أعمدة

حسن المستكاوي | يكتب : الأهلى فاز ببهجة ومرح

حسن-المستكاوي
•• سألت «زيزو» بعد المباراة: أيهما الأصعب.. اعتماد الفريق على المهارات الفردية العالية أم اعتماد الفريق على الأداء الجماعى؟

•• أجاب: «الأداء الجماعى أصعب لأنه يعنى الانضباط والالتزام. وكرة القدم ليست لعبة فردية».. وكنت أشرت قبل المباراة إلى جماعية الأهلى وفردية الزمالك. وقلت إن اللعب الفردى لا يجدى، وإن اللعب الجماعى يؤتى. ولكن الأهلى لم يحقق الفوز فقط، وإنما جمع بين الفوز والمتعة. وكان حذر الأهلى فى البداية جزءا من خطته، لأنه يدرك أن الزمالك سيهاجم ويندفع، وعليه التصدى، والرد بهجوم مضاد.

•• قيد «زيزو» مفاتيح لعب الزمالك وجرده من أسلحته بتجريدهم من أسلحتهم.. وأولهم عمر جابر، فهو مراقب من جانب صبرى رحيل ورمضان صبحى. والثانى يستقبل عمر ثم يسلمه إلى الأول. والنتيجة أن عمر جابر لم يتقدم سوى مرة واحدة فى 93 دقيقة.. ولذلك كان «شغل الأهلى» فى الشوط الأول كله من ناحية أحمد فتحى الذى شكل جبهة هجومية، كما تمت مراقبة كهربا بالمنطقة، فهو تحت سيطرة فتحى حين يكون مدافعا، ويقابله رامى ربيعة حين يكون فتحى متقدما.

•• وضع باسم مرسى تحت الحراسة، وقيد «زيزو» جناحى الزمالك، باستثناء لحظات فلت منها حمادة طلبة، وكان بطل المباراة خط وسط الأهلى، المكون من غالى، وعاشور، والسعيد، وصبحى، والتزم كل من إيفونا ومؤمن زكريا بالواجبات الدفاعية.. وكان اشتراكهما لقدرتهما على صناعة المساحات بالجرى والتحرك وكلاهما يكمل عمل الآخر.. وتألق الوسط لأنه المسيطر والمستحوذ على الكرة وعلى بناء الهجمات، وعلى إفساد هجمات الزمالك ولو كانت بالنيات أو فكرة. وتحمل معروف يوسف عبئا كبيرا وأجبر توفيق على التراجع، فيما تاه إبراهيم عبدالخالق. فهو يجرى خلف الكرة، ويجرى من الكرة.

•• هدف إيفونا فتح الملعب.. وأنتجت تغييرات عبدالشافى فيما لم تنتج تغييرات «ميدو» ربما لتأخرها، وربما لأن «أحمد زى الحاج أحمد».. فمصطفى فتحى وحفنى يمثلان مركزا ولاعبا واحدا، والفارق هو أن فتحى يلعب للأمام أكثر، بينما يلعب حفنى بالعرض أكثر. وعمر جابر وحازم إمام يمثلان مركزا ولاعبا واحدا، والفارق أن جابر سريع لكن حازم إمام أسرع.. وفى النهاية امتلك الأهلى مفتاح الفوز وسره: «استقبل الكرة، ومررها، ثم تحرك»!

•• كان «زيزو» لاعبا فنانا، وهو مدرب فنان، ومن أجمل ما صرح به أن الفريق يلعب بمرح.. ويجب أن يلعب بمرح، وهو يقصد أن الهدف إمتاع جماهيره. وحين يلعب فريق بمرح وبهجة، فإن ذلك ينتقل إلى الجمهور وإلى اللاعب نفسه. وعندما كانت البرازيل تلعب بهذا المنطق، تفوقت، وحين تركت الكرة البرازيلية شخصيتها من اجل التكتيك والدفاع فقدت قوتها.

•• يبقى ما حدث قبل المباراة من صعوبات فى دخول الإعلاميين. وهذا ليس بجديد على تنظيم أحداثنا الرياضية، ففى دورة الألعاب الأفريقية عام 1991.. وقفنا أمام بوابة المقصورة الرئيسية، واشتكى لى صحفى أجنبى : فكيف يمتلك بطاقة ولا يدخل؟ وقلت فى محاولة للتخفيف عنه: « نا معى بطاقة الدورة. ودعوة رسمية، وبطاقة النقابة، وبطاقة صحفية دولية، وبطاقة شخصية، ولا أستطيع الدخول مثلك!

•• كنت أخفف عن الرجل ألمه ودهشته، لكننى لم أفعل، فمن المؤسف أنه على ما أذكر «بكى»؟!!

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى