سياسة

فريد الديب فى ذكرى التنحى يزعم حماية مبارك للثوار.. ويؤكد: لم يجبر على الاستقالة.. وتوريث جمال أكذوبة.. وتنظيم الإخوان يشبه الشيعة.. وحبيب العادلى مظلوم.. والقسام دخلت مصر واقتحمت السجون

فريد الديب
فى الذكرى الثانية لتخلى الرئيس السابق حسنى مبارك عن منصب رئيس الجمهورية، ظهر المحامى فريد الديب ضيفا على الإعلامية رولا خرسا فى برنامجها “البلد اليوم” على فضائية “صدى البلد” فى العاشرة مساء، وكشف أسرار اللحظات الأخيرة من نظام مبارك وأجاب على عدة أسئلة منها، هل طلب المجلس العسكرى من مبارك التخلى عن الحكم، أم تخلى عنه طواعية؟، وما حقيقة الزحف نحو القصر الرئاسى فى 11 فبراير؟، ومن كان وراءه، وماذا دار فى الاجتماع الثلاثى بين المشير طنطاوى والفريق شفيق واللواء سليمان قبل ساعات من التخلى؟.

قال المحامى فريد الديب، إن إطلاق لفظ المخلوع على الرئيس السابق مبارك “شماتة وقلة ذوق وعدم لياقة، فضلاً عن أن هذا الوصف غير صحيح”.

وأكد الديب أن التخلى والتنحى والاستقالة كلمات ذات معنى واحد، لأن من يتنحى أو يتخلى يستقيل، وما تردد عن أن الكلمة كانت مكتوبة “التنحى”، وأنه تدخل لتغييرها إلى “التخلى” كلام “كفتة وما حصلش خالص”.

وقال إن هذا التنحى أو الاستقالة تخالف دستور 71 الذى كان معمولاً به فى ذلك الوقت لأنه لم تقدم استقالة، حيث إن الدستور يقر بضرورة تقديم الرئيس استقالة مكتوبة إلى مجلس الشعب الذى كان قائمًا وهو ما لم يحدث، وترتب على هذا أن الاستقالة لا يعتد بها قانونًا، ولذلك حتى أثناء محاكمته كان لا يزال رئيسًا للجمهورية، وهذا الكلام لا محل له الآن بعد انتخاب رئيس جمهورية جديد وبذلك أصبح مبارك رئيسًا سابقًا.

وتابع قائلا: “إن بعض ذوى الميل والهوى هم من رددوا أن الرئيس مبارك أجبر على الاستقالة أو التنحي، ورفض أن يخرج من مصر ويسافر لأنه “راجل محترم”، وكان يقدر على ذلك إلا أنه قال “أنا ابن أرض مصر ونشأت وتربيت فيها ومش عاوز أهرب زى اللى هربوا”.

وأضاف: “لم يعرض أحد من الرؤساء على الرئيس مبارك أن يستقبله، وهو لا يقبل بذلك، وغير صحيح أنه أراد تهريب أسرته للخارج وذهب لشرم الشيخ، وقال “تيجى مراتى وولادى يقعدوا معايا”، وبعد ذلك فوجئ بنشر قرار التحفظ على أمواله فى الجرائد.

وأوضح المحامى فريد الديب: “أن اللواء عمر سليمان ذهب إلى الرئيس السابق مبارك فى شرم الشيخ، وقال له “الأولاد هيعملوا مظاهرات، “فقال له “اقعدوا وشوفوا تحموا الولاد إزاى علشان ما حدش يستغلهم فى الانقضاض على الشرعية الدستورية وتحصل فوضى فى البلد”.

وتابع الديب: “بعد ذلك اجتمعت لجنة يوم الخميس 20 يناير 2011 فى القرية الذكية برئاسة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء، وعضوية المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع، واللواء حبيب العادلى وزير الداخلية وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية، وأنس الفقى وزير الإعلام، وطارق كامل وزير الاتصالات، واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات، والدكتور سامى سعد زغلول أمين عام مجلس الوزراء”.

وأضاف الديب استعرضت اللجنة الإجراءات المختلفة فى عدة قطاعات، والمطلوب اتباعها استعدادا لأحداث 25 يناير، وتم تشكيل غرفة عمليات تعمل 24 ساعة لقطع الاتصالات عندما يطلب الأمن ذلك.

وأضاف قائلا: “البعض أراد أن “يلبس القضية لحبيب العادلى” الذى بناء على الموقف طلب قطع الاتصالات فى مواقف محددة دون مساس بالتليفونات الأرضية، وكان القطع للهواتف المحمولة فى القاهرة الكبرى والإسكندرية والسويس والغربية، وضرورة قطع الإنترنت على مستوى الجمهورية من مساء الخميس27 يناير لوجود خطورة على الأمن القومى.

وقال الديب: “خدمة الإنترنت ظلت مقطوعة حتى ظهر الأربعاء 2 فبراير، حيث قامت المخابرات العامة بإخطار غرفة العمليات بإعادة الخدمة من جديد وهو ما حدث وكل هذه الإجراءات لا شأن للرئيس مبارك بها، حيث قال لهم “يا جماعة حافظوا على البلد وأرواح الناس والممتلكات العامة والخاصة واتخذوا الإجراءات المناسبة”.

وأوضح فريد الديب أن الجيش لم يساند الشرطة مما أدى لانهيار وزارة الداخلية، مؤكدا أن اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق مظلوم، حسب قوله.

وتابع الديب: “إن اللواء حسين كمال مدير مكتب اللواء عمر سليمان يبحث عن دور، والناس كانوا يسخروا منه ويقولوا “الراجل اللى واقف ورا عمر سليمان”، مضيفا أن ما قاله اللواء كمال حول كراهية جمال مبارك للمشير طنطاوى، وأن جمال من دبر محاولة اغتيال اللواء عمر سليمان، ليس إلا أكاذيب وكلام فارغ، وغير مسئول حسب قوله.

وأضاف الديب قائلا: “كل ما قيل عن اغتيال سليمان غير صحيح، والمعلومات المؤكدة على وجه القطع أن النار أطلقت على اللواء عمر سليمان بطريق الخطأ، متسائلا: “ويغتال ليه؟” .

وانتقد المحامى فريد الديب تصريحات الدكتور حسام بدرواى حول أن الرئيس السابق مبارك أثناء الثورة قال لقوات الحرس الجمهورى “لو المتظاهرين قربوا من القصر اضربوهم بالنار”.

وقال: “إن بدراوى كاذب طبعا وهو سيادته كان واقفا مع الحرس الجمهورى لما جاءت له هذه التعليمات المزعومة ولو قال اضرب ماضربوش ليه”.

وقال المحامى فريد الديب، إن الفريق أحمد شفيق وافق على تولى رئاسة الحكومة فى وقت صعب لأنه “وطنى ومخلص”، ولم يمنح الفرصة، ولم يختبر كرئيس للحكومة.

وأضاف الديب: “أن الرئيس السابق مبارك كان يتابع انتخابات رئاسة الجمهورية من الصحف، وعلق عليها بقوله أن تعديله للمادة 76 من الدستور السبب فى هذه الانتخابات، لأنه قبل التعديل كان الرئيس يأتى عن طريق الاستفتاء، لكن البعض ادعى أن مبارك كان “يفصل” المادة على مقاس ابنه جمال”.

وأشار الديب إلى ما تردد عن توريث الرئيس السابق مبارك الحكم لابنه جمال أكذوبة لا أساس من الصحة، والرئيس مبارك لم يرغب فى أن يكون نجله رئيس نهائيا، وقال لى كلمة وسمعتها أيضا من زوجته سوزان هانم “بقى أنا بعد العذاب اللى شفته على مدى 30 سنة احط ابنى فى النار”.

وتابع الديب: “جمال مبارك لم يكن يطمح إطلاقا فى السلطة، وكان شخصية طموحة ومتحمس “زيادة شوية”، وكان يريد خدمة الوطن، وكل ما يتردد عن أنه كان الرئيس الفعلى أكاذيب وتشويه للرئيس مبارك ومحاولة لاغتياله معنويا على طريقة “عنده 70 مليار جنيه”، وهو كلام فارغ عن رئيس الجمهورية، مؤكدا أن كل ما كان يمتلكه الرئيس 6 ملايين من مدخراته، وهو كان راجل غلبان”، حسب قوله.

وقال الديب قتل المتظاهرين أيام ثورة 25 يناير كان هدفه الإساءة إلى النظام، وحبيب العادلى مظلوم ظلم ما يعلم به إلا ربنا، والناس دائما لديها عداء تجاه الداخلية، وفى الثورات تحدث تجاوزات بالطبع، لكن لماذا لا يتحدث أحد مثلا عن شهداء الشرطة “اللى اتبهدلت بهدلة يا جدعان”.

وأضاف الديب: “مبارك وإن كان لا يعلق على أداء الرئيس مرسى، لكنه حزين على الأوضاع فى مصر الآن”، مضيفا أن مدة الحبس الاحتياطى لمبارك تنتهى فى 12 إبريل القادم، وفقا للقانون، كما أن العفو الصحى لا يصدر إلا بعد صدور حكم نهائى على المتهم. وقال المحامى فريد الديب: “إن إدارة الكسب غير المشروع أنفقت ما يزيد على 60 مليون يورو على المحامين فى الخارج، والترجمات لاستعادة الأموال ولم تحقق أى نتائج، فى حين تتواجد حلول كثيرة كانت ستوفر علينا، وكان علينا التفكير بعيدا عن الانتقائية والانتقام”.

وأوضح الديب أن تهمة الرئيس السابق مبارك تنطبق كليا على الرئيس مرسى، وإعلان النيابة العامة عدم إدانته فى أحداث العنف التى وقعت الأيام الماضية سقطة تاريخية، موضحا أيضا أن إجراءات حكومة قنديل لا تسمح بجذب الاستثمارات فى مصر.

وأضاف فريد الديب أن توثيق الأحداث لا يصلح دفاعا عن متهم أمام القضاء ولن ينجح أحد أو أى نظام فى تسييس القضاء، وحتى لو جرت محاولات لن تنجح ولن يركع القضاء المصرى الذى كان على مدى التاريخ والزمن صمام الأمان لهذا الشعب والسلطة القضائية قادرة على صد أى عدوان عليها.

قال المحامى فريد الديب: “إن أصعب اللحظات الحرجة فى حياة الرئيس السابق مبارك كانت بعد علمه بقرار حبس نجليه علاء وجمال”، قائلا: “كان يوم ما يعلم به إلا ربنا”، وبحثت عن الطريقة التى أخبره بها بالحكم، خاصة أن سوزان هانم زوجة الرئيس، حسب قوله، رفضت أن تفعل ذلك نظرا لأنه كان مريضا فى مستشفى شرم الشيخ.

وتابع الديب: “الرئيس السابق مبارك كان شديد الارتباط بنجليه ولم يكن فى حياته الشخصية إلا أسرته، وحاولت تبسيط الأمر، وقلت له سيادتك هم يريدون علاء وجمال وستذهب حتى “يأخدوا منهم كلمتين”، وسألنى: “ليه فيه حاجة؟”، وقلت له ساعتين على الأكثر ويعودان.

وأضاف الديب قائلا: عندما صدر قرار حبسهما، سألنى: الأولاد فين؟، فقلت له حجزوهم يومين لحين انتهاء التحقيق، وسألنى كم يوم، فقلت له 15 يوم، ورد: “وبعدين يسيبوهم”.

وتابع الديب: “قال لى مبارك وقتها “خلاص أنا مش مستريح هنا فى المستشفى وعاوز ارجع بيتي”، وقلت له إيه اللزوم يا سيادة الريس، العلاج هنا جيد وأنت تحتاجه، وحاولت إبلاغه بقرار حبسه، وقال لى “يا فريد بيه أنا هأبقى مستريح فى بيتى أكثر وإيه اللى يمنع وأنا اتحسنت بعد، الحمد لله”.

وأضاف الديب: “قلت له يا سيادة الريس انتظر يومين، فقال لى مستغربا: “فى إيه مش فاهم إصرارك”، وقلت له: “الحقيقة سيادتك لازم تنتظر، فسألنى ليه؟، فقلت له لأن صدر قرار بحبس سيادتك، فقال: “أنا كمان”، وصمت، ولم يعلق، وبكى قائلا: “إزاى وأنا كان فى إيدى أمشى واتحبس ليه”.

واستطرد الديب: “الخبر كان صدمة لسوزان هانم حسب قوله، رغم أنها شخصية حمولة جدا، رغم توترها وعصبيتها لكنها واجهت الموقف ولم تبك عكس الرئيس حيث كانت أكثر تحملا.

ونفى المحامى فريد الديب أن يكون سماح المشير طنطاوى والمجلس العسكرى للمتظاهرين بالاقتراب من القصر الجمهورى أثناء الثورة وقبل تنحى مبارك، أن يكون ذلك وسيلة ضغط على الرئيس السابق.

وقال المحامى فريد الديب، إن جماعات عنف أعملت التخريب فى البلد أثناء الثورة وحددها المرحوم اللواء عمر سليمان فى شهادته أمام المحكمة، وقال إنه دخلت مجموعات من كتائب القسام، واستعانوا ببعض البدو للانقضاض على سجن وادى النطرون حيث استخدموا البلدوزرات وضرب النار وهذه الجماعات التقت بمجموعات من الإخوان المسلمين وهاجموا فى وقت واحد الأقسام وسرقت الأسلحة وتم تهريب المساجين.

متابعا، “أنه كى تحدثى الفوضى فى البلد لا بد أن تقضى على الشرطة وتنسبى لها اللى عملته واللى ما عملتوش، وتعمقى الكراهية بينها وبين الناس والأمن المركزى المصرى 130 ألف جندى على مستوى الجمهورية ونزلوا ليس معهم سلاح”.

وتابع: “القضاء الأسبانى رفض إطلاع مصر على قضية حسين سالم بسبب ما تشهده البلاد من فوضى، مصطفى بكرى أول من أبلغ ضد الرئيس مبارك وفى نفس اليوم صدر قرار منع مبارك من التصرف فى أمواله، ولا أعتقد أنها كانت مكيدة من الكاتب مصطفى بكرى بالتعاون مع المجلس العسكرى ضد مبارك”.

وقال: “مبارك راجل غلبان وعيان يا جدعان ومريض وعنده كل البلاوى اللى فى الدنيا وخايفين عليه من حالة الحزن اللى عنده ترد عليه السرطان مرة أخرى والذى كان عنده فى القناة المرارية”.

وأضاف الديب: “لا بد أن نتكاتف جميعا يد واحدة، لأن المركب بتغرق بينا وكلنا هنغرق معاها، ولازم نتحد ونكون يد واحدة خلف رئيس واحد ولا نخرب حتى تنهض البلد، لأن ما يتم تخريبه أموال عامة صرفت عليها مليارات”.

وقال إن الرئيس السابق مبارك اتصل تليفونيا بنائبه اللواء عمر سليمان من شرم الشيخ وأبلغه أن يذيع قرار التنحى، وغير صحيح ما ذكره عبد اللطيف المناوى أن الرئيس مبارك عرض على المشير طنطاوى أن يكون رئيس وزراء ورفض المشير، فقال له مبارك “طيب روح بيتك بقى”، وهذه الواقعة لم تحدث ولا أعرف من أين جاء بها المناوى.

وتابع: “الرئيبس مبارك لم يكلف المشير طنطاوى بذلك وطلب فقط من القوات المسلحة فى ذلك الوقت أن تحمى المتظاهرين، والمشير طنطاوى شهد فى المحكمة، وقال إن الرئيس مبارك لم يأمرنى لا أنا ولا غيرى بإطلاق النار أو استعمال العنف مع المتظاهرين ونفس الكلام قاله اللواء عمر سليمان رحمه الله”.
وقال إن فكرة التنحى أو التخلى أو الاستقالة وإن كانت المحصلة واحدة فهى من بنات أفكار الرئيس السابق مبارك الذى قال متسائلا بمنتهى الأمانة مع نفسه: “أنا هموت الناس علشان استنى؟”وأنتوا بتقولوا مش عايزينى ماشى بس كنت أحب تقولوها بطريقة غير اللى حصلت”.

واستطرد: “ما يحدث الآن من اشتباكات وقتل ودماء كان مبارك على ألا يحدث مثله، وقال: “خلاص هاروح اقعد فى شرم الشيخ كافى خيرى شرى وماليش دعوة”، وفوض المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد وفضل الرحيل حقنا لدماء المصريين عن البقاء وتراق دماء على أبواب قصره، ثم أين شباب الثورة من الدماء التى تراق على أبواب الاتحادية؟

وأضاف: “الرئيس مبارك رجل لا يكذب ويحب الحقيقة وكان يقدر”يشيل المشير طنطاوى فى دقيقة وما عملش كده”لأنه كان ينظر للبلد هذا عنده أهم وقبل المشير طنطاوى أن يكون وزير دفاع فى حكومة الفريق أحمد شفيق حيث كان الرئيس مبارك همه أن يزيل حالة الاحتقان.

وقال الديب إن علاء وجمال مبارك”مساجين ومسلمين أمرهم لربنا”والحقيقة بتاعة ربنا” إنهم متربيين أحسن تربية ومتعلمين أحسن علام”

وتابع:علاء راجل ينفع شيخ فى جامع”وألاوي”وفقدان ابنه كانت مأساة ونكبة أصابت الأسرة ومحدش عاوز يرحمهم.

واستطرد: جمال راجل ذكى جدا وطموح ولديه قدرة على المثابرة والعمل والتحليل، والاثنين مسمعناش إن فيه حد فيهم قال كلمة عيب ولا قلة أدب ولا شتم الناس.

وتابع: جمال كان شغال فى لندن وبيكسب كويس وعال العال ورجع مصر لما مبارك وقع فى مجلس الشعب وهو بيخطب واغمى عليه، وقال أبويا كبر ومحتاج لنا جنبه، وكان جمال عنده آمال عريضة ودلوقتى مش موجودة ولا يفكر إلا فى ربنا يبفك ضيقتهم وهم معملوش حاجة”.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى