مقالات

سمر غريب | تكتب: سحر البدايات

 

سمر غريب تكتب لعبة القدر

أحيانا البدايات تخدعنا بكم الجمال الذي يتخلل كل ثانية فيها لتأتي النهايات فتكشف لنا أنياب هذا الجمال ، النهاية كشفت لي وجه البداية القبيح الذي ربما كنت أعمي عنه خرجت من النهايات بجروح كثيرة وفوق كل جرح درس لن أنساه فكمية السعادة والثقة في البداية تتساوي مع كمية الحزن والخيبة في النهاية لذا لا تكن سعيداً أو واثق بمقدار يزيد عن الحد المعقول، فأنا ارتاح الي النهايات أكثر من البدايات، النهاية صريحة واضحة كاشفة لما مضي والبداية غامضة.

لا تستعجب من الخوف الذي يسكنني في كل بداية فقد علمتني النهايات أن أخذ كل حذري من جمال البداية. فللبدايات لذة مختلفة ومميزة ،البداية مع مدينة مع وظيفة مع جامعة مع مدرسة مع إنسان، إن الأيام الأولى من السكن في أي مكان بالعالم له لذة خاصة الشوارع، الطرقات، البيوت .

الأيام الأولي ممتعة مالم تكن تحمل في نفسك موقف سابق سلبي فعلي سبيل المثال  فأنت تبدأ عملك الجديد بحماس وبعد فترة يخمد حماسك وتقول مللت من هذا النوع من العمل، في المذاكرة تبدأ منتبه عالي التركيز فتقوم بترتيب المكان وتعد الكتب وتشرب الشاي وعندما تفتح الكتاب تقول هذا الكتاب ممل وتغيره بآخر ثم تفتر عزيمتك وتغلق الكتب أما في علاقتك مع الآخرين تكون البدايات رائعة وبعد بعض الوقت تجد النهاية حزينة وربما سيئة.

فإذا بدأت صداقة جديدة تجد الصديق كأفضل ما يكون الأصدقاء مضحي ومخلص وأمين عليك وعلي أسرارك وكل ما تتمناه تجده في ذلك الصديق ولكنك ربما تكتشف بعد فترة أن هذا الصديق ربما كان يهدف إلي شئ آخر غير الصداقة لمجرد الصداقة وتكون صدمتك فيه كبيرة،، فلذلك نقول الأيام الأولي ممتعة وقد يكون سبب هذه اللذة المكثفة هو جهلنا بالسلبيات في المكان الجديد فأحيانا الجهل راحة .

دائما ما تكون البدايات الأولي لا تنسي، تظل عالقة في ذهنك تطاردك في كل مكان، للبدايات سحر خاص لا تستطيع مقاومته، تعيش فيها تفاصيل مختلفة عن كل ما مضي نكتشف انفسنا للمرة الاولي.

أن تكتب عن البدايات هذا معناه أن تضع قلبك بين كفيك وتسترجع كل الجروح التي كنت تحاول دائما ان تتجاوزها وتحاول تذكر اشياء ربما سعيدة وربما لم يعد لها مكان الأن في حياتك حيث يقول محمود درويش أجمل ما في الحب البدايات أول لقاء أول نظرة أول كلمة أول هدية، ليت كل الأشياء في حياتنا تظل بدايات ، تتوالي علينا الأشياء والأصدقاء والصدمات قد مررنا بالعديد من تجارب الحب لكن المرة الأولي لا تنسي فبعد البداية يفقد كل شئ رونقه ونرتطم بأرض الواقع يختفي الإنبهار والدهشة كل شئ يصبح مكرراً مملاً لا يدهشك ، فالبدايات مجرمة تجعلك تري أفضل شئ ، تجعل قلبك يظهر كل مشاعره حتي يختفي ويصدمه الواقع بعدما تنتهي البدايات وتتضح الرؤيا نتحمل نحن النتائج.

أخاف من البدايات الجميلة كثيراً لأنها عادةً ما تحمل نهاية مخيفة وبشعة جداً جداً. فلنجعل النهاية جميلة بالصدق والوضوح من البداية ، فلما لا نكون صادقين فتحديد الهدف من البداية يؤدي إلي جمال النهاية والإخلاص من البداية يجعل النهاية رائعة فأصدقوا في علاقتكم وأفعالكم وتعاملوا بالصدق والوضوح من أول الطريق فيكون الإتفاق والوفاق اخلصوا في علاقتكم وأعمالكم أيا كانت فالإخلاص في الوصول للهدف والحصول عليه يشعرك بالسعادة ويعطيك النهاية الجميلة ضعوا أسس قوية لكل ما تقوموا بفعله سواء علاقتكم أو أعمالكم لترتكزوا عليها فكم أتمنى أن تكون النهايات جميلة مثل البدايات في حياتنا فأجعلوها هكذا ‘

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى