أعمدة

حسن المستكاوي| يكتب: كيف يعود الجمهور؟

4742

** كيف يعود جمهور كرة القدم؟.. ومن هو الجمهور الذى نتحدث عنه؟.. هو روابط الأولتراس.. وبداية أن القانون يجب أن يطبق واستجديت القانون قبل عام 2011. حين وقعت معارك بين جماهير وحين حطمت ورجمت أتوبيسات لاعبين وفرق بالطوب. ويدهشنى أن يكرر البعض الآن قصة القانون باعتبارها حلا سحريا ووحيدا للعودة (عمرنا ضاع فى البديهيات).

** إن تلك العودة ستظل محل شك مادام يظل هناك هذا الشك فى سلوك بعض الجمهور، واحتمالات استغلال تجمع فى المدرجات لأغراض إشعال فوضى أو تصوير كارثة، فمن الواضح أن الاشتباك فى الملاعب هو عبارة عن مشهد ينقل على الهواء مباشرة بما فيه من قسوة وألم ويتابعه الملايين.. فهو ليس مجرد مشهد لمظاهرة فى ميدان طلعت حرب. إذن المدرجات ساحة مناسبة للاستخدام فى التشويه العام لحالة الاستقرار فى الدولة. وكلنا نذكر أنه لم يحلق شمروخ واحد فى سوبر الأهلى والزمالك الإمارات وقد حضره بعض الأولتراس فلماذا تتطاير هنا الشماريخ؟.
** إن سبب منع الجمهور من حضور مباريات الدورى تحديدا هو سبب أمنى واجتماعى يتعلق بعدم تحمل المجتمع لكارثة ثالثة. خاصة أن هناك من يستغل السلوك الجماعى ويدفع شبابا للاشتباك (أى عالم اجتماع يدرك معنى السلوك الجماعى). ولا توجد علاقة بين حضور الجماهير لمباراة إفريقية لنادٍ كما حدث فى لقاء الزمالك وصن داونز الذى حضره جمع غفير من رابطة وايت نايتس فى استاد برج العرب وبين عودة جماهير الدورى.. ومن يربط بين الإثنين يتعامل مع الأمر بسطحية ومثالية غير واقعية.. فالشغب شيطان ينتظر فرصة ومادة خصبة كى يطل برأسه الأسود على العشب الأخضر.
** إن غياب الجماهير عن المباريات المحلية أمر ينتظر زوال حالة الشك بالكامل فى سلوك الروابط. ويتحمل مسئوليته عدة أطراف. فكيف يتم تأمين الدخول والخروج إلى الملاعب بدون زحام وطوابير وطول انتظار؟. وكيف يجد المشجع تذكرة المباراة بسهولة، ولا يكون الحصول على تذكرة يعد نهاية سعيدة لرحلة عذاب طويلة، وهو أمر تكاد تنفرد به ملاعب الكرة المصرية منذ 40 سنة؟. وكيف لم نتعلم بعد من تجارب كل الدول فى صياغة لوائح وقواعد على التذكرة كى تكون بمثابة عقد بين المشجع وبين الجهة المنظمة للمباراة؟. وكيف لم نتعلم بعد من تجارب الاستعانة بشركات تنظيم مدنية؟، وكيف يجد الشباب فى الملاعب وسائل الراحة والترويح؟.
** إن اختصار الشباب المصرى فى جمهور كرة القدم غير دقيق. فهناك ملايين الشباب (أبناء وأهل وأقارب يحاربون الإرهاب ويقومون بالبناء، ويعملون فى شتى المجالات).. ومن المؤكد أيضا أن بعض الشباب، يعانى من حالة احتقان من ميراث عهود سابقة ويطالب بالعدل والمساواة والكرامة فى تعاملاته اليومية ويطالب بالفرص المتساوية. وهم غالبا شباب متصل بالعالم ويعيش واقعا مختلفا عن واقع الآباء. ومن المهم التواصل مع هؤلاء وإقناعهم بملامح التغيير وأولى وسائل الإقناع صدق الخطاب وتجديد هذا الخطاب، وأن يكون ذلك عبر شباب مثله.
** فى الوقت نفسه يرفض المجتمع تدمير الملكيات العامة والخاصة ويرفض السباب واللافتات المسيئة، بحجة أنها تعبير عن واقع من الرفض أو حتى مجرد رسالة.. والمهم أن نسأل كيف يمكن أن تزول حالة الاحتقان. علما بأن الحوار مع الروابط تعدد وتنوع ولكن مازال الشك فى الغضب واردا ومحتملا.. وهذا وحده وراء عدم عودة هذا الجمهور إلى ملاعبه.

زر الذهاب إلى الأعلى