أخبار العالم

قائد إسرائيلي يروي تفاصيل اغتيال الشيخ ياسين

ياسين

يجلس رئيس الحكومة الإسرائيلية أريئيل شارون، ووزير دفاعه شاؤول موفاز، ومعهم رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية “الشاباك”، ووزير الجبهة الداخلية آفي ديختر، وقائد سلاح الجو الإسرائيلي دان حالوتس ووزير الجيش الأسبق وزعيم حزب كديما شاؤول موفاز، على طاولة مستديرة يبحثون قرار اعتبروه الأهم في تلك الفترة.

الرابعة والنصف فجر يوم 22 مارس 2004، طائرات بطيار وبدون طيار وطائرات استطلاع تحلق في سماء غزة، يخرج 6 من رجال حماس ويجرون كرسيا متحركًا يحمل قائدهم الشيخ أحمد ياسين – مؤسس الحركة – ويدفعونه باتجاه السيارة، عقب انتهائهم من صلاة الفجر، فجأة تحولوا إلى أشلاء.

يقول آفي ديختر، “جاء الهاتف في الساعة الرابعة والنصف فجراً، وعلمنا بوجود تجمعٍ على باب المسجد، وكان برفقته ما بين ستة إلى سبعة حراس من مخرّبي حماس، حيث كانوا يحيطون به وقادوه على كرسيه نحو منزله”، يستكمل قائد سلاح الجو الإسرائيلي “في تلك اللحظة، كان هناك سرب طيران، واقترب القائد وقال أنا أستطيع التنفيذ ونفذ بشكل دقيق”.

أحمد إسماعيل ياسين، اجتمع في ديسمبر من العام 1987، بكل من (محمود الزهار، وإبراهيم اليازوري، ومحمد شمعة، وعبد الفتاح دخان، وعبد العزيز الرنتيسي، وعيسى النشار، وصلاح شحادة، ومحمد الضيف)، ليعلنوا تأسيس حركة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي عرفت فيما بعد بـ”حماس” وهي اختصار لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية.

ياسين المولود في قرية تاريخية عريقة تسمى جورة عسقلان في يونيو 1936، وهي القرية التي تشهد عمليات النقل والتموين والاشتباكات العسكرية التي كانت تحدث بين الجيش المصري والقوات البريطانية عبر منطقة الجورة .

في عمر الـ12، عايش ياسين “النكبة” عام 1948، والتي يقول عنها “لقد نزعت الجيوش العربية التي جاءت تحارب إسرائيل السلاح من أيدينا بحجة أنه لا ينبغي وجود قوة أخرى غير قوة الجيوش، فارتبط مصيرنا بها. ولما هزمت هزمنا وراحت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر والمذابح لترويع الآمنين، ولو كانت أسلحتنا بأيدينا لتغيرت مجريات الأحداث”.

في السادسة عشرة من عمره تعرض ياسين لحادثة خطيرة أثرت في حياته كلها منذ ذلك الوقت، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه عام 1952، وبعد 45 يوما من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس اتضح بعدها أنه سيعيش بقية عمره رهين الشلل الذي أصيب به في تلك الفترة.

أنهى ياسين دراسته الثانوية في العام الدراسي 57/1958 ونجح في الحصول على فرصة عمل رغم الاعتراض عليه في البداية بسبب حالته الصحية، وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته، وفي عام 1964 انتسب إلى جامعة عين شمس في مصر، واختار دراسة اللغة الإنجليزية بها.

انتمى ياسين إلى جماعة الإخوان المسلمين، واعتقل عام 1965 في مصر لمدة شهر بتهمة الانتماء للإخوان، ثم أفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان.

اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1982 ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة، وأصدرت عليه حكما بالسجن 13 عاما، إلا أنها عادت وأطلقت سراحه عام 1985 في إطار عملية لتبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة.

في 16 أكتوبر 1991، أصدرت إحدى المحاكم العسكرية الإسرائيلية، حكما بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى، وجاء في لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.

أفرجت عنه إسرائيل عملية تبادل بين الأردن وإسرائيل في أعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة عمان وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية القبض على اثنين من عملاء الموساد سلمتهما لإسرائيل مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين عام 1997.

عانى أحمد ياسين إضافة إلى الشلل التام من أمراض أخرى عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد المخابرات الإسرائيلية فترة سجنه، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض والالتهابات المعوية الأخرى.

يقول عنه آفي ديختر وزير حماية الجبهة الداخلية ورئيس الشاباك وقت اغتيال ياسين، ” لقد شككت بالشيخ ياسين في كثير من الأمور، في أمر واحد لم أشك في أن يصبح معتدلاً. إنه يعرفنا جيداً، هذا الرجل المعاق المسكين صاحب الصوت المخنوق والذي يعاني من التهاب رئة خطير يبدو مظهره كأخي الأم تريزا، لكن هذا الرجل شرير وأنا لم أشاهد في حياتي كل هذا الشر في مثل هذا الجسد الضئيل”.

شاؤول موفاز، يقول يكشف النقاش حول اغتيال ياسين قائلا “لقد كان هناك نقاش حاد حول كيفية رد الفلسطينيين، أن الرعب سيكون كبيراً جداً، وأنه سيكون هناك رد وتظاهرات، ولكن لم اعتقد أن ذلك سيغير سلم الأولويات داخل إسرائيل بطريقة تؤدي إلى الندم على عملية التصفية وفي النهاية كان يجب أن نتخذ قراراً في مسألة اغتيال الشيخ ياسين”.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى