فمن لم يمت بالسيف مات بغيره ، نعم أنه لا اعتراض على الموت، ولكن إذا تسبب الإهمال الطبي في إنهاء حياة إنسان بسبب أشخاص جعلوا من أنفسهم مندوبي لملك الموت على الأرض، لا بدَّ أن يكون لنا وقفة خصوصًا إذا تكرر هذا الأسلوب في مشهد غاب فيه الضمير المهني، وتبلد فيه الشعور الإنساني.

هل كان يعلم الأستاذ «محمد سعد الدين» مدرس الثانوي الصناعي، والذي يسكن بقرية «بنى شبل» التابعة إلى مدينة الزقازيق، وقت خروجه من منزله متوجه إلى مستشفى «المبرة» التابعة إلى التأمين الصحي بالزقازيق، تارك خلفه سبعة أبناء معظمهم مازال بمرحلة البكر، أنه لم يعود إليهم مرة آخرى، بالطبع الأعمار بيد الله ولكن ما كان يشتكي سعد الدين من مرض يصعب علاجه أو يعجز الأطباء عن تشخيصه حيث انه كان يعاني من مرض يحتاج إلى عملية يصفها الأطباء بــ  «غزة إبرة» .

وصف المرض

كان «سعد الدين» يعاني من بعض الآلام، وبعد الفحوص التي أجراها تأكد وجود حصوة بالحالب في الجزء الأوسط ، تقرر إجراء عملية جراحية، ونظرًا لضيق الحالة المادية التي يعاني منها، قرر إجراء العملية على نفقة التأمين الصحي حيث أنه موظف بالتربية والتعليم، ويقوم بسداد التأمين الصحي على مدار الأعوام الماضية تحسباً إلى تلك الظروف، وبالفعل تقرر إجراء العملية يوم الأربعاء الموفق« 23 »مارس

يوم إجراء العملية

قالت ابنة الضحية، انه ذهب في الموعد المحدد للعملية، وتم التأشير على تذكرة الدخول من قبل طبيب مشهور يدعي «أحمد.ل» والذي ابلغنا انه هو الذي سيجري العملية، وهذا ما ترك طابع الاطمئنان لدينا، حيث قال والدي وقتها «انا كده مطمأن ليك بعد ربنا يا دكتور».

وتابعت كنا نعلم كما أبلغنا الدكتور «أحمد» انه هو الذي سيجري العملية وشاهدناه أمام غرفة العمليات بدقائق، وبعد العملية اكتشفنا أن طبيب آخر يدعي « جمال، س» هو الذي قام بإجراء العملية لوالدي.

03-04-2016 11-52-32 ص

اكتشاف الخطاء الطبى بالعملية

وقال شقيق سعد الدين أنه بعد الانتهاء من إجراء العملية، قال لي أخي «انا مش حاسس برجلي» رديت عليه لا يا أخي أطمن رجليك موجودة، وبعد استشارة الطبيب قال لنا هذا طبيعى بسبب التخدير، بعدها بدأ أخى يصرخ ويشتكي« أنا تعبان وأشعر إن روحي تخرج منى»، وقتها جددت دعوة الطبيب لمعرفة سبب آلام آخي، ولكن كان الطبيب يقول («أعطي له مسكن وهيكون كويس» وبعدها اكتشفنا أن أخي تم قطع أحد شرايين قدمه، وتم ربطه بطريقة خاطئة من قبل الطبيب الذي أجرى العملية، مما تسبب في تسمم الدم وهذا ما تم اكتشافه من قبل تشخيص طبيب آخر

وأضافة زوجة سعد الدين، كنت مرافقة له بالمستشفى  أثناء إجراء العملية وبعد الخطاء الذي قام به الطبيب، والذي تسبب في تسمم الدم زاد الألم لزوجى ولم نجد معاملة إنسانية من قبل الأطباء، وهذا ما دفاعنا أن نستنجد بممرضة نعرفها حيث أنها تسكن معنا بنفس القرية، وفور وصولها إلى السرير الذي يرقد فيه زوجي، وبعد أن قامت بمعاينة قدم زوجى، وجدناها تهرول إلى التليفون وتصرخ وعلى الفور وصل إلى الغرفة عدد من الأطباء والمشرفين، وقالت لي لا بدَّ من إجرء إشاعة بشكل سريع خارج المستشفي، وبعد الإشاعة تأكد إن حالة زوجي متأخرة ولا بدّ من نقلة إلى المركز الطبى بالقاهرة.

 

التجارة بآلام البشر

وبعدها تم نقله من مستشفى المبرة بالزقازيق في سيارة إسعاف إلى المركز الطبى العالمي بالقاهرة، وكانت هناك استكمال لعملية الذبح البشرى التي مارسها الأطباء والمسئولين بحجة القانون!

وقال شقيق سعد الدين، قال لي الطبيب الذي استقبلنا، آسفين لم نستطيع استقبال المريض، حيث أن تعاقد التأمين الصحي يتضمن الإصابة بالمكاوي، والإشعاعي فقط، وبهذا لم تتكمن من انتهاء إجراءات الدخول، وأضاف وهل هناك طريقة آخري للدخول لكي أنقذ آخى من الموت؟ قال عليك أن تقوم بدفع 15 ألف جنيه تأمين، و5 آلاف جنيه في اليوم الواحد، قولت له أنا لا املك غير آلفين جنيه فقط، هل ممكن أن تقبلهم على أن أقوم بطلب مساعدة الجيران، قال لي ليس لي معك حديث في هذا الشأن، ومن الممكن أن تعرض هذا الأمر على الحسابات، وقال لي نصحية، يفضل أن تذهب به إلى مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر.

وبعد الوصول إلى مستشفى مدينة نصر والسماح لنا بالدخول، طلب منى الطبيب أن أمضي على إقرار ببتر قدم أخي وذلك بسبب التسمم في الدم ، وبالفعل تم البتر، ولكن إرادة الله ان ينتهي مشوار آخي من الحياة ويترك خلفه سبعة أبناء جميعهم في المراحل التعليمية

03-04-2016 11-55-34 ص

تعليق مدير التأمين الصحي على الواقعة

قال الدكتور «هشام عبدالحفيظ» مدير التأمين الصحي بالشرقية، أن المريض دخل المستشفى لإجراء عملية حصوة بالحالب بالمنطقة الوسطى، وحدث خطأ أثناء العملية حيث تم ربط الشريان الحوضي مما تسبب في تسمم الدم، وذلك بسبب عدم تقييم الحالة بشكل مناسب، مما تسبب في وفاة المريض

وأضاف أنه تم اتخاذ الإجراء الإداري اتجاه الواقعة حيث تم إيقاف الطبيب عن العمل ثلاث شهور، وتحويل الملف إلى الشؤون الطبيبة للفحص وكتابة التقرير النهائي، وتم تحرير محضر في النيابة بالواقعة، وهذا الإجراء لا يعوض أسرة المتوقي ولكن هذا كل ما بإستطاعتي أن أفعله من إجراء إداري، لان من واجبي حماية حقوق المريض قبل الطبيب

ومع نهاية هذا التقرير نكتب أيضا نهاية رحلة حياة الراحل «محمد سعد الدين»، ولكن لم نستطيع إغلاق ملف الإهمال الطبي بمحافظة الشرقية حيث أن تلك الواقعة نستبشر أنها ستتكرر في الأيام القادمة، بفضل عدم الضمير ، لان ملف الإهمال الطبي ليس من اهتمامات المسؤولين في هذه الآونة، ولكن نأمل أن يُفتح هذا الملف وتقدم الدولة حلول لتلك السلبيات، وذلك للحفاظ على أغلي شيء في الحياة «الإنسان» طبقًا لقانون البشرية.

03-04-2016 12-07-51 م

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى