مقالات القراء

عادل عصمت | يكتب : استقيموا يرحمكم الله فالوطن سيضيع للأبد هذه المرة

عادل عصمت

تلح علينا التحديات تطلب الموقف الوطني المسئول، وفي الظروف الحرجة والخطيرة والحساسة والدقيقة، والمخاطر تحيق بالوطن، تتهدد وجوده وبقاؤه وتنذر بفوضي عارمة، وسقوط وتشظي كارثي، بانهيار كامل يستحيل التعافي منه أو معاودة الانتصاب بعده، تزداد حاجتنا إلي اليقظة والإدراك ويتعاظم احتياجنا إلي الحكمة والتعقل والروية والرؤية الثاقبة، إلي التحمل والتجمل والإحتمال إلي الصبر والتروي والآناه، إلي التضحية وتحمل الألآم، وكبت التأوه والأنين، لابد أن نكف وقتها عن الخفة والرعونة والسطحية والهبل وعشوائية التصرفات وتفاهة المواقف، ونتوقف عن ممارسة المراهقة والهيافة والمنظرة وطق الحنك والفذلكة والمحاولات الرثة لإثبات الذات والسخافة والدلع والولع بالذات وبالمصالح الذاتية، ونكف فوراً عن إبتزاز النظام والسلطة والمسؤلين ونتجاوز مصالحنا الضيقة وذواتنا أيضاً، ونقف في المكان الصحيح ونأخد الموقف الصحيح، الذي يصب في النهاية في المصلحة الوطنية، ولانتكتك علي حساب ما هو إستراتيجي وثابت وممتد وجوهري، لا نرتب مواقفنا بناءً علي حماقات الآخرين أو أخطائهم وتجاوزها من أجل ثوابتنا الوطنية وهدفنا العام.

أعلم تماماً البؤس الذي وصلنا اليه، والإنهيار الشديد الذي أصابنا والفساد العارم الذي ضرب اجتماعنا والترهل الذي سيطر علي آدائنا والضياع الذي وصلنا اليه، والتقازم الواضح الذي بلغ مداه، والمشاكل الجوهرية التي تعتاق زحفنا وتشل حركتنا وتحول أحياناً بيننا وبين الحركة ومحاولة المسير، وتمنعنا في أحيان كثيرة من معاودة الوقوف والانتصاب .

فنحن لانكاد نحبو حتي نسقط، كما أن لي تحفظات ونقد واختلافات مع الإدارة ومع الأداء، أمس مثلاً لي تحفظات علي خطاب الرئيس
وبخاصة الرسالة التي أرسلها للسعودية ودور (المثقف الإنتهازي) الذي لعبه أستاذنا الدكتور مصطفي الفقي الرابح الوحيد في لقاء الرئيس أول أمس – اختلف مع الرئيس في مواقف وتصريحات بعيدة عن السياسة، لكن هذا لا يثنيني عن موقفي الإستراتيجي الثابت في دعمه ومساندته ومؤازرته والدفاع عنه وتقدير مايبذله من جهد رهيب في مجالات عدة من أجل عبور هذه المرحلة الخطيرة .

أعلم حجم مانجح في انجازه وماتفوق علي نفسه في تشييده والانتهاء منه في وقت قياسي وأعلم قدر وطنيته وعظيم تضحيته ودأبه وإصراره علي النجاح وعفة لسانه ودماسة خلقه وتعجله للنتائج وللحصاد وأعلم يقظته وعدم ضجره، وأعلم ماقام به الجيش من بناء وانجاز ودور كبير ومجهود مضني في أقل من عامين، أثمن تضحيات الشهداء الذين ماتوا من أجلنا وأجل أبنائنا من الجيش والشرطة وأخجل من الشكوي والأنين من غلاء أسعار أو خلافه فقد بلدياتي زرعة عمره وحلم حياته وشقاء ابنه الطيار القادف المقاتل الذي عاش وكافح وحلم بأن يراه يوم تخرجه فقده وهو يضرب الدواعش علي طول الحدود الغربية وصديقي الذي فقد زهرة عمره وأمل حياته ابنه المهندس الفذ العبقري النابه الذي جند في سيناء ومزق جسده الشريف إرهاب لايرحم وقتله مرتزقه فقدوا إنسانيتهم وتحولوا إلي وحوش مؤجره كارهة للحياة، لاتجعلوا التفاصيل تشوش عليكم ولا تغرقوا فيها واهتموا أن لاتتسب قرارات أو مواقف أو تصريحات أو عذابات في تغيير مواقفكم أو تحولها
وإحذروا أن تصب جل حركتكم في مصلحة الاعداء وأن تتحولوا إلي مجرد مطايا لمن تصفونهم بالخرفان .

توقفوا عن المعارضه فوراً فنحن لسنا في مرحلة الديمقراطية الطبيعية ( أغلبية ومعارضة ) أو مرحلة التنافس الحزبي المشروع وسباق التشكيك الحزبي في من يديرون كي نهز ثقة الناخب فيهم ونستبدلهم في أقرب انتخابات .

نحن في مرحلة بناء وحرب مع انهيار بلغ مداه وسقوط كاد أن يذهب إلي منتهاه نقف علي الحافة علي الهاوية، يتربص بنا من هم من جلدتنا ينقضون علينا بين الحين والأخر يعيدوننا مجدداً الي الحافة كلما حاولنا الإبتعاد عنها كي نعيش ليل نهار مهددين بالسقوط والموت ليصعدوا علي جثثنا الي سدة الحكم والسلطة فيأخذوا البلاد والعباد في طريق مظلم حالك السواد لا عودة منه ولانجاة ولاتعافي، استقيموا وتراصوا واصطفوا وتماسكوا وشدوا علي أيدي بعضكم البعض وصلوا من أجل هذا الوطن الجريح الذي يقف علي الحافة .

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى