مقالات

دينا الصاوي| تكتب: لص السعادة

دينا الصاوي

وعدك فأخلف .. وثقت فيه فغدر .. ائتمنته على ممتلكاتك باعها بلا خجل .. انتظرت أن يصارحك بما أهمك تهرب وأخذ الحذر .. رآك سعيداً فصمم ألا تنام قبل أن يرى بداخلك الألم .. حاولت أن تتفائل أسرع جاهداً ليمهد لك درب التشاؤم بلا ندم .. كان بإمكانه مساعدتك ولكنه أدار ظهره ورحل .. تحدثت عنه بالخير في غيابه نشر عنك الشائعات وفجر .. عاملته كصديق وحبيب فترصد لك كالعدو بلا خجل.

“لا تتزوج” كانت أول جملة قالها لك عندما سألته عن حاله بعد الفرح .. حدثك عن مدى بشاعة الزواج ولم يحدثك عن لحظات السعادة التي يشعر بها أحياناً وإحساسه بالألم عندما كان وحيداً بلا ونس .. رآك تخشى الإقدام على شئ ما فأخذ يزيدك خوفاً منه بدلاً من أن يراك مطمئناً بلا فزع .. سمع عن حاجتك للنصيحة فبخل بها وصمت .. أخبرك عن مدى تعبه في عمله ونسى أو تناسى أن يخبرك بسعادته وهو يتسلم مرتبه نظير التعب، وهو يلتقي بزملاء العمل، وهو يشتري بحُر ماله ما يلزمه.

وجدك تعافر رغم غلاء المعيشة فلم يلق بالاً وكانت أولى قراراته رفع الأسعار بلا رحمة أو شرف .. تجاهل المعاني الجميلة بحديثك وأخذ يبحث لك عن أي خطأ .. أكدت له أنك تخشى التلاعب بالمشاعر فكان أول من تلاعب بها بلا أدنى رَهَف .. سمع بنجاحك فكان أول من استهتر وحقد .. حدثته عن الطموح ذكرك سريعاً بالفشل.

موجود بحياتك وبحياة كل إنسان، يحمل صفة أو أكثر من الصفات السابقة، يسرق منك لحظات الفرح و يحولها للحظات حزن وألم، مسئولاً كان أم عابر سبيل، حبيباً كان أم قريباً، زميلاً كان أم صديقاُ؛ فإذا كان بإمكانك مساعدته في التوبة فلا تتردد وبادر بالعمل، وإذا حاولت ولم تجد فيه أي أمل فانجوا بنفسك من “لص السعادة” قبل أن يسرق منك ما تبقى من سعادة أو فرح.

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى