أخبار العالم

درية شرف الدين وجهًا لوجه أمام أوجاع «ماسبيرو»

 درية شرف الدين

«إزالة مبنى ماسيبرو» كان عنوان مقال مهم للدكتورة درية شرف الدين، دافعت فيه عن مبني التليفزيون ضد محاولات هدمه ضمن مشروع تطوير مثلث ماسبيرو، وعبر العشرات من المقالات المماثلة وضعت الدكتورة درية روشته لعلاج أمراض جهاز الإعلام الرسمي، واليوم وبعد اختيارها وزيرا للإعلام أصبحت تجربتها علي المحك، والأيام القليلة القادمة ستكشف إلى أي مدي ستتمكن من التعامل بفاعلية مع معضلة ماسبيرو التي حيرت من قبل الحكومات والأنظمة.

اهتمامها الاصيل بفن السينما يجعلها تتمتع بقدرة علي الخيال تميزها عن كثير من الإعلاميات المنتمين لجيلها، وهو ما يجعل تناولها للمشكلات التي تواجهها مختلف، ومن هنا لم تلجأ للفرقعت الإعلامية، أو العلاقات العمة في كتابة محطات تاريخها المهني، وانما اعتمدت علي العمق والنتاول الجاد الذي اصبح سمة اساسية لبرامجها، وهو ما جعلها صاحبة أقدم وأطول برنامج استمر علي شاشة التليفزيون المصري، حيث بدأت تقديم برنامجها “نادي السينما” من نهاية السبعينات من القرن الماضي وحتي تمت إزالته من علي الشاشة ضمن مشروعات التطوير الشاشة التي بدأها وزير الاعلام الاسبق أنس الفقي في عام 2009.

وقدمت درية شرف الدين مع بداية تطوير شاشة الفضائية ببرنامج توك شو حمل اسم “سؤال” والذي اطلق علية في ماسبيرو اسم الصوت الهادئ حيث رفضت الانسياق وراء موجات الصخب التي كانت قد بدأت علي الشاشة مع أنطلاق عدد كبير من برامج التوك شو، ورغم هدوء البرنامج فكان له السيق في تناول موضوعات مهمة وجادة منها تآكل الطبقة الوسطي في المجتمعات المصرية، ورصدت من خلاله حالة الاحتقان الطائفي التي ظهرت قبل ثورة يناير، واختفاء رصيف الشارع المصري، وغياب التنسيق الحضاري في الشوارع المباني المصرية.

وانتقلت إلي قناة دريم بقرار علي الهواء مباشرة في حلقة من برنامج العاشرة مساء استضافتها فيها الإعلامية مني الشاذلي في مارس 2009، عقب الغاء برنامجها في التليفزيون المصري.

وعلي طريقتها قدمت ايضا في دريم برنامج توك شو حمل اسم “اهل الرأي”،والذي واصلت فيه البحث عن الاوجاع الخفية في المجتمع المصري والبحث عن حلول لها.

شغلت شرف الدين عدة مناصب منها رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية في وزارة الثقافة، والتي خاضت من خلالها معركة شرسة ضد موجات الفن الهابطة التي ظهرت في الثمانينات، كما شغلت منصب وكيل أول وزارة الإعلام ثم رئيس قطاع القنوات الفضائية باتحاد الإذاعة والتليفزيون، كما شغلت منصب مدير المركز العربي للإعلام التابع للاكاديمية البحرية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، كما رأست تحرير مجلة أمواج التي يصدرها المركز.

رشحت درية شرف الدين لتولي وزارة الثقافة أكثر من مرة كان آخرها مع وزارة قنديل حيث رفضت تولي النمصب في ظل نظام الإخوان.

وصدر لها كتابان تمثلان دراسات تاريخية في السينما المصرية وهما “السياسة وسينما الخمسينيات” و”السياسة والسينما في مصر” .

المصدر 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى