تقرير | ثروت القرم
ولد «أنس» في أسرة ميسورة الحال متدينة فنشأ على حب الصلاة وقراءة القرآن و حفظه ، مواظبا على الصلاة في المسجد الذي بناه جده و عمل به والده مؤذنا .
والد «أنس» حصل على كلية التربية جامعة الأزهر و لم يكتفي بذلك بل حصل على معهد القراءات و كلية القرآن الكريم دراسته الدينية تسربت إلى أنس الذي لفت نبوغه الأنظار منذ نعومة أظافره ما ساهم بعد ذلك في تفوقه الدراسي على أقرانه و حتى من يكبرونه في العمر ، والدته رأت رؤية منامية منذ خمس سنوات أن «أنس» سوف يموت شهيدا لذا لم يكن الحادث مفاجئا بالنسبة لها .
زارت «الشرقية توداي» منزل الطفل القتيل بقرية «نزلة خيال» التابعة لمركز أبو كبير و قابلت الأسرة المكلومة .
في البداية يقول والده : «أعمل مؤذنا بالأوقاف و علمت بخبر اختطاف أنس و أنا أقوم بتخليص بعض الأوراق في وزارة الأوقاف ما أصابني بالصدمة ، و ظللنا ثلاثة أيام في حيرة من أمرنا أين ابننا لا أحد يدري و كان جارنا القاتل يبحث معنا و هذا ما يحز في نفسي ، وأود توجيه الشكر لرجال الشرطة الذين توصلوا للقاتل في وقت قياسي» .
و أضافت «هناء ثروت » ، والدة الطفل ، و هي راضية بقضاء الله مبتسمة و هي تتحدث عن ابنها و الذي وصفته بالنابغة : «كان أنس محبا للقرآن و العلم ودائما ما يتحدث باللغة العربية الفصحى يميل للعب وحده يبحث عن العمل النافع ، و أضافت ، ربنا يعوضني خير بشقيقتيه زهراء وجنى» .
و اختتمت كلامها قائلة : «مش هتبرد ناري غير لما أشوفه متعلق في حبل المشنقة » .
أوضح جد الطفل ، أن اتصال القاتل بالأسرة كان مفتاح اللغز حيث قام بسرقة الشريحة من تليفون أحد الجيران و هدد ابن ذلك الجار بالقتل في حالة البوح بهذا الأمر و عند استدعاء المباحث لوالد ذلك الطفل أدرك أن والده في خطر ما جعله يفصح عن الجاني و يصبح شاهد الإثبات الوحيد في القضية ، موضحاً أن قرار هدم منزل القاتل جاء تعبيراً من الأهالي عن غضبهم الشديد و تنفيذا لمقولة قالها من قبل أثناء البحث معهم عن الطفل : «لو كان حد من البلد ورا خطف أنس لازم نهد بيته» .
و ناشد «يوسف الشربيني» منسق حملة شباب أبو كبير ضد الفساد اللواء «خالد سعيد» محافظ الشرقية ، بإطلاق اسم الطفل «أنس» على مدرسة «نزلة خيال» الإبتدائية تخفيفا للصدمة عن أسرته ، وتضامن معه «محمد نجم» مؤسس جروب معلمي أبو كبير الشرفاء و الذي طالب وكيل أول وزارة التعليم بالشرقية بمساعدتهم في تنفيذ هذا المطلب .
البداية كانت عندما تلقى اللواء رضا طبلية مدير أمن الشرقية، إخطارا من العميد «بهي الدين عبدالفتاح» مأمور مركز شرطة أبوكبير، يفيد تلقيه بلاغا من «م. ح» مقيم بقرية «نزلة خيال» التابعة لمركز أبوكبير باختطاف نجله الوحيد «أنس» 8 سنوات ، مؤكدا تلقيه اتصالا من أحد الأشخاص يطالبه فيه بفدية مالية قدرها 2 مليون جنيه .
تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء هشام خطاب مدير البحث الجنائي، ضم ضباط مباحث مركز شرطة أبوكبير برئاسة الرائد محمد فاضل رئيس المباحث وبتتبع خط سير الطفل والهواتف المحمولة، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة «ي.إ.م» 42 عاما ـ سائق توك توك جار الطفل، حيث اختطف الطفل، ومطالبة ذويه بفدية مالية 2 مليون جنيه تم تخفيضها إلى 50 ألف جنيه بعد التفاوض معه ، وعثر على جثة الطفل داخل غرفة لتربية الطيور بالدور الأرضي بمنزله و الذي لا يبعد عن أسرة الطفل سوى 40 مترا و لا يفصله عنهم سوى منزل واحد .
تم ضبط المتهم وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة لطلب فدية لمروره بأزمة مالية، وأفاد أنه قبل ارتكابه الواقعة طرد زوجته وأبنائه من المنزل، وأنه أثناء مرور الطفل المجني عليه من أمام منزل المتهم الذي كان متوجها لمكتب تحفيظ القرآن بالقرية، ألقى ورقة مالية فئة خمسة جنيهات أمام الطفل، وطلب منه إحضارها فقام الطفل بالتقاطها وعند مناولته إياها سحبه داخل المنزل بقصد إخفائه لطلب فدية مالية من أهله، إلا أن الطفل قام بالصراخ ما اضطره لضرب الطفل بيده ضربة قوية على رأسه أفقدته الوعي خشية افتضاح أمره بالقرية .
بعدها لف رقبته بقصد كسرها وخنقه بحبل تحصل عليه من داخل المنزل ثم اتصل بذوي الطفل للمطالبة بفدية مالية مستخدما شريحة مسروقة من هاتف جار له هدد نجل ذلك الجار بعدم الحديث إلى أحد حول هذا الأمر ، ثم أخفى الشريحة والهاتف بأرض زراعية عقب ذلك، وأرشد عن مكان الجثة بمنزله ، وبالتفتيش عثر على جثة الطفل ممسكا المصحف بيده وملفوف حبل حول رقبته ، و هدم أهالي القرية ، منزل الجاني لدى عودتهم من المقابر بعد دفن الطفل بعدها تحفظت الشرطة على 12 شخص من الأهالي وجهت لهم تهمة الإتلاف العمدي للمنزل .
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
