مقالات

عبد الغنى الحايس | يكتب : ثورة من التاريخ

فوزي الدبيكي

ثورة 25 يناير هى ثورة الشعب المصرى الأولى ، ثورة شعب خرج يطالب بالعيش والحرية والكرامة .ثورة كسرت حاجز الخوف لدى المصريين .

وتهل علينا الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير وعلينا ان نقدم كشف حساب لتلك الثورة التى تغنى بها العالم أجمع فى بدايتها وبرغم ما قدمنا فيها من تضحيات من أرواح شبابنا ، ويبقى السؤال المهم هل نجحت الثورة فيما نادت به ؟ وهل نجح الثوار لتحقيق ما خرجوا له ؟ومن غدر بالثورة الثوار ام السلطة ؟
هناك كثير من الأسئلة ينبغى لنا ان نجيب عليها .

بداية وكما قلت سابقا ان ثورة يناير كانت ايقونة وازاحت رأس النظام واخرجت افضل ما فى المصريين خلال ايامها الأولى ولكن سرعان ما تفتت وحدة الصف وتسابق الجميع لحصد الغنائم والنهش فى الوطن العليل بداية من استفتاء مارس وحالة الاستقطاب الدينى التى حدثت وكذلك المليونيات المتوالية والاسبوعية التى انهكت الجميع وزادت فى حدة الانقسام وعدم الإتفاق على مصلحة الوطن لا على انتهازية المنقسمين ، وحتى كانت الضربة القاضية والتى وجهت فيها رسالة الى الجميع وذهبنا الى السيد حمدين صباحى وقتها وخالد على وابوالفتوح لضرورة الاتحاد والاتفاق على صوت واحد يمثل الثورة فى مواجهة رجل النظام ورجل الجماعة ولكن للاسف تصور الجميع والمحسوبين على الصورة انه الأحق بالقيادة ورئاسة مصر فى تلك الفترة العصيبة .

أذكر اجتماع ائتلاف شباب الثورة وانقسامهم لدعم حمدين والبعض الأخر لدعم ابوالفتوح وكانت تلك النهاية الحقيقية لوحدة الثوار وذهب كل فريقا الى طريقة الذى اختاره حتى خسرنا جميعا ونجح رجل الجماعة محمد مرسى فى مواجهة رجل النظام السابق شفيق .

علينا ان نعترف ان الثورة كانت نبيلة ورائعه وقام بها شباب رائع ولكن انقسامهم وتناحرهم ونخب سيئة تبحث عن مكان فى المشهد ولو على حساب الوطن ، جميعهم تاجر بألام الوطن ومعاناته وبأحلام البسطاء الذى خرجوا ورائهم ليكتبوا للثورة فصلا رائع بتكاتف الشعب لتحقيق مطالبه ولكنهم خذلوا وعادت الجموع الى سابق عهدها تتألم على حال الوطن من كثرة النزاعات وتدنى احوال الأمن والمعيشة وتدهور الوضع الاقتصادى حتى ندم البعض من مشاركتة فى تلك الثورة والتى أخرجت اسوء ما المصريين المتناحرين من اجل الوصول الى السلطة او البحث عن غنائم .

مازلت حتى الآن أحمل حمدين صباحى وابوالفتوح خصوصا انهيار أحلامنا بثورة ينابر بصراعهما على السلطة وتفتيت وحدة الثوار وحالة التخبط الدائمة وعدم وضوح الرؤية ، كذلك التعنت والعناد بين الثوار والمجلس العسكرى وخلق حالات من الاضطرابات كان يمكن تفاديها ولكن الثوار انفسهم هم من خلقوا تلك الحالة من الفوضى ولم يعترفوا مرة واحدة بالخطأ ولكن كانوا يبحثون عن طوق نجاة للثورة دون النظر الى حماية وصيانة الوطن .

بعد ذلك جاء عام من حكم الأخوان الأسود ورفعوا فيه شعارات يناير وكان اختيار مرسى خيار وحيد اما هو او رجل النظام السابق شفيق وتوسمنا فيهم خير ولكن ظهروا على حقيقتهم سريعا وانحازوا الى ابناء فكرهم ومدرستهم الأخوانية متناسين اصحاب الكفاءة .

كان عام الأخوان لا يفرق كثيرا عن الأعوام السابقة سوى انهم كانوا اشد بطشا وصراحة فى انحيازتهم وكان انهيارهم بثورة الشعب والتى خرج فيها الملايين ليسقط حكم المرشد واتباعه .

والان وصلنا الى حكم السيسى مرورا بعام من الهدوء فى عهد المستشار عدلى منصور ولنا أن نعترف ان الفترة هذه انحازت للوطن الذى عانى على مدار عقود طويلة وسنوات من الإنهزام بعد ثورة يناير توحدت اغلبية الصفوف وكان الشعب فى عضد ودعم الدولة لتخرج من كبوتها الى رحابة تحقيق احلام البسطاء على يد رئيس يحظى بشعبية جارفة لم يسبقه فيها احد .

لى ان أذكر لكم برغم اشتراكى فى كل فعاليات ثورة يناير وحثى الدائم للرفاق على ضرورة ان نقف لنحاسب أنفسنا بدلا من حالة الانهزامية التى نمر بها والسقوط فى مطبات احداث مجلس الوزراء وماسبيرو وأحداث محمد محمود الأولى والثانية وغيرها من الأحداث التى كان ممكن تفاديها لحماية الأرواح والمصابين الذين سقطوا فيها وخصوصا اننا كنا نخسر فى كل واقعه ، كما يجب ان أقر ان ثورة يناير لم تنجح لفشل الثوار وليس السلطة الحاكمة وان ثورة 30 يونيو قد جمعت شتات الشعب مرة اخرى واصبح يناير من التاريخ وفقط .

برغم أن الدستور المصرى الجديد أقر ثورة يناير هل لأنها كانت ضربة البداية او ارضاءا لغرور الثوار ولكن تم الاحتفاء بها ولا ادرى ان يحتفى بثورة لم تنجح فى اهدافها تماما وكان بالأولى ان يحتفى بثورة يونيو لأن اهدافها كانت واضحة وهى بناء مصر واحيائها من غفوتها وعودتها الى ريادتها ووضعها الاقليمى والدولى فى المنطقة ، وهذا ما تسير عليه سياسة الرئيس السيسى من اقامة مشروعات عملاقة تهدف الى تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل نسبة البطالة والقضاء على الفقر وبناء مساكن وتعمير الصحراء الجرداء واقامة مجتمعات عمرانية جديدة واحيائها بشبكة طرق وتجديد واقامة محطات كهربائية وانشاء محطة الضبعة النووية وكثير جدا من الخطوات الجادة لبناء مصر التى نحلم بها ونسعى الي ما نريد بتوحدنا وارادتنا لبناء الجمهورية الثانية لوطن نتمناه .

ولنا ان نعترف ايضا ان هناك من يسير خارج السرب من جماعة الاخوان او من يؤيدهم يريدون ان يتحول الوطن الى جحيم وتنهار أحلامهم وهم يمارسون ضد الوطن كل الأعمال البغيضة من ارهاب اسود وقتل وحرق لكل ممتلكاته من تفجير لأبراج الكهرباء واستهداف لرجال الشرطة والجيش ومدنيين ونشر الشائعات والكذب بهدف ترهيب المواطنيين ، ولكن ذكاء ابناء الوطن المخلصين والذين فطنوا لمخطتهم افشلوا كل محاولاتهم فى النيل منهم برغم كل شهدائنا من جراء ارهابهم الخسيس الا ان ارادة الشعب ابت الاستسلام وسنستمر فى البناء مهما كانت التحديات .

لم يعد يفصلنا سوى ايام قليلة على ذكرى يناير وهناك من الشباب الذى يعتنق ثورة يناير وهو شباب احمق توقفت لدية عقارب الساعة والأيام ولم يدرك الواقع الذى نحن فية وكل ما ينادى بة ان يسقط كل شىء واى شىء المهم ان يملى رغبته وارادته حتى لو كانت خاطئة .

ايها الشباب رفاق الأمس تعالوا نعترف اننا قد خذلنا ثورتنا وقد خانها حمدين الذى نادى امس بكل شعاراتها وقت ان امن بنرجسيته وصورته ولم يؤمن بالوطن ومصالحة ، الجميع خان الثورة واودى بها الى نهايتها ونحن ابناء اليوم يجب ان تتوحد الجهود والأصوات لتعمل وفقط من اجل تحقيق شعارات يناير لا ان تصرخ فقط اصواتكم بدون عمل .

ولن نستمر سنوات ننتظر ذكرى يناير كى نهتف ونصرخ ونهتف يسقط يسقط كل شىء تسقط الدولة ، فهل جاء الوقت لنعرف اننا تخطينا تلك المرحلة وبدأنا فى مرحلة البناء لتحقيق اهداف ثورتنا ولأخذ عزاء شهدائنا بعد ان نحقق لهم ما ضحوا من اجله .

وقد اكون متفق معكم ان هناك تجاوزات من بعض رجال الشرطة وان هناك فساد مازال يسرى فى عروق الدولة وان هناك ايادى مرتعشة وغير كفء تتولى ادارة بعض اجهزة الدولة ولكن بنا جميعا وايجابيتنا سنتصدى لكل ذلك وسنجتث الفساد من جذوره ويتقدم الشباب الواعى صاحب الكفاءة وينتهى عهد المحسوبية والوساطة وستكون مصر للمصريين .

 

الآراء المنشورة تعبر عن رأى صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأى الشرقية توداى.

 

زر الذهاب إلى الأعلى