مقالات

عادل عصمت | يكتب: العقل المسلم المشكلة والحل

 

13124815 662874363860280 9199109001621775808 n

 

مقدمة
الاحكام الخاصة بأتباع الرسالة المحمدية (الشرائع الخاصة بالمؤمنين ) هي المحرمات الاربعة عشر (التسعة العامة لكل اهل الكتاب + الخمسة الخاصة التي جاءت بها الرسالة المحمدية +قوانين المواريث الثلاثه الرئيسيه
1- الشرك بالله
2- عقوق الوالدين
3- قتل الأولاد خشية الإملاق
4- ارتكاب الفواحش
5- قتل النفس
6- ظلم اليتامى وأكل أموالهم
7- الغش في الميزان
8- عدم العدل في القول
9- نقض العهد
10- محرمات الطعام والإستقسام بالأزلام
11- محرمات النكاح
12- الربا
13- الإثم والبغي بغير حق
144- التقول على الله (التحريم والتحليل من البشر)

—————
المشكلة
——-
ان المؤمنون بالرسول ( ص) اضافوا لاحكام الرساله المحمديه الالهيه احكاما عديده اخري جاءوا بها من الخطاب الالهي الذي يخص النبي وقومه ومجتمعه وزمانه ( القرن الاول الهجري ) والتي جاءت ضمن محتويات الكتاب وارادوا ان يعتبرونها جزءا من الرساله وبالتالي جزءا من الدين ، بينما الدين عالمي وليس محلي وجاء لكل زمان ومكان ولم يأتي لزمن التنزيل وحده وهذه هي المشكله التي نحاول طرحها وبلورتها وحلها
هذا بالاضافه الي المشكله الكبري وهي تثبيت قراءه وتفسير ناس القرن الثاني الهجري واعتبارها انها تمتلك حصرا وبشكل نهائي التفسير الوحيد والمطابق للمقصد اللالهي وعليه تقاس علي اساسها اي قراءه حديثه او تفسير جديد للذكر الحكيم
————–
الحل
—-
يكمن في مرحلتين الاولي ان نطرح كمرحله اولي واولا سؤالا علي العقل العربي المؤمن يقول : ماهو الفرق بين الكتاب والقرآن
وسوف يقع هنا في اجابه خطأ حتما وسيقول ان الكتاب هو القرآن وهنا علينا ان نعرض عليه كل الايات التي تنفي اجابته
والتي تؤكد له ان الكتاب غير
القرآن وان القرآن احد مكوناته
(الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ) الحجر (١)
طس ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ النمل (1)
——
المرحله الثانيه من الحل
ان نسأله عن مكونات الكتاب مكونات المصحف
ماهي وماهو عددها ؟!
حتي نصل معه من داخل النص المقدس من داخل الذكر الحكيم حصريا وليس من خارجه ابدا الي انهم خمسه مكونات كالتالي:-
١- الفرقان (الصراط المستقيم ) والذي هو الاسلام العام الذي جاء به الانبياء منذ نوح الي محمد
{وأنزل التوراة والإنجيل * من قبل هدىً للناس وأنزل الفرقان (آل عمران 3-4).
{تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً} (الفرقان 1).
{وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان} (الأنفال 41).
{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان.. الآية} (البقرة 185).
والفرقان هو : – مجموعه المحرمات العشره التي جاءت في سورة الانعام في ٣ ايات
١٥٣/١٥٢/١٥١
(قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ
أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ مِّنْ إمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَواحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ* وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* وَأَنَّ هَـذَا صِراطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(151ـ153).

* * *
٢- السبع المثاني المعجزه
التي جاءت بالكتاب
وهي (الم / المص / يس / حم /عسق / طسم / كهيعص ) وهي ايات سبعه منجمه منفصله اتت كمقدمات لسبع سور تحتوي احدي عشرا مقطعا صوتيا موجوده بكل لغات البشر لذلك
قال رسول الله اوتيت جوامع الكلم
قال تعالي
{ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} الحجر 877.

٣- القرآن العظيم وهو مجموعه
الايات التي جاءت من الصراط المستقيم ( قصه خلق الانسان وخلق الكون والقيامه والحساب والجنه والنار ) والامام المبين ( قصص السابقين واخبارهم )
وهنا نسأل مامعني كلمه قرآن ومن اين اتت؟!
ونجاوب ان
القرآن : من قرن ، حيث قرن الله تعالي بين الايات التي انزلها الله من اللوح المحفوظ (اي الايات التي تتحدث عن الكونيات وقصه الخلق واسرار الكون) واتي بها (مقرونه ) بالايات التي نزلت من (الامام المبين) (قصص السابقين واخبارهم ) والامام المبين هو الذي يحفظ فيه الله تصرفات وافعال
البشر
وقوله {بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ} (البروج 21-222)

{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي ٱلْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِيۤ إِمَامٍ مُّبِينٍ

٤- الرسالة المحمدية التي تخص المؤمنين بالرسول وحدهم
وهي عباره عن مجموعه من الشعائر الخاصه ( العبادات ) والشرائع الخاصه ( الاحكام )
وبعض الاخلاق

٥- مجموعه الايات التي تخص النبي وقومه ومجتمعه والتي جاءت له من مقام النبوه وليس مقام الرساله
فغني عن البيان الفرق بين محمد النبي ومحمد الرسول
حيث ان شروط النبوه هي الوحي والمعجزه
وشروط الرسول هي ان يأتي برساله وهما ماتحققا في سيدنا محمد فهو النبي الرسول
لكن علينا ان نميز بين ايات الرساله وايات النبوه بين خطاب الله له من مقام النبوه غير المعصوم وخطابه له من مقام
الرساله المعصوم
ان نقتدي بمحمد النبي ونتأسي به وان نلتزم ونطيع طاعه كامه محمد الرسول ان نفرق بين ماهو تاريخي نتعلم منه وماهو ديني نلتزم به
هذا اولا
ثانيا: ان نرحب بقراءة كل العصور وبالقراءات الحديثه والمعاصره والا نقيسها علي قراءه اهل القرن التاني الهجري
ثالثا: علينا ان ندرك ان العرب تعاملوا مع اللغه العربيه علي قاعه الترادف والحروف الذائده
بينما تعامل الله مع اللغه العربيه وفق قاعده اللاترادف اي انه في اللغه الالهيه كل لفظ له معني مختلف فالله صانع دقيق
كذلك لاتوجد في لغه الله حروف ذائده فهو يتعامل مع اللغه وفق قاعده كلما ذاد المبني ذاد المعني ونطرح هنا سؤالا
كيف نفهم ايه في القرآن ؟!
————–
اولا : الاقرار بأن القرآن لايفسر من خارجه وانما من داخله فقط فالقرآن يفسر بعضه بعضا ومن الخطر الاكتفاء بمعاني الكلمات والالفاظ من المعجم او في لسان العرب او المعني المباشر المتداول لان مقصد الله وتوظيفه للفظ قد
يكون مختلفا تماما ،
ولقد تعهد الله لنا ببيانه فنحن لانحتاج لشئ غيره لتفسيره
تعهد الله تعالي بتبيان الكتاب كما اكد لناانه فصل كل شئ فيه حيث قال
————
( ثم انا علينا بيانه ) القيامه ١٩
——
(الر كتاب احكمت اياته ثم فصلت)
هود ١
——-
( هو الذي انزل لكم الكتاب مفصلاً)
الانعام ١١٤
—–
وكل شئ فصلناه تفصيلا
الاسراء ١٢
——-
قد فصلنا الايات لقوم يذكرون
الانعام ١٢٦
——–
ولكن تصديق الذي بين يديه
وتفصيل كل شئ )
يوسف ١١١
———
ثانيا : لابد اولا من ترتيل ايات القرآن بخصوص تلك الايه المراد فهمها اي (ترتيب ) جميع الايات التي تحدثت في نفس الموضوع المراد فهمه او ذكرت نفس اللفظ المطلوب فهم معناه
———
ثالثا : قراءه السياق ( النظم )
لمختلف الايات التي جمعناها لمعرفه المعني المخصوص الذي يقصده الله بذلك اللفظ (لغه الذكر الحكيم ) وليس معناه في لسان العرب او لغه المعجم فإن كان واحدا انتهي الامر وان كان بمعنيين فعلينا ان ندرك ذلك ويكون السياق وقتها هو الفيصل
——–
رابعا : نحدد المتكلم والمخاطب في الايه
——-
خامسا: نحدد (نوع ) الايه هل هي من الايات المحكمات ام الايات المتشابهات ام هي من ايات تفصيل الكتاب
———–
سادسا : معرفه (مكان ) الايه ، هل هي في الفرقان ام في القرآن أم في الرساله ام من السبع المثاني ام هي من قصه النبي وقومه
———
سابعا : ادراك اهميه مواقع النجم
اي مواقع الفصلات بين الايات
———-
ثامنا : عدم الوقوع في التعضيه
اي قسمه مالاتجوز قسمته او قطع المعني فيه
———
تاسعا : الانطلاق من قاعده اللا ترادف اي ان لكل لفظ في القرآن معناه واستخدامه اللاهي فالاسلام غير الايمان والمسلم غير
المؤمن والنبي غير الرسول والزوج غيرالبعل والعام غير السنه والحول غير الحجه والبشر غير الانسان والانزال غير التنزيل والبلاغ غير الابلاغ والغريزه غير الشهوه والنبأ غير الخبر والعهد غير العقد والعهد غير الميثاق والقسط غير العدل والتسليم غير التصديق والحرام غير المكروه والمنهي عنه والكفر غير الشرك والمشركين غير المجرمين والجدل والحوار والخطاب والصلاه غير اقامه الصلاه والقضاء غير القدر والموت غير الوفاه والروح غير النفس والعباد غير العبيد والكتاب غير القرآن والقرآن غير الفرقان والقرآن غير الذكر والقرآن غير السبع المثاني والفرقان العام غير الفرقان الخاص والايات المحكمات غير المتشابهات والزوجه وملك اليمين الالوهيه غير الربوبيه السنه النبويه والسنه الرسوليه ، الفاحشه غير الزنا التبذير غير الاسراف الغوايه غير الضلال والعقيم غير العاقر والشاهد غير الشهيد الخبر غير النبأ وجاء غير اتي والبغي بغير الحق غير البغي بالحق والكسب غير الاكتساب والشرائع غير الشعائر وكلام الله غير كلماته والاب غير الوالد والام
غير الوالده والفديه غير الكفاره
والذنب غير السيئه والاسراف غير التبذير والفؤاد غير القلب والعباد غير العبيد والروح غير النفس والحديث غير الذكر والعرش غير الكرسي واللوح المحفوظ غير الامام المبين والكتاب غير الكتاب المبين
——
ليست هناك مترادفات في كتاب الله المعجز ، انما لكل كلمه معني مستقل بذاته لمن يتفكرون ويتدبرون القرآن ، كلها مصطلحات قرآنيه وقضايا معرفيه يجب استيعاب مدلولاتها قبلا فالقرآن دقيق للغايه في استخدام الفاظه وسياقات جمله فوق ماتتصورون وليس به حشو قراءه كتاب الله تحتاج يقظه عاليه ودقه مفرطه والمام بمعني اللفظ داخل المصحف وليس معناه المتداول بيننا اليوم وعلي كل مسلم ان يقرآه وان يحاول فهمه وان يقول ماذا فهم لكن لايلزم احد بفهمه او قراءته للذكر الحكيم
——
عاشرا: ادراك انه كلما ذاد المبني ذاد المعني
اي كلما ذاد اللفظ حرفا تغير المعني المقصود من الله
—————-
حادي عشر : ادراك انه ليس في القرآن حشو او استعراض فهذا سلوك المؤلف من البشر اما الله فلا
——–
ثاني عشر : قراءه السياق التي جاءت فيه الايه كاملا اي قراءه الايه او الايات السابقه عليها
والتاليه لها
———-
ثالث عشر: ان النسخ في المقصود الالهي معناه التطوير في الاحكام او تكرارها اواسقاطها من شريعه الي شريعه اي انه لايوجد نسخ في الصراط المستقيم ولا في الرساله ولا في السبع المثاني ولا في القرأن
النسخ اذن يكون بين رساله ورساله بين رساله موسي ومحمد
اما داخل الرساله الواحده فلا
وقد يحدث نسخ فقط في الخطاب النبوي الذي يخص النبي وقومه
لانه استمر ٢٣ عاما حدثت خلالها
متغيرات
النسخ بمعني تكرار حكم او تطوير حكم او اسقاط حكم ويكون من رساله سماويه الي اخري
———–
قارن احكام رساله سيدنا موسي بأحكام رساله سيدنا محمد
١٦ اعدام في شريعه سيدنا موسي مقابل اعدام واحد في شريعه سيدنا محمد قارن بين عقوبه الزنا في الشريعتين الاولي اعدام والثانيه جلدقارن بين عقوبه السحاق واللواط في الشريعتين اعدام في الاولي قارن بين عقوبه عقوق الوالدين في الشريعتين
وهكذا

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى