أخبار العالم

دبح والده واطمن إنه مات: المرحوم خنقنى

%d9%81%d8%b1%d9%8a%d8%af-%d9%82%d8%b7%d8%b9-%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%b9-%d8%a3%d8%a8%d9%88%d9%87-%d9%88%d8%af%d8%a8%d8%ad%d9%87-%d9%88%d8%a7%d8%b7%d9%85%d9%86-%d8%a5%d9%86%d9%87

«سكين مغروس فى عنق عجوز، وشيشة مكسورة فوق رأسه، وبنطلون جينز ملفوف حول رقبته، وبتر فى أصبع الإبهام فى يده اليمنى بجانب الجثة» مشهد مروع سيظل عالقاً فى ذاكرة ابنة الضحية «ولاء على فريد»، عندما وقعت عيناها على جثة والدها الملقاة فى صالة منزله بمنطقة الزاوية الحمراء.

المشهد المؤلم أصاب الفتاة صاحبة العشرين عاماً بحالة ذعر وهياج فقدت على أثرها الوعى من هول المفاجأة، وسقطت بجانب الجثة حتى حضر الجيران وأسرعوا فى إفاقتها، وأبلغوا المقدم عبدالعزيز محمد رئيس مباحث الزاوية الحمراء بالواقعة الذى انتقل إلى مكان الحادث بقيادة قوة من القسم وتحفظت الشرطة على مسرح الجريمة وأخطر المستشار خالد هشام رئيس نيابة الزاوية الحمراء بالواقعة.

طريقة تنفيذ الجريمة والتمثيل بالجثة كانت تشير إلى أن الهدف منها هو الانتقام من المجنى عليه، بعد أن استبعدت جهات التحقيق حدوث الجريمة بدافع السرقة لعدم وجود أى آثار عنف على نوافذ الشقة أو سرقة أى متعلقات أو مقتنيات تخص الضحية، وأثبتت المعاينة التى أجراها المستشار هيثم أبوالحسن مدير نيابة النزهة سلامة جميع نوافذ الشقة وعثر على جثة المجنى عليه ملقاة على الظهر فى صالة المنزل يرتدى ملابسه الداخلية وسكين مغروس فى الرقبة، و3 جروح طعنية أسفل الذقن وجروح قطعية بالساعد والعضد الأيمن وقطع بالأصبع الإبهام اليمنى، وملفوف حول عنقه بنطلون جينز، وعثر بجوار الجثة على سكين مطبخ مفصول النصل عن المقبض مدمم، كما عثر بغرفة نوم نجل الضحية على آثار من الدماء على مقبض الباب.

وعقب انتهاء المعاينة قررت النيابة انتداب الطب الشرعى لتشريح جثة المجنى عليه وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة واستدعت شهود العيان على الحادث وأفراد أسرة الضحية لسماع أقوالهم.

رواية أسرة المجنى عليه لم تقدم أى دلائل تساعد جهات التحقيق فى تحديد منفذ الجريمة، فكانت إجابات جميع أفراد الأسرة متمثلة فى عدم الاشتباه فى أى شخص، وأن المجنى عليه كان حسن السمعة وليس لديه خصومة مع أى شخص تجعله يفكر فى قتله بهذه الطريقة البشعة، وعقب الانتهاء من سماع رواية الأسرة بدأت جهات التحقيق فى الاستعانة بالأدلة الفنية من أجل الوصول إلى القاتل عن طريق التحفظ على أدوات الجريمة وإرسالها إلى المعمل الجنائى لرفع البصمات من عليها.

8 ساعات فقط مرت على الجريمة وتمكنت جهات التحقيق وفريق البحث الجنائى الذى أشرف عليه اللواء هشام لطفى نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، من كشف ملابسات الجريمة والقبض على منفذها، وهو نجل المجنى عليه ويدعى «فريد» حاصل على بكالوريوس نظم ومعلومات، بعد أن تم تحديده عن طريق شهادة جاره الذى أكد فى محضر الشرطة أن المتهم كان يسير مسرعاً على سلالم المنزل وملابسه ملطخة بالدماء، ونجحت المباحث فى تتبع المتهم وألقت القبض عليه من على أحد المقاهى القريبة من مسرح الجريمة.

اعترف نجل المجنى عليه بتنفيذ الجريمة أمام الفريق الأمنى الذى أشرف عليه اللواء عبدالعزيز خضر مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية، وأنه استخدم سكين المطبخ فى تنفيذ جريمته، ولم يبد سبباً لارتكابها، وعندما حاصره الفريق الأمنى بالأسئلة بدأ يهذى بكلمات غير مفهومة، وبمناقشة باقى أفراد الأسرة أكدوا أنه يعانى من أمراض نفسية منذ عدة أشهر ويتلقى العلاج النفسى بمعرفة أحد الأطباء، وأن حالته الصحية ازدادت سوءاً بعد وفاة والدته فى عام 2014، لأنها كانت تمثل له كل شىء فى الحياة، كما أن حالته المرضية كانت سبباً فى تركه العمل منذ قرابة عامين، وأنه كان يعيش فى الشقة مع والده.

«كنت مخنوق من أبويا عشان كان عايزنى أشتغل معاه سواق على العربية الميكروباص» بهذه الكلمات بدأ المتهم فى تبرير جريمته أمام الفريق الأمنى الذى يشرف عليه اللواء عصام العزب رئيس قطاع مباحث شمال القاهرة، وأقر أنه لم يتحكم فى أعصابه عندما دخل فى مشادة كلامية مع والده، فأسرع إلى المطبخ وأمسك السكين وسدد بها عدة طعنات فى مناطق متفرقة بالجسد حتى لفظ على أثرها أنفاسه الأخيرة فى الحال.

«ندمان إنى قتلت أبويا مش عارف أنا عملت كده إزاى» بتلك الكلمات واصل المتهم اعترافه بتفاصيل الجريمة، قائلاً إن والده اعتاد توجيه السباب والشتائم إليه لامتناعه عن العمل معه على سيارته الميكروباص بحجة أنه يحمل مؤهلاً جامعياً، لكن كثرة الضغط عليه من والده كانت السبب فى لجوئه إلى الانتقام منه.

ابنة المجنى عليه «ولاء» قالت فى محضر الشرطة «مش متوقعة أن فريد أخويا يعمل كده» وتابعت أنها كانت تتصل بوالدها بشكل منتظم للاطمئنان عليه وعلى شقيقها «فريد»، كما أنها كانت تحضر إليه مرة كل أسبوع لقضاء احتياجاته، وفى ليلة الحادث اتصلت بوالدها عدة مرات فلم تتلق إجابة منه، وبعد مرور قرابة ساعة عاودت الإتصال فرد عليها شقيقها «فريد» ثم أغلق الهاتف بعد أن سمعت صوته، الأمر الذى أصابها بالقلق فتوجهت فى الصباح إلى منزل والدها وعقب فتحها الباب فوجئت بوجوده جثة هامدة وأن الدماء كانت تملأ صالة الشقة.

جمعت المباحث عدداً من روايات جيران المجنى عليه ومن بينهم صيدلى قريب من منزل المجنى عليه الذى أكد حضور المجنى عليه إليه ليلة الحادث وطلب منه إعطاءه أى أدوية مهدئة لأن نجله «فريد» فى حالة هياج شديدة وأنه لا يستطيع السيطرة عليه، وتابع الصيدلى فى شهادته أمام المباحث أنه رفض الاستجابة لطلب المجنى عليه لأنه لا يعرف شيئاً عن حالة نجله حتى يتمكن من إعطائه أى أدوية حتى لا تكون سبباً فى سوء حالته الصحية، وأضاف الصيدلى أنه فوجئ بالجريمة عقب حضوره إلى الصيدلية فى اليوم التالى.

رواية شهود العيان فى محضر الشرطة أشارت إلى أنهم حضروا على صرخات ابنة المجنى عليه بعد أن فتحت باب شقة والدها، وعند وصولهم إليها وجدوها فاقدة الوعى وملقاة على الأرض على عتبة باب الشقة، فأسرعوا فى نقلها إلى شقة أحدهم وبدأوا فى إفاقتها، وأبلغوا شرطة النجدة بالواقعة والمقدم عبدالعزيز محمد رئيس مباحث الزاوية الحمراء، بالواقعة.

وأضاف الشهود أنهم سمعوا أصوات صرخات نجل المجنى عليه ليلة الحادث وعندما ذهبوا إلى الشقة أخبرهم والده أن حالته النفسية سيئة ويرفض تلقى العلاج، فانصرفوا وبعد مرور قرابة نصف ساعة سمعوا أصوات صرخات نجل المجنى عليه فلم يهتموا بها نظراً لمعرفتهم بتفاصيل مرضه، حتى فوجئوا فى اليوم التالى بحدوث الجريمة البشعة.

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى