ثقافة و فن

شاهد.. جنازة العندليب الأسمر لمثواه الأخير

11079609_1046717248732270_3098480515444712289_n

في الحادية عشرة صباحًا، تعج الشوارع بالأقدام وربما لا تجد لنفسك مكانًا بين الحشود التي أتت من كل حدب وصوب تشارك في تشييع جثمان فنان يعتبر جزءًا مهمًا من الغناء العربي، وهو الراحل عبدالحليم حافظ.

جماهير عريضة تقف في الشوارع وفوق الأرصفة وفي نوافذ البنايات، يقدر عددهم بحوالي 2.5 مليون نسمة يشاركون في تشييع جثمان العندليب الأسمر في مشهد مهيب لم تعرف شوارع مصر مثله سوى في جنازة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ومن بعده جنازة كوكب الشرق أم كلثوم.

الحزن يخيِّم على الجميع والآهات تتعالى بميدان التحرير وبالمنافذ المحيطة به، مرورًا بشارع طلعت حرب ومحيط مسجد عمر مكرم يسبق ذلك بيان من الحكومة برئاسة رئيس الوزراء ممدوح سالم ينعى فيه الفنان الراحل لدوره في خدمة الفن.

يبدأ الموكب بالتحرك من ميدان التحرير وسط ازدحام وبكاء شديد من جانب الحضور، الذين التفوا حول سيارة الورود التي تحمل جثمان الفنان الراحل ليتدفقوا كأمواج بحر غاضب في ليلة شتاء باردة، غير مصدقين ما يحدث، فهذا رجل غير واعٍ بما يحدث حوله، وهذه امرأة تبكي وتضرب على وجهها حزنًا على رحيل عاشقها الأول، ويصل الأمر ببعض الفتيات إلى الانتحار من شرفات منازلهن، متمنين إنهاء حياتهن بعد رحيل عندليب مصر الأسمر.

يستمر توافد الجميع على الجنازة المهيبة ليشاركوا في توديع العندليب إلى مثواه الأخير ويمتزج الحضور بين الفنانين والشخصيات العامة ورجال الفكر والدولة وترأس كل هؤلاء رئيس وزراء مصر ممدوح سالم.

تنتهي المسيرة الضخمة والموكب المهيب بمنطقة البساتين، حيث مسجد الدندراوي على ناصية شارع الرحمة ليستقر الفنان الراحل في مثواه الأخير، بعد رحلة عطاء استمرت لأكثر من 25 عامًا قدم خلالها العندليب الأسمر أعذب الألحان وأرق الكلمات، لتنتهي الجنازة التي تعد واحدة من أعظم وأكبر الجنائز في العصر الحديث.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى