أعمدة

حسن المستكاوي | يكتب : المنتخب الأوليمبى.. العجز والغرور

المستكاوى

علت أصوات تطالب باستقالة اتحاد الكرة بسبب فشل المنتخب الأوليمبى واحتلاله المركز الأخير فى مجموعته بجدارة.. والواقع أن الاتحادات الرياضية لا تستقيل لهزيمة فريق أو خروج منتخب من بطولة، وإلا فإن الاتحاد الإنجليزى يستحق المحاكمة لأن المنتخب الأول لم يحرز سوى لقب واحد فى مائتى عام.. إلا أن الإنجليز يملكون أغنى دورى، وأمتع مسابقات، وأفضل حضور جماهيرى، وأحسن نظام أمن للملاعب.. أما اتحادنا الموقر، الحالى والسابق والذى سبق السابق، فإنه يستحق أن يتقدم باستقالته لفشله فى إدارة اللعبة وشئونها.

** مرة أخرى الكرة المصرية ليست المنتخبات فقط، ولكنها المسابقات المحلية المنتظمة، ومستوى الناشئين، ومبارياتهم، ومستوى التدريب والتحكيم، ومستوى الملاعب، وأمن الملاعب، والحضور الجماهيرى والتسويق وكيف تتحول مشاهدة المباريات فى المدرجات إلى متعة وترويح، وكيف يكون دخول وخروج الجمهور إلى الملاعب سهلا وليس تعذيبا ومعاناة… ولا تقولوا لنا إنه الأمن، عليكم أنتم إيجاد خطط تقنع الأمن.. كرة القدم المصرية كل هذا وأكثر من هذا إنها أيضا نشر اللعبة، ومباريات الإعداد وفلسفة الاحتكاك. وخطط موحدة وأساليب وطرق لعب، معروفة تعكس شخصية الكرة المصرية، ووجود دراسات فنية عن أسباب الفوز ببطولات إفريقيا ومدى قوة تلك البطولات حاليا.. إن الكرة المصرية ليست منتخبات فقط ولكنها دورى محترفين «نحلم به»، ورابطة أندية محترفة «نحلم بها»، ولوائح ثابتة لا تتغير، وعدل فى العقاب والجزاء، وحل نكتة البث الفضائى الأزلية والموسمية .
** لا يوجد أى شىء من تلك الأشياء.. فاللعبة فى أزمة منذ سنوات بعيدة، واتحادنا الحالى يعتبر إكمال الدورى شهادة نجاح.. يعنى هو مثل الموظف الذى يتشدق بأنه: «راح الشغل النهارده».. وباستثناء معجزة الفوز بكأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية، هناك أزمات لا تحصى، ولو رغب مواطن أجنبى فى إعداد رسالة دكتوراه فى أزمات كرة القدم فيكفيه أن يحضر إلى القاهرة ويمكث إسبوعين..
** باستثناء معجزة الأمم الأفريقية، لم يحدث أن تأهل فريق مصرى أو منتخب بدون حسابات، وبعض هذه الحسابات يكون مضحكا، حيث نجرى احتمالات تقوم على أساس أن من ينافسنا سيلعب لمصلحتنا. هكذا نحن منذ 30 أو 40 سنة لم نعرف المرور فى التصفيات والبطولات بسهولة وسلاسة. فكل مجموعة لنا هى مجموعة موت، وكل مبارياتنا عنق زجاجة. لم نعرف يوما زجاجة بدون عنق.. (أشعر أنى أكتب نفس الكلام من 100 سنة)..؟
** المنتخب الأوليمبى سيئ جدا. والأداء أسوأ من السوء. وإدارة المباريات سيئة للغاية. ما هذه العشوائية، والتشكيلات السيئة، والوسط الضائع، والحارس الذى لا يحرس، والدفاع الذى لا يدافع، والهجوم الذى لا يهجم .؟ ماذا تنتظرون من لاعبين لا يمررون الكرة، ولا يسددون الكرة، ولا يتحركون بدون الكرة، ولا يساندون اللاعب الذى يمتلك الكرة، ويجرون خلف الكرة ويجرون خوفا من الكرة ؟
و ما هذه «الأناملية»، والفردية المظهرية، وعدم الالتزام وانعدام الجدية..واحتلال المركز الأخير جدير بم قدمه الفريق المتخم بالنجوم، الذين خسروا الكثير من نجوميتهم.. يا ترى هل بقى أى شىء من أخطاء كرة القدم.. ؟!
** القنبلة الحقيقية هى اجتماع الغرور مع العجز.. فكيف يجتمع العجز مع الغرور؟.. إنها معادلة مدهشة جدا ؟

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى