أخبار العالم

حكاية «ياسين».. فقد ساقه فى حادث منذ سنوات واستكمل حياته بابتسامة وساق صناعية

%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D9%86

اجتهد لضبط ساقيه على بدالات الدراجة، انطلق بسرعة متزنة تسمح للهواء بالاصطدام بوجهه دون المساس بابتسامته التى لم يتمكن منها الحزن يومًا، ساقه الصناعية التى تبرز واضحة من بنطاله القصير، تدفع به إلى منتصف الصفوف التى ينطلق معها فى رحلة أسبوعية لركوب الدراجات كرياضة لم يتخل عنها ياسين الزغبى صاحب الـ16 عامًا، والابتسامة العريضة التى لا تفارقه، والساق الصناعية التى لم تمثل له سوى أداة للحركة ولم تمتد أطرافها لتعطل حياته، ولم تدفعه تجربة فقدان ساقه فى حادث منذ سنوات للتوقف عن الحياة بقوة، أو سرد قصته المفعمة بالتفاؤل، بما لا يدع فى قلب من يسمعها مكانًا لليأس.

ياسين الزغبى، طالب فى الصف الأول الثانوى، سنوات عمره لم تتجاوز الـ16 عامًا بعد، ولكنه فاق هذه السنوات دهرًا كاملاً من الحكمة والصبر الذى لا يتناسب مع شاب فى مثل عمره، ابتسامته التى تفترش وجهه دائمًا لا تعطى الفرصة لمن ينظر إليه بملاحظة ساقه الصناعية التى لا يسعى لإخفائها، فهى بالنسبة إليه مجرد وسيلة لمواصلة الحياة، وليست عائقًا عن الخروج فى جولات أسبوعية لركوب الدراجات بصحبة فريق “GBI ” الذى يدين له بالكثير من الفضل.

يعود بذاكرته للحادثة الأغرب التى فقد على أثرها ساقه فى عامه الثانى عشر قائلاً: “تعرضت لحادث فى شرم الشيخ، بعد أن صدمنى قارب أثناء السباحة، وبعد إفاقتى بأسبوع اكتشفت إننى فقدت ساقى اليسرى، وبعد عدة أشهر قمت بتركيب الساق الصناعية بعد رحلة علاج بالخارج، وتمكنت من التدريب على موازنة الخطوات، حتى دخلت فى تحدى ركوب الدراجات الأول.

رحلة مدرسية لركوب الدراجات حتى “العين السخنة” فى شهر نوفمبر الماضى، كانت هى الحافز لياسين لمواصلة الحياة أفضل ما سبق كما أكد قائلاً: “أعلنت مدرستى الجزويت التى أدين لها بالفضل فى التحسن المستمر، عن رحلة لركوب الدراجات حتى العين السخنة، ومنذ هذا التاريخ، اعتبر ركوب الدراجات رياضة لن أتخلى عنها”.

إلى جانب القصة التى عاشها، يحمل “ياسين” الكثير من التفاؤل وحب الحياة الذى لا يحمله غيره ممن يمتلكون كل شىء، وهو ما يظهر واضحًا فى نبرة صوته الثابتة، وشعوره الدائم بالرضا بما لديه فى الحياة، لم يشعر يومًا أنه يستحق لقب “معاق” الذى يستفزه كثيرًا، ولا يضايقه سوى نظرات الآخرين أحيانًا بفضول يشعره بالضيق، أو كما يحب أن يصف شعوره “تناحة البنى آدمين”، ويقول: “مش بدايق غير من النظرات اللى بتقولى أنت معاق، وأنا مش معاق، أنا إنسان كامل ومش مضايق وعايش حياتى”.

أما عن أحلامه للمستقبل، فيتمنى أن يلتحق بكلية الحقوق ليخوض معركة “المعاقين فى مصر” كما يسميها قائلاً: أحلم بأن ألتحق بكلية الحقوق، للدفاع عن شريحة كبيرة فى المجتمع، هى شريحة المعاقين، وحقوقهم الضائعة، بداية من نظرات الناس وتعامل المجتمع، حتى القوانين التى لم تعطهم حتى اليوم أبسط الحقوق، سواء حقهم فى العمل بموجب قانون الـ5%، أو حقهم فى مواصلات وشوارع تسمح لهم بحرية الحركة، وحتى شعورهم بالثقة فى أنفسهم، وما أصابهم ليس سوى حالة يمكنهم التعامل معها ومواصلة الحياة.

 ياسين أثناء المشاركة فى إحدى جوالات الدراجات -اليوم السابع -5 -2015

 ياسين مع أحد أصدقائه -اليوم السابع -5 -2015
 ياسين أثناء قيادة الدراجة -اليوم السابع -5 -2015

 ياسين فى إحدى الجوالات -اليوم السابع -5 -2015

 ياسين يقود الدراجة بساق صناعية فى شوارع القاهرة -اليوم السابع -5 -2015

 الابتسامة لا تفارق ياسين -اليوم السابع -5 -2015
 ياسين بعد الانتهاء من جولته الأسبوعية -اليوم السابع -5 -2015

 

 

المصدر 

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى