سياسة

زيارة الرئيس مرسى للبرازيل تضخ استثمارات مبدئية تقدر بمليارى جنيه

s520131144436

مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط: “يبدو أن رسالة الطمأنة التى بعث بها الرئيس محمد مرسى لرجال الأعمال والمستثمرين البرازيليين، فيما يخص المناخ الاستثمارى فى مصر، بدأت تؤتى ثمارها من خلال خطط تدعمها الحكومة البرازيلية لضخ استثمارات جديدة فى مصر، وتعظيم القائم منها”.

ويأتى إعلان مجموعة ” كامرجو كوريا”، وهى إحدى المجموعات الاقتصادية العملاقة بالبرازيل عن ضخ أكثر من 9ر1 مليار جنيه كاستثمارات جديدة لتنفيذ حزمة من خطط التوسع المستقبلية فى السوق المصرية، ضمن هذا الإطار الذى يبشر بتدفق مليارات الدولارات داخل السوق المصرى، وهو ما يعنى إتاحة المزيد من فرص العمل وتعميق الثقة فى الاقتصاد المصرى.

ويقول “ريكاردو باربوسا”، رئيس شركة “إنترسمنت” التى تعد واحدة من رواد صناعة الأسمنت فى العالم، وهى إحدى شركات مجموعة “كامرجو كوريا”، إنه تم اختيار مصر من بين أربع دول فى منطقة الشرق الأوسط هى تركيا وتونس والمغرب، باعتبارها أفضل بيئة متاحة لضخ تلك الاستثمارات الضخمة.

وأوضح أن زيارة الرئيس محمد مرسى للبرازيل بددت المخاوف من السوق المصرى، وأعطت أشارة البدء الحقيقية لتعظيم الاستثمارات فى هذا البلد النابض بالخير، مشيرا إلى أن ما تمر به مصر حاليا لا يعد أمرا غريبا أو غير مقبول، لأن مرحلة التحول الديمقراطى فى أى بلد تنتج مجموعة من الأزمات يمكن التغلب عليها بالإصرار والعزيمة.

وأضاف أنه فى إطار مشاركة الرئيس محمد مرسى فى أعمال منتدى الأعمال المصرى البرازيلى واللقاءات التى عقدها بعد ذلك مع مجموعة من رموز مجتمع الأعمال البرازيلى وقيادات ورؤساء كبرى الشركات البرازيلية العاملة والمستثمرة فى مصر، إضافة إلى مجموعة من المستثمرين الذين يتطلعون للاستثمار فى مصر، قدم الرئيس شرحا مفصلا لما يتمتع به الاقتصاد المصرى من إمكانات بشرية وطاقات واعدة، وكذلك الجهود المبذولة من أجل النهوض به، وهو ما كان له الأثر الطيب فى تشجيع المستثمرين البرازيليين للمجىء إلى مصر.

ونوه باربوسا بما تتمتع به مصر من إمكانيات تتيح لها عبورا آمنا لتلك المرحلة الانتقالية الصعبة، كما أن لقاءات الرئيس مرسى فى ساوباولو مع عدد من قيادات ورؤساء الشركات البرازيلية، أسهمت فى طمأنة رجال الأعمال والمستثمرين فيما يخص المناخ الاستثمارى فى مصر، والتزام وحرص الحكومة المصرية على تذليل كل العقبات أمام المستثمرين الأجانب خاصة البرازيليين وتوفير المناخ الإيجابى لجذب المزيد من الاستثمارات بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين.

وتأتى تلك الخطوة الرائدة من جانب إحدى أكبر المجموعات الاقتصادية البرازيلية فى ظل ظروف استثنائية يعيشها الاقتصاد المصرى لتحمل رسالة إيجابية تعكسها ثقة كبرى فى مناخ الاستثمار بالسوق المصرى، وهو ما يمثل دعما ومساندة للاقتصاد فى المرحلة الراهنة، كما أن ضخ المزيد من الاستثمارات البرازيلية داخل السوق المصرى يعد بداية مبشرة تمهد الطريق أمام دعم العلاقات بين البلدين فى كل المجالات.

وعلى الرغم من أن زيارة الرئيس مرسى هى الأولى للبرازيل، إلا أنها كانت بمثابة الخطوة الأولى التى تفتح طريق الألف ميل، خاصة أن المستثمرين البرازيليين أبدوا اهتماما كبيرا بتعزيز استثماراتهم فى مصر لما تمثله من سوق كبيرة واعدة تحتاج إلى المزيد الذى يضاف إلى ما هو موجود من استثمارات حاليا فى مجالات صناعات الحديد والسيراميك والمواد الغذائية، خاصة من اللحوم المجمدة.

وعلى الصعيد ذاته، يؤكد الوزير المفوض التجارى بسفارة البرازيل أن هناك إيمانا عميقا بالفرص الكبيرة والواعدة فى مصر، وذلك انطلاقا من قدرة الاقتصاد المصرى على التعافى السريع وتحقيق معدلات نمو عالية. وأشار إلى أن الحكومة البرازيلية تدعم التوجه نحو الاستثمار فى مصر، وتؤكد على أهمية الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس مرسى، كما أن تجربة البرازيل التنموية ستكون حاضرة فى حالة المصرية التى تشبه إلى حد كبير ما شهدته بلاده من أزمات اقتصادية عنيفة تعافت منها على مدى 16 عاما من الخطط التنموية التى تهتم بالإنسان باعتباره حجر الزاوية فى أى مشروع تنموى.

وفيما يبدو لأول وهلة ضآلة حجم الاستثمارات البرازيلية فى مصر قياسا بما يتمتع به هذا البلد من إمكانيات اقتصادية وتنموية هائلة، إلا أن البيئة الاستثمارية المصرية غير المشجعة كانت هى السبب الرئيسى فى هذا الأمر، ليس بالنسبة للبرازيل فقط وإنما لأى استثمارات من أى مكان بالعالم.

ولعل مراجعة سريعة للأرقام يمكنها أن توضح مدى ضآلة تلك الاستثمارات، وما يعنيه البدء بضخ مليارى جنيه، بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس مرسى، حيث تبلغ الاستثمارات البرازيلية فى مصر 49ر17 مليون دولار.

ويأتى القطاع الصناعى فى مقدمة تلك الاستثمارات بحوالى 42ر11 مليون من خلال 3 شركات، يليه القطاع الخدمى بـ7 شركات برأس مال قدره 40ر4 مليون دولار، ويأتى فى المرتبة الثالثة القطاع الإنشائى باستثمارات تبلغ 24ر1 مليون دولار، ثم الاستثمارات السياحية بـ44 ألف دولار

وتؤشر البيانات والتصريحات البرازيلية إلى إمكانية رفع تلك الاستثمارات، خاصة مع رغبة مصر فى التعاون مع البرازيل فى مجالات التصنيع العسكرى وتصنيع وتجميع الطائرات والسيارات، وكذلك فى تطوير القطاع الزراعى والصناعات الزراعية وتنميتها بما يسهم فى دعم الجهود الوطنية من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتى من المواد الغذائية، خاصة من القمح فضلا عن صناعات الحديد والصلب والغزل والنسيج.

ويبدى المستثمرون البرازيليون اهتماما وحماسا كبيرا تجاه تفعيل المشاركة فى تعظيم حجم الاستثمارات فى كل المجالات التى تحتاجها مصر، حيث من المقرر أن يزور مصر خلال شهر سبتمبر المقبل وفد استثمارى كبير برئاسة رئيس اتحاد الصناعات البرازيلية لبحث الخطوات التنفيذية فى هذا الخصوص.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى