أعمدةرأي

خالد صلاح | يكتب: وعود وزير الداخلية

خالد صلاح | يكتب: وعود وزير الداخلية
قطع وزير الداخلية على نفسه عهداً أمام الناس، بألا تكرر الشرطة خطاياها السابقة بالتصدى للمظاهرات السلمية فى 30 يونيو، والوزير يعلم أن قطاعاً كبيراً من الرأى العام لا يثق فى وعوده، فالرجل وعد وأخلف من قبل فى سلسلة المظاهرات التى تحولت إلى جحيم شامل، بسبب أخطاء درامية فى قرارات الوزير، والوزير يعلم أن نخباً واسعة من الشارع السياسى، والثقافى، والإعلامى، تلاحظ انحيازاته لمصلحة رجال السلطة الجدد، تماما كما كان يفعل أسلافه من وزراء الداخلية السابقين، فالولاء هو لولى النعم صاحب قرار التعيين، ومالك عصا الأمر والنهى فى «الاتحادية»، والولاء أيضا للحزب الذى ينتمى إليه (ولى النعم)، القابض على مفاتيح السلطة، فإن شاء رجال الحزب شيئاً تفتحت لهم الأبواب السرية، واستجابت لهم شرايين الوزارة، وإن غضب رجال الحزب غضبت من أجلهم جحافل القوة فى الوزارة، لم يتغير شىء جوهرى فى عقيدة وزراء الداخلية، فالولاءات تحكمها أهواء أصحاب الأمر والنهى، ووزراء الداخلية بعد الثورة، كوزراء ما قبل الثورة، على هوى ملوكهم دائما.

أما وعود الوزير فهى محل نظر أيضا، فالوزير وعد باسترداد الأمن، لكن الناس يناضلون من أجل أمنهم بأيديهم.. بالحق والباطل، هكذا نفهم من تطبيق حد الحرابة علنا على البلطجية فى المحافظات، فأنت تتعاطف مع الناس ضد البلطجة قطعا، لكنك لا يمكنك أن تتعاطف مع ضياع دولة القانون، وغياب الأمن فى ربوع البلد، والوزير وعد باصطياد خاطفى الجنود فى سيناء، لكننا لم نسمع خبرا يشفى صدورنا التى تشعر بالحسرة على كرامتنا الضائعة، وولاءات أجهزتنا الأمنية المتقلبة.

سياسات الوزير وولاءاته المرتبكة بين السلطة والناس.. محل نظر، ووعود الوزير وعهوده فى الأمن العام، أو الأمن السياسى، محل شك، فهل كان وعده الأخير حول مظاهرات 30 يونيو نابعاً من أعماقه، أملاً فى فرصة جديدة تبرهن فيها الداخلية على انحيازها للناس أولا؟.. أم أن هذه الوعود غايتها ادعاء سلمية الشرطة فى الظاهر، فيما تضمر النوايا والخطط سحلا وضربا وغازا وتنكيلا؟،.

الوزير أمام مفترق طرق حقيقى، فإما أن تسترد الوزارة دورها الوطنى، فتبقى مصر آمنة برجالها، وإما أن تبقى الوزارة على ولائها لولى النعم، فتضيع معها مصر، أو أن تكون على ولائها للناس فتبقى وترقى مصر.
مصر من وراء القصد.

زر الذهاب إلى الأعلى