أخبار الشرقية

ضابط شرطة بالشرقية يتقدم باستقالته لفشله فى مقابلة وزير الداخلية

لا يشرفنى العمل بوزارة الداخلية، مازال قادتها يصطنعون بطولات على حساب صغار الضباط، ويتخلون عنهم فى أول محطة، لذلك قدمت استقالتى بعد 14 سنة خدمة فى وزارة لن تتغير حتى بعد الثورة العظيمة التى انحنى لها أكبر رؤساء العالم احتراماً، لقد فشلت فى مقابلة الوزير، وأنا ابن الوزارة، لعرض مظلمتى عليه، فكيف بمواطن بسيط يحاول مقابلته، وقد فشل ضابط الشرطة فى مقابلة وزيره لعرض شكواه، والحصول على حقوقه.

بهذه الكلمات تحدث الرائد “أحمد سعد السيد خليل” وشهرته أحمد سعد، 35 سنة، ابن قرية كفر العزازى مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، الذى بدأ عمله بوزارة الداخلية فى عام 1998 كملازم أول بمديرية أمن قنا، ثم تم ترشيحه فى العام التالى للعمل بالمباحث معاوناً لمباحث مركز شرطة فرشوط، ثم عمل بمديرية أمن شمال سيناء من عام 2000 وحتى عام 2005 كمعاون لمباحث قسم ثالث العريش، ثم رئيساً للمباحث لمدة 4 سنوات، وكان أصغر رئيس مباحث بالوزارة فى وقته، تمكن خلالها من تفكيك الخلية الإرهابية التى كانت مسئولة عن تفجيرات طابا بكشفه خيوط الحادث وبعدها تم وضعه ضمن قائمة تضمن 20 ضابط من قبل جماعة التكفير والهجرة بشمال سيناء.

بعد ذلك انتقل للعمل بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات فرع جنوب سيناء من 2005 وحتى 2010، وتمكن خلالها من ضبط أكبر كمية كوكايين دخلت مصر الأولى ضبط أردنى بحوزته 33 كجم كوكايين، والثانية قيامه مع ضباط الإدارة، بعد أن وردت إليهم معلومات عن قيام سعودى بجلب كمية كبيرة من الكوكايين للبلاد بميناء نويبع داخل سيارته، وتم ضبط ستين كيس بلاستيك معبأ بمخدر الكوكايين، كانت مخبأه بصندوق سرى داخل حقيبة السيارة الخلفية تقدر بحوالى 30 مليون جنيه مصرى لترويجها بالبلاد، وتم تكريمه من جميع قيادات الوزارة، وخاصة اللواء أحمد جمال الدين بشخصه فى ذلك الوقت، وأشاد به.

تم بعد ذلك نقله لفرع مكافحة المخدرات بالعاشر من رمضان بمحافظة الشرقية من عام 2010، وفى تلك الفترة، تعرض لظروف أسرية ونفسية صعبة بعد مصرع والدته فى حادث، وسرقة سلاحه وسيارته بطريق بلبيس العاشر خلال أحداث الثورة مباشرة، وقيامه بتحرير محضر بقسم أول العاشر بالواقعة، وتعرضه لواقعة مؤسفة منذ عدة أشهر بمدينة الزقازيق أثناء حضوره مع بعض زملائه حفل زفاف موظف بالجمارك، وقيام البعض بإطلاق أعيرة نارية بالحفل.

وأكد أحمد سعد أنه أثناء تواجده برفقة زملائه بالفرح حضر النقيب عصام عتيق، معاون مباحث قسم ثانى الزقازيق، يفيد بلاغ الأهالى بسماع صوت أعيرة نارية بكثافة، وقيامه بتفتيش سيارتى، وأنه عثر على سلاح خرطوش غير مرخص على الكرسى الخلفى بها، فاتصل بقياداته بالمديرية التى بمجرد ما علمت باسمى طلبت منه حضورى لمكتب مدير المباحث لحل الموضوع بشكل ودى، ثم فجئت بعمل محضر لى رقم 6296 جنايات القسم، وتغيير أرقام سيارتى، وبعرضى على النيابة أمرت بحبسى على ذمة التحقيقات بتهمة حيازة سلاح نارى.

وقال: تم إخلاء سبيلى بضمان محل وظيفتى، وقام العديد من الشباب بتنظيم وقفات احتجاجية ضد الظلم الذى تعرضت له من قيادات مديرية أمن الشرقية التى استغلت الواقعة ونكلت بى، وخاصة أنى قمت بمقابلة اللواء أحمد جمال الدين عندما كان رئيس لمصلحة الأمن العام، وأبلغته بسوء الحالة الأمنية بمدينة بلبيس والعاشر بعد سرقة سلاحى وسيارتى، وأن الضباط لا يعملون، وأن مدينة بلبيس، وتأكيدا لكلامى، حدث مقتل طيارين، وسرقة سلاحهما بمدينة بلبيس، وتابع الضباط: تم حفظ التحقيقات فى القضية لتضارب الأقوال، واستبعاد ما نسب إليه من تهم، وخاصة أن السلاح ليس ملكى، وأنه تم وضعه بالسيارة للتنكيل بى.

وتابع سعد: قامت بنقلى الإدارة العامة للمخدرات إلى مديرية كفر الشيخ دون تحقيق، أو سؤالى بشأن الواقعة، فقمت باتباع الطرق القانونية لمحاولة السماع له، وسؤالى فى الواقعة بتقديم تظلم ولم ينظر به، ثم تقدمت لطلب إجارة بدون مرتب لمدة سنة، وتم رفض الطلب، وحاولت مقابلة الوزير 4 مرات، وفشلت ثم قمت بإرسال 3 تليغرفات لرئيس الجمهورية فلم يسأل عنى فقمت بتقديم استقالة بعد 14 سنة خدمة بوزارة الداخلية، انتهت بمحاربتى والتنكيل بى دون السماع لشكواى، ولم يغفر لى رصيدى من العمل بامتياز خلال 14 سنة.

وأضاف الضابط أنه مستعد للحساب وتحمل المسؤولية وأنه رفض طوال فترة عمله تلفيق أى قضايا، رغم تعرضه للعديد من الضغوط من قبل مرؤوسيه، ولكنه رفض مضيفا أنه يتمتع بسمة طيبة بشهادة أهل سيناء.

وعن حادث رفح حمل أحمد سعد اللواء أحمد جمال، وزير الداخلية، المسؤولية كاملة عن الحادث، وخاصة أنه على علم بطبيعة سيناء، وعمل بها. مضيفاً أن الإعلام أعطى صورة خاطئة عن شعب سيناء، فهم فى قمة الرجولة والتضحية بأنفسهم عند شعورهم بتعرض بلدهم للخطر، ولكن الأوضاع التى كانوا يعيشون فيها فى النظام السابق ظلمتهم وحرمانهم من جميع الخدمات، وخاصة بعد أن فشلت فى مقابلة وزيرى فكيف بحال مواطن سيناء البسيط.

وقال الضابط: إن الوزارة لم تعد تسمع إلا للصوت العالى والاعتصامات، ولكنى أرفض ذلك، وقمت باتباع الطرق القانونية برفع قضية بالقضاء الإدارى ضد اللواء طارق إسماعيل، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وسوف يقوم الأسبوع المقبل برفع قضية ضد وزير الداخلية، وخاصة أن قيادات الوزارة مازالت تصنع الأبطال على حساب صغار الضباط، ويتخلون عنهم فى أول محطة، حيث أكد أن اللواء أحمد جمال قام بتكريمه شخصيا فى أحداث تفجيرات فندق طابا وعندما طرق بابه لمقابلته لعرض شكواه ورفض مقابلته.

وأوضح الضابط أن الداخلية مازالت كما هى ولم تتغير بعد الثورة لذا تقدم باستقالته لعدم ثقته بها، متسائلاً إذا كنت ضابط شرطة لم أستطع الحصول على حقوقى فكيف بالمواطن العادى البسيط.

المصدر : اليوم السابع

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى