مقالات

دينا نوار | تكتب: وهم الثانوية العامة وكليات القمة

دينا نوار
دينا نوار

نفسك تكون إيه لما تكبر ؟ سؤال يسأله معظمنا أول ما نشوف أي طفل صغير، والإجابة إللي دائما يرددها الأطفال «عايز أطلع دكتور أو مهندس».

في أغلب الأحيان الأهل أيضًا يرددون نفس الإجابة «عايز ابنى يطلع دكتور قد الدنيا» وعلى أثر هذا يبدأ أولياء الأمور رحلتهم بتهيئة أبنائهم مع بداية سنوات الدراسة لكي يصحبوا كما يرغبون، ويتجاهل البعض رغبات وميول أبنائهم، نجد أيضا سعي بعض الآباء إلى فرض قسم معين على أبنائهم في مرحلة الثانوية العامة كالقسم الأدبي أو العملي دون النظر إلى الضغط وعدم الرغبة .

في نظر البعض المجموع العالي هو فقط من يرفع روؤسهم وسط الناس ويحقق لهم الرفعة في كل مناحي الحياة وبسبب ذلك نجد من تهون عليه نفسه وينتحر بسبب الرسوب في الامتحان ، أو يصاب البعض بالاكتئاب لنفس السبب ، وهذا ما قرأناه الأيام الماضية في الصحف .

ما دفعني لكتابة هذا المقال لأني رأيت بعض النماذج من الطلاب لايحددون أهدافهم منذ البداية، يسعون فقط لتحقيق رغبات آبائهم تحت إجبار وضغط يومي، أو فقط الحصول على المجاميع المرتفعة، حتى الذين حصلوا على مجاميع عالية لا يعرف أي كلية يريد الالتحاق بها فقط كانت الإجابة «دا المجموع اللي كان عايزه بابا» .

كان لنا أصدقاء آبائهم هم الذين يسجلون لهم استمارة التسجيل ويختاروا لهم الكلية دون حتى سؤالهم عن رغباتهم .

أعزائي أولياء الأمور الحياة ليست أرقام في الثانوية العامة الفوز بكليات القمة فكم من طلاب دخلوها كما يسميها معظمنا ، ولم يحققوا أب أهدافاً منها لأن من الأساس لم تكن الكلية التي يريدونها فكانت النتائج الفشل وعدم الرغبة في تحقيق أي هدف مرجو منها .

زرع مفهوم الكليات القمة لبعض أبنائنا قد يجعل منهم مجرد الآت تحفظ فقط من أجل الحصول على الدرجات العليا لدخول مثل هذه الكليات ويصيبون بفقدان شديد للأمل إذا وجدوا نتائجهم غير مرضية أو لا يستطيعوا بها الدخول لكليات القمة ويشعروا بأن الحياة انتهت وكأنها كانت فقط عبارة عن نسبة مئوية مرتفعة تكتب في شهادة .

لا تجبروا أولادكم على تحقيق رغباتكم دون النظر إلى ميولهم ، فقد يحققون أفضل الإنجازات والنتائج عندما يختاوا ما يريدونه في حياتهم ، لا شرط أن نكون كلنا أطباء ومهندسين وأشخاص خريجي كليات في نظر البعض بأنها أفضل الكليات ، فنحن نحتاج متخصصين في مجالات أخرى فكل منا يسطيع أن يخدم بلاده بما هو انفع فيه واصلح له .

هذه شريحة من أولياء الأمور قابلناها أو قد نقابل مثلها ، ولكن على العكس توجد شريحة أخرى تشجع رغبات أبنائهم ويسمعون لهم جيداً ويقومون بنصيحتهم ولا يجبرونهم على مجموع بعينه أو دخول كلية معينة، لكن يشجعوهم بكل قوة ويعطوهم الثقة لتحقيق أهدافهم ورغباتهم ودائماً ما يكونوا لهم العون والسند لأنهم آمنوا بأهداف أولادهم ومدى قدرتهم على تحقيقها .

زر الذهاب إلى الأعلى