طرق التعامل مع الأجسام الغريبة والإسعافات الأولية للمصابين

مع زيادة وتيرة التفجيرات اليومية، والتى لم تتوقف على مدار ما يقرب من العام حتى الآن، يواجه أغلب المصريين هذه الظاهرة إما بالسخرية على مواقع التواصل الاجتماعى، أو بالتعامل البسيط ودون حرص مع الأجسام الغريبة وهو ما يؤدى إلى وقوع مزيد من الضحايا ويعرض المواطنين للخطر، فهناك من يحمل الأجسام الغريبة كما حدث مع الطفلة التى حملتها إلى بيتها اعتقادًا منها أنها لعبة ثم انفجرت القنبلة لتودى بحياتها، وهناك من يعبث بها أو يكون عمله مرتبطًا بجمع القمامة فيصادفها بين ما يفتش عنه ليقع المحظور، وقد يجد بعضنا جسمًا غريبًا ولا يعرف كيف يتعامل معه حتى يتجنب مخاطر التفجيرات.

ويحذر الأطباء والخبراء بشكل قاطع من العبث بأى أجسام غريبة، فالتفجيرات “مش لعبة” ولا طريقة للتسلية وغير مسموح لغير الأطباء والمسعفين وخبراء المفرقعات بالاقتراب من مكان التفجيرات، أو التعامل المباشر معها.

ويتعجب الدكتور محمد المنيسى، استشارى الجهاز الهضمى والكبد، وعضو جمعية أصدقاء الكبد والباطنة بلندن، من هذا التعامل “المتهور” على حد تعبيره، والتهاون فى التعامل مع التفجيرات والعبوات الناسفة والأجسام الغريبة، فنجد الأشخاص يلتفون حول الجسم الغريب حتى بعد وصول الدعم من خبراء المتفجرات والأطباء والمسعفين، غير مدركين لمدى خطورة التفجيرات وتأثيراتها الصحية، والتى تؤدى للوفاة ووقوع الضحايا.

ويكشف “منيسى” عن الأخطار الصحية للمتفجرات، والتعرض للإصابة نتيجة انفجار جسم غريب، بادئًا بأقل أخطارها المتمثلة فى كل الإصابات المتنوعة فى كل أنحاء الجسم، مؤكدًا أن الانفجار وإصاباته تحدث نتيجة تخلخل الهواء، ما يجعل إصابتها قاتلة.

انفجار عضو بالجسم أوأكثر

وهى أشهر وأبسط مخاطر التعرض لإصابة ناتجة عن الانفجارات، كانفجار فى الطحال، أو قطع فى الكبد، أو الكليتين أو إحداهما، وهى إصابات تحتاج إلى التدخل السريع من قبل المسعفين أو الأطباء، وتحتاج لعمليات جراحية سريعة لإيقاف النزيف المتدفق، الخارجى أو الداخلى.

فقدان أحد الأطراف

ويضيف د منيسى أنه نتيجة التعرض للانفجار وخلخلة الهواء، قد يتعرض المصاب لقطع مباشر فى أحد أطرافه، كالساق أو اليدين أو الأصابع، والتى تستلزم الحفاظ على هذا العضو إن كان سليمًا ولم يتمزق حتى وصول الإسعاف.

كما قد يحدث انشطار فى الشريان الأورطى وتأثر القلب على أقل تقدير، إضافة إلى الإصابة بارتفاع فى ضغط الصدر مما يؤدى إلى توقف القدرة على الزفير، ويتمكن المريض حينها من الشهيق فقط مما يهدده بالوفاة المفاجئة، كذا الإصابة بالرئة المضمحلة، وكلها إصابات تعد بسيطة أمام التعرض للوفاة لا قدر الله.

التعرض للنزيف الخارجى والكسور

والتعرض للكسور والنزيف الخارجى من أبسط الإصابات الناتجة عن بعض التفجيرات، والتى فى الغالب ما يكون الشخص فيها غير قريب للغاية من الجسم الغريب أثناء انفجاره، ما يجعله يتعرض لكسر بالغ فى أحد الأطراف وعظام الجسم، أو النزيف الشديد الخارجى وهى إصابات تستدعى الإسعاف السريع من قبل مختص.

تعمل إيه لو كنت موجود فى محيط التفجير وفيه مصابين؟

وفى هذا يحذر الدكتور محمد عبده، استشارى الجراحة بمستشفى أحمد ماهر التعليمى، من التعامل مع المصابين فى التفجيرات إلا بشكل علمى وحذر للغاية، فيخطئ الكثيرون من المحيطين بالمصاب بنقله إلى أقرب مستشفى وهو تصرف بالغ السوء قد يودى بحياة المصاب.

لذا لابد من ترك المصاب على حالته، مع تحريكه بهدوء شديد على ظهره فى وضع الاستلقاء التام، والتأكد من وجود نبض طبيعى ومستمر بالاستماع إلى نبضاته، أو جس النبض باليد بشكل حذر، مع التأكد من التنفس، بالشهيق والزفير وعدم تعرضه للاختناق، عن طريق الاستماع إلى التنفس أو مراقبة حركة الصدر، وإذا ما كان قد فقد أحد أطرافه ولا زالت غير ممزقة ينصح وضعها بجانبه حتى وصول المسعفين.

وحسبما ينصح محمد، فعلى مرافق المصاب أن يؤمن له قدر الإمكان الهواء المناسب للتنفس بشكل مريح، وعدم التجمهر حوله، على ألا يزيد عدد الأفراد حول المصاب عن فردين على الأكثر، والتنحى فور وصول المسعف، ويسرع بالاتصال بأرقام الإسعاف 123.

تعمل إيه لو شكيت فى جسم غريب؟

ولذا، وللأخطار السالف ذكرها يشدد الدكتور محمد عبد الفتاح، أخصائى الرعاية بمستشفى أبو الريش، على ضرورة عدم التواجد فى مواقع التفجيرات، أو التواجد حول الأجسام الغريبة منتظرين الإسعاف أو خبراء المفرقعات.

ويحذر الدكتور محمد من أن زراعة المتفجرات لم تعد بالضرورة فى شكل عبوات ناسفة أو أجسام غريبة، وأصبحت توضع فى علب عادية غير مثيرة للشك، ولذا عند الشك فى وجود إحدى العبوات أو الأجسام الغريبة عليك بتحذير من حولك بشكل سريع وطلب مساعدتهم لعمل حواجز وقطع الطريق عن المارة والسيارات وتحذيرهم، مع سرعة إبلاغ الشرطة بالمشكلة.

ويفضل أن يتم عمل الحواجز بشكل دائرى بما لا يقل عن 60 مترًا بعدًا عن الجسم الغريب، مع عدم اختراق هذه الحواجز من أى شخص والسيطرة على المكان خال حتى وصول الدعم.

احذر الفتاوى والفذلكة.. القنابل مبتتحطش فى مياه

ويؤكد د. محمد أن التعامل بتهور مع الأجسام الغريبة قد يودى بحياة المريض بالفعل، ويجب التخلص من خرافة يتبعها الكثير من المصريين، برش المياه على الجسم الغريب أو تحريكه ووضعه فى جردل من المياه، مؤكدًا أن هذه الأفعال مجرد “فذلكة” ويعرض بها المواطن حياته للخطر وحياة من حوله، فالمياه يستخدمها خبراء المفرقعات وحدهم بطريقة وعلى بعد مسافة معين عن القنبلة، وبتدفق معين لتفكيك القنبلة أو منع الجسم الغريب من الانشطار، اما تحريك الجسم بفعل مواطن غير خبير يزيد فرص انفجاره وبقوة.

علامات قد تنذرك بوجود جسم غريب فى المكان.. وإزاى توعى طفلك

وتوضح رغدة أحمد، الأخصائية النفسية، أن الفضول ورغبة الإنسان الأبدية فى اكتشاف المجهول، قد تصبح خطرًا على حياته، وتؤدى به إلى المهالك، وكذلك تهوره وتنحيه عن التفكير المنطقى والعقلانى قد يسبب له المشكلات، خاصة أن الكثير من العلامات المريبة قد تثير شكك كشخص عاقل إذا ما استخدمت عقلك، لوجود أمر مريب فى المكان الذى تتواجد فيه، فعليك حينها أن تكون حذرا وغير متهور ومنها:

– وجود عبوات بلاستيكية أو شكلها مألوف فى غير أماكنها، أى فى منتصف الطريق فيه مارة، أو فى المتنزهات، وسط الأشجار، أو قرب أسوار المدارس دون منطقية لوجودها فى هذه الأماكن.

– وجود سيارات منتظرة دون سائق فى أماكن غير منطقية، كانتظارها لمدة طويلة فى وسط الطريق، أو فى اتجاه عكسى، أو انتظارها فى أماكن غير مخصصة لانتظار السيارات وحدها.

– لا تلمس أو تقترب من جسم غريب المعالم بدافع الفضول.
– حذر أطفالك من الاقتراب أو الإمساك بالأشياء الغريبة الملقاة، كالألعاب، أو الموبايل، أو الراديو الصغير، أو الأكياس المغلقة، أو علب الهدايا.

تعمل إيه لو أنت فى مكان الانفجار؟

– إذا علمت بحدوث انفجار فى مكان قريب منك، لا تذهب للمشاركة فى الحدث، بل حذر أصدقاءك وأقاربك، وغير مسار طريقك لهذا اليوم.
– إذا حدث انفجار أثناء وجودك بالقرب منه، لابد لك من تركه على الفور بعد إبلاغ الشرطة والإسعاف.
– لا تثير الذعر دون داع إذا كنت من المحيطين بالمصابين فى الانفجار، بل عليك التحلى بالثقة حتى وصول المدد، ولا تروج للإشاعات أو تنقلها.
– لا تستخدم ملابسك لتغطية المصابين، فقد يعانون من حروق، وقد يعيقهم هذا التصرف عن التنفس بشكل مريح.
– لا تنتظر فى مكان الحدث بعد وصول المسعفين، فقد يحدث انفجار آخر متصل بالأول، فاحذر فضولك ورغبتك العارمة فى المساعدة.

للعاملون بهذه المهن.. احترس من التفجيرات

العاملون ببعض المهن أكثر عرضة للتعرض للتفجيرات والتواجد فى الأماكن العامة لطبيعة عملهم، كالعاملين فى مجال النظافة والباعة حول المدارس والمنشآت العامة والأمنية، ولذا لابد أن يكونوا أكثر حذرًا من غيرهم، عند الشك فى وجود أى جسم أو فعل مريب حول نطاق عملهم، وسرعة إبلاغ أقرب فرد أمن أو ضابط شرطة أو مرور عند تخوفهم من أمر ما.

المصدر