منوعات

سيدات حكمن مصر.. تعرف عليهم

شجرة الدر
شجرة الدر

كتب| سامح المصري

على الرغم من الرفض القاطع من قبل البعض، الذين يعرقلون وصول سيدة إلى قصر الاتحادية والتربع على عرش مصر، إلا أن التاريخ يشهد ويؤكد أن هناك « 7 » نساء حكمن مصر.دون شريك أو منازع، ولكن تم تهميش المرأة في التاريخ السياسي، واكتفينا أن نذكرها ونتغزل بها في دواووين الشعراء.

يذكر أن شهدت العمليات الانتخابية التى مرت بها مصر منذ إندلاع ثورة يناير عام 2011، مشاركة سياسية فعلية للمرأة على صناديق الاقتراع بنسبة تتفوق بها النساء على الرجال، وعلى الرغم من هذه المشاركة، ونجاح المرأة المصرية فى العديد من الوظائف، والمنصب الاجتماعية، والسياسة، والسيادية، وبعد حصولها على نسبة غير مسبوقة في المشاركة البرلمانية السنوات الماضية، إلى أن مجرد التفكير في تولى امرأة لرئاسة الجمهورية يعد أمرًا غير مرحب به ولا مقبول، عند النسبة الأكبر من المصريين في العهد الحالي، حيث لم تسجل كشوف المرشحين في الانتخابات الرئاسية أعوام «2012- 2014-2018 » إى من أسماء النساء، ولكن التاريخ يذكر إن العصور السابقة شهدت 6 سيدات جلسن على عرش مصر .

نساء حكموا مصر:

1 – الملكة ميريت نيت:
تُعد ميريت نيت أول ملكة في تاريخ العالم اعتلت عرش البلاد، واختلفت الآراء فى شأن هذه الملكة، وفيما إذا كانت قد حكمت البلاد، أم أنها كانت مجرد زوجة للملك، إلا أن الذي يؤكد توليها البلاد لوحة عثر عليها فى إحدى مقابر أبيدوس نقِش عليها اسم الملكة« ميريت نيت» وحدها.

كما جاء ذكرها في حجر بالرمو الخاص بأسماء الملوك الذين حكموا مصر، وذكرت في المصادر التاريخية أنها ارتقت العرش وحكمت حكمًا منفردًا، وهذه ميزة تميزت بها الملكة مريت نيت عن سائر ملكات التاريخ.

2- الملكة خنت كاوس:
توجت « خنت كـاوس الأولى» ملكة على عرش مصر القديمة حيث إنها كانت الوريثة الشرعية له
واتخذت «خنت كاوس» لنفسها ألقاب عديدة وهى (ملكة مصر العليا والسفلى، أُم ملك مصر العليا والسفلى)
وقد استنتج العلماء من اللقب الأول أن انحصار وراثة العرش في «خنت كاوس» سمح لها بأن تحمل لقب (ملكة مصر العليا والسفلى).

3 – نيـت إقـرت:
تعد نيـت إقـرت ثالث ملكة تحكم مصر حكمًا منفردًا، وهى آخر ملوك الأسرة السادسة، وصفها معظم المؤرخين بأنها أجمل نساء عصرها فكانت تتمتع بالملامح الشقراء ، ويقول بعض المؤرخين إلى إن بردية .

«تورين اختوت » أشارت إلى أن فترة حكم هذه الملكة كانت عامين، وشهر ويوم واحد فقط، وبنهاية حكمها انتهت الأسرة السادسة، وانتهى معها عصر الدولة القديمة إلى كان من أزهى عصور مصر القديمة.

4 – سـبك نفـرو:
الملكة سبك نفرو ابنه الملك أمنمحات الثالث، وتولت عرش مصر بعد وفاة أخيها «أمنمحات الرابع»
لم يطل حكمها أكثر من ثلاثة أعوام وأربعة أشهر وعشرين يومًا كما جاء في بردية تورين بين اعوام 1782 و 1778 ق.م.

أطلقت على هذه الملكة عدة ألقاب منها الزوجة الملكية العظيمة، والوارثة العظيمة، وسيدة كل النساء
وبنهاية حكم هذه الملكة، انتهت الأسرة الثانية عشرة، وانطوت صفحات عصر من أمجد عصور مصر القديمة، لتدخل مصر مرحلة زمنية جديدة تُعد نكسة فى تاريخها، وهى الفترة التى تعرف بـ «عصر الانتقال الثانى» ، التى نجح «الهكسوس » أثناءها فى احتلال مصر.

5- الملكة حتشبسوت:
تشتهر الملكة حتشبسوت بأنها أقوى ملكات مصر، حيث حكمت من1482 قبل الميلاد إلى 1503 قبل الميلاد، وتميز عهدها بقوة الجيش والبناء والرحلات التي قامت بها

وتُعد حتشبسوت من أفضل وأقوى ملكات مصر، حيث اشتهر حكمها بالسلام والازدهار، وكانت تحاول بأقصى وسعها تنمية العلاقات وخاصة التجارية مع دول الشرق القديم لمنع أى حروب معهم.

واجهت حتشبسوت مشكلات مع الشعب حيث كان يرى أغلب الناس أنها امرأة ولا تستطيع حكم البلاد ولذلك كانت تحاول دائمًا أن تلبس وتتزين بملابس الرجال لإقناعهم بأنها تستطيع الحكم، ونشطت حركة التجارة التى كانت في حالة سيئة خصوصًا في عصر الملك تحوتمس الثانى.

6- كليوباترا السابعة:
كانت كليوباترا المنحدرة من أسرة البطالمة ذوي الأصل الإغريقى الذين حكموا مصر بعد موت الإسكندر الأكبر هى آخر فراعنة مصر، مثل حتشبسوت، شاركت زوجها الحكم، ثم ما لبثت أن استولت على الحكم بمفردها .

عرفت كليوباترا بسلسلة علاقتها العاطفية التى هدفت من ورائها الحفاظ على استقلال مصر عن الأمبراطورية الرومانية، فقد كانت الوحيدة التى تعلمت لغتهم بين الحكام البطالمة.

دعمت كليوباترا اقتصاد مصر بالتجارة مع بلاد الشرق فساعد هذا على تقوية وضع مصر فى العالم القديم مما جلب السلام للبلاد بعد أن أضعفتها الحروب الداخلية.

7- شجرة الدر:
كانت شجر الدر مجرد جارية نالت إعجاب الملك الصالح نجم الدين أيوب الذى اشتراها، وحظيت عنده بمنزلة رفيعة فأعتقها، وأصبح لها الحق فى أن تكون المالكة الوحيدة لقلبه وعقله وصاحبة الرأى ثم أصبحت الشريكة.
قضى السلطان الصالح أيوب السنوات الأخيرة من عمره فى محاربة الصليبيين وفى ذلك الوقت كانت شجرة الدر هى المسؤولة عن بيت المال وكان لها نفوذ كبير على الجيش وانتهى بها الأمر بأن شاركت زوجها.

توفى الملك الصالح أثناء مقاومة البلاد للغزو الصليبى بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، فقررت شجرة الدر إخفاء الخبر حتى لا تتأثر معنويات الجيوش وإلى أن تطمئن لتأييدهم تولى ابنه توران شاه للحكم.

أدى انعدام كفاءة توران شاه إلى مقتله بواسطة مماليك أبيه، واتفقوا على اختيار شجر الدر ملكة عليهم، إلا أن دولة الخلافة العباسية فى بغداد استنكرت ذلك وأرسلت إلى المماليك ما نصه:” إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسيِّر لكم رجلاً “.

اختارت شجر الدر عز الدين أيبك لتتزوجه ويشاركها الحكم، لكنها احتفظت بمعظم الخيوط فى يدها، وعندما علمت أنه ينوى الزواج بأخرى دبرت لقتله، وبعدها بثلاثة أيام انتقمت له زوجته الأولى بأن قتلت شجرة الدر ضربًا بالقباقيب.

8 حقائق عن شجرة الدر الجارية التي حكمت مصر:

1- شجر الدر هى امرأة من أصل أروماني كانت جارية في بلاط الخليفة العباسي المستعصم الذي أهداها إلى السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين .

2- تزوجها السلطان «نجم الدين»، و انجبت له ولدا اسمه ” خليل” ولكن مات في طفولته.

3- كانت تنوب عن زوجها نجم الدين في الحكم عندما يكون خارج مصر.

4- وصفها المؤرخون بإنها كات إمرأة جميلة، وتجذب الرجال من شدة جمالها، وأيضا شديدة الذكاء، وهذا ما وصفه الشاعر «جمال الشرقاوي» في قصيده، حينما قال.. قلبي من بعد يوجعني، والدمع بعيني أبكاني، من غيرك يا شجرة الدر يسمع شكوايا وندائي، يا أحلى امرأة في الدنيا، حبي في حبكِ أفناني .   

5- كانت امرأة قوية الشخصية استطاعت أن تحافظ على قوة الجيش المصري الذي كان يتصدى لهجوم الجيش الصليبي بقيادة  «لويس التاسع» الذي احتل بجيشه دمياط وكان في طريقه إلى احتلال المنصورة، ولكن انتصر عليه الجيش المصري، رغم مقتل السلطان نجم الدين .

6- حكمت شجرة الدر مصر 80 يوم .

7- تتنازلت لـ عز الدين أيبك عن عرش مصر بعد أن تزوجت منه، وذلك بعد مقتل زوجها الأول نجم الدين في معركة المنصورة، وذلك بعد ضغوط الخليفة العباسي .

8- تم قتلها بأمر من الزوجة الأولى لــ”عز الدين أيبك، بعد أن أمرت جواريها بالضرب «شجرة الدر» بالقباقيب و القوا بها من فوق القلعة، ويقول المؤرخين أن جثتها ظلت ثلاثة أيام أسفل القلعة، ثم حملت فى قفة ودفنت قرب قبر السيدة نفيسة، أو على مسافة قريبة من جامع أحمد بن طولون بالقاهرة.

شجرة الدر تتكتم على خبر وفاة زوجها:

قيل عنها أيضا أنها بعد موت السلطان الصالح« نجم الدين» أثناء معركة الجيش المصري مع الصليبيين في المنصورة، تكتمت شجرة الدر على خبر وفاته واعلنت أن السلطان مريض لا يزوره أحد سوى أطبائه، و اجتمعت وقتها بأمراء الجيش وزعماء المماليك ونقلت إليهم رغبة السلطان في مبايعة ابنة توران شاه لولاية المهد وتوليه العرش من بعده فاقسموا على ذلك، وبعد انتصار الجيش في المنصورة على الصليبيين تم إعلان وفاة السلطان وتولى توران شاه عرش مصر .

مقتل توران شاه:

تدب خلافات بين توران شاه وشجر الدر تنتهي بمقتل توران شاه على يد أحد أمراء المماليك، لتتولى شجرة الدر العرش بعد أن بايعها المماليك فغضب الخليفة العباسي في بغداد، و غضب امراء الأسرة الأيوبية في الشام من تولى شجرة الدر عرش مصر، فتزوجت شجرة الدر الأمير عز الدين أيبك قائد الجيش وتنازلت له عن العرش بعد أن ظلت سلطانة ثلاثة أشهر فقط .

دبرت شجرة الدر لقتل زوجها عزالدين أيبك:

واصبح أيبك سلطانا على مصر و كان أول سلطان من سلاطين المماليك البحرية في مصر، وكانت شجرة الدر هي الحاكم الحقيقي، فانتهى الأمر بخلاف وقطيعة مع زوجها السلطان عز الدين أيبك، فدبرت لقتله وبالفعل قتله أحد رجالها في حمامه بالقلعة .

مقتل شجرة الدر:

بمجرد انتشار نبأ اغتيال السلطان عز الدين أيبك، راجت الإشاعات وكثرت الظنون فركب المماليك إلى القلعة وحاصروها وقبضوا على الخدم والحريم، ونادى الأمراء المعزية بتولية المنصور على ابن السلطان أيبك، و يتولى السلطنه ابنه المنصور علي وكان في سن الصبا فثأر لمقتل ابيه بعد قتله بثلاثة أيام فقط فأمر بالقبض على شجر الدر وتسليمها إلى والدته «أم علي» زوجة عز الدين أيبك، وقيل أن الجواري قد قامت بضربها بالقباقيب على رأسها حتى فارقت الحياة ومن ثمّ رميت جثتها من فوق سور القلعة للتأكّد من وفاتها، لم تدفن إلا بعد ثلاث أيام من مقتلها، ويقال بأنّها كانت عارية في أحد خنادق القلعة وبقيت مقتولة عارية حتى تمّ دفنها، يوم 3مايو عام 1257م بالقرب من مشهد السيدة نفيسة، أو على مسافة قريبة من جامع أحمد بن طولون بالقاهرة، كما ذكر المؤرخون.

وهكذا ماتت شجرة الدر بعد أن ظلت سنين طويلة زينة البلاد وصاحبة النفوذ فى مصر، وامتازت بمواهب قلما تجتمع فى امرأة كانت ذات عقل و حزم، وكاتبه قارئة للمشهد السياسي المصري، وكانت عارفة بإمور المملكة ،و نالت من الدنيا ما لم تنله امرأه قبلها و لا بعدها، كما وصفها المؤرخون في كتب التاريخ .

سامح المصري

كاتب صحفي ومدون منذ عام 2000، بداية احتراف الصحافة كانت من خلال موقع الشرقية توداي الذي اعمل به منذ عام 2011، اكتب جميع أنواع القوالب الصحفية ولكن اتميز في كتابة مقالات الرأي
زر الذهاب إلى الأعلى