أعمدة

حسن المستكاوي | يكتب: ذكاء الثعالب فى الجابون

%D8%AD%D8%B3%D9%86 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%83%D8%A7%D9%88%D9%8A %D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8 %D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1 %D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%B9%D8%A7%D9%84%D8%A8 %D9%81%D9%89 %D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D9%88%D9%86
هذا وقت كأس الأمم الإفريقية. لم يعد التعليق على اختيارات كوبر مهما أو مفيدا. وإنما ما نريده هو أن نعرف ماذا نفعل بالكرة حين نمتلكها، وأن نكون أسرع فى أداء الهجمة، سواء المنظمة التى تبدأ من الخطوط الخلفية أو تلك السريعة المضادة.. وعلى مدى ثلاث بطولات متتالية أحرز منتخب مصر اللقب بقيادة الكابتن حسن شحاتة، بأربعة أو بثلاثة لاعبين محترفين.. وأسقط ذلك شعار أن الفرق الإفريقية تفوقت على الكرة المصرية باللاعبين المحترفين فى أوروبا. وكانت المعجزة هى إحراز ثلاثة كئوس بلاعبين محليين.. وقالوا إنه « شمهورش».. ويدهشنى أن يلعب شمهورش فى كأس الأمم ولا يلعب معنا فى تصفيات كأس العالم.. لكنها كلها تخاريف ناس عاشت كل حياتها تمنح العفاريت كل انتصار، وتعلق هزائمها وانكساراتها على الحكام.
كيف فزنا بكأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات؟
الإجابة: البطولة الأولى كانت انتصارا صعبا تحت ضغط رهيب، وبمساندة جمهور رائع. والثانية كانت انتصارا عظيما لعب خلاله منتخب مصر أفضل كرة قدم منذ محمد أفندى ناشد صاحب أول فريق كرة مصرى فى 1895.. والبطولة الثالثة كانت انتصارا جيدا خاليا من الضغوط.. فهل من المعقول أن نفوز باللقب مرة ثالثة؟ هكذا لم يطلبه أحد صراحة، ولم يضغط إعلام أو جمهور أو نقاد على الجهاز وعلى اللاعبين وقد كان هذا الانتصار الثالث أفضل من الانتصار الأول وأقل من الانتصار الثانى.
كيف فزنا إذن بكأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات؟
بفكرة التمرير، وبكرة المجموعات. وبذكاء الثعالب. نعم.. فمن المؤكد أن الثعلب يكون غبيا عندما يصارع الأسد بالقوة. ويكون الثعلب غبيا جدا حين يظن أنه يملك نفس المخالب التى يملكها الأسد.. ولأن الثعالب ذكية، فإنها تواجه الأسود من بعيد، وتناور وتحاور وتجرى حتى تحقق هدفها.. وقد تصيب وقد لا تصيب (شاهدوا كيف تهزم الكثرة القوة فى قناة ناشيونال جيوكرافيك)!
 اختيار أسلوب التمرير صيحة قديمة عند الإسبان. وكان ذلك أسلوب ريال مدريد فى الخمسينيات، ثم برشلونة ومنتخب إسبانيا.. هو نتاج مزيج من الكرة الشاملة الهولندية وتبادل المركز مع تبادل اللاعبين للكرة. والأمر ليس بسهولة كتابته. ولكنه شديد الصعوبة، لأنه لا يساوى إذا لم يتحرك الفريق كله بدون الكرة.
يمكن أن يبهرك أداء برشلونة وريال مدريد وتعجب بقوة الفريقين على مستوى أوروبا ويمكن أن يبهرك أيضا أداء المنتخب الألمانى خاصة بعد أن حرر لاعبيه من المراكز ولم يعد يهتم برأس الحربة، ويمكن أن يبهرك صراع الديكة الساخن فى الدورى الإنجليزى فالفرق كلها تلعب على الفوز بغض النظر عن حسابات النقطة والبقاء وإن اختلفت أساليب اللعب.. لكن تظل كرة القدم فى إسبانيا ظاهرة فى تفوقها على مستوى القارة الأوروبية حتى عام 2010 فيما يتعلق بالمنتخب، وحتى الآن فيما يتعلق بالأندية.
المهم دعونا نعود إلى التمرير. فهو ليس بالضرورة أسلوبا دائما لكل مباراة، وكل منافس. كما أنه من ذكاء المدرب أن ينوع فى الأساليب أحيانا ويلجأ للتمرير الطويل بدلا ن القصير.. إلا أن الاستحواذ فى النهاية يجب وحتما أن ينتهى بجمل تكتيكية إيجابية فى الثلث الأخير من الملعب.
(منطقة الهجوم) وبدون ذلك يصبح عجنا ولفا ودورانا وضجيجا بلا طحن وبلا أهداف.
السؤال الآن: هل يلعب كوبر بالتمرير.. هل عنده هذه الفلسفة؟ وما هى فلسفته؟ وكيف يمكن أن يلعب فى الجابون؟ وهل يتسلح المنتخب بالمهارات؟ إذن ما هى المهارة فى كرة القدم؟
المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى