سياسة

قائد قوات الدفاع الجوي: حريصون على تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات

قائد قوات الدفاع الجوي

أكد الفريق أول عبدالمنعم التراس، قائد قوات الدفاع الجوي ، أن «القوات حريصة على التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في المجال العسكري من خلال تنويع مصادر السلاحوتطوير المعدات والأسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري بمجالاته المختلفة طبقًا لأسس علمية يتم اتباعها في القوات المسلحة وتطوير وتحديث ما لدينا من أسلحة ومعدات بالإضافة إلى محاولة الحصول على أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية حتى نحقق الهدف الذي ننشده».

وأشار «التراس» بمناسبة العيد 46 لقوات الدفاع الجوي، إلى أن دور قوات الدفاع الجوي خلال ثورتي 25 يناير و30 يونيو تمثل في حماية المنشآت والأهداف الحيوية والقبض على المتسللين والمخربين.

وأوضح قائد القوات أن «الدفاع الجوي يعتبر أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وطبقًا لمواقع تمركز وحداته الإدارية والمقاتلة فإنه ينتشر في جميع ربوع الدولة وتعمل مراكز القيادة به بصورة متواصلة لمدة 24 ساعة وطبيعة عمله تقتضي تواجد أطقم القتال في الخدمة بصفة مستمرة سلمًا وحربًا، لذلك فإنه قد وقع عليه عبء متابعة الأحداث الجارية بصفة مستمرة ليلاً ونهارًا وكان له دور عظيم في متابعة الأحداث وتلقى كافة البلاغات عن جميع المواقف والاشتراك في القبض على بعض المجرمين الهاربين من السجون والمتسللين المخربين خلال ثورتي يناير ويونيو».

وأضاف: «كما ساهمت قوات الدفاع الجوي في تأمين جميع مراحل العمليات الانتخابية منذ 25 يناير حتى الآن بالإضافة إلى حماية الأهداف الحيوية والاشتراك في تأمين منشآت الدولة ومرافقها طبقًا للإمكانيات المتيسرة والسلطات المخولة فضلاً عن دور أفراد عناصر المراقبة الجوية المنتشرين على حدود مصر المختلفة في الإبلاغ عن أي عناصر تسلل لحدود مصر البرية والبحرية والجوية في منظومة متكاملة مع عناصر قوات حرس الحدود، كما تقوم قوات الدفاع الجوى بتأمين أعمال قتال القوات الجوية أثناء تنفيذ المهام المكلفة بها في مكافحة الإرهاب في سيناء».

وبالنسبة لاهتمام القوات المسلحة بالتعاون العسكري مع العديد من الدول العربية والأجنبية، أشار إلى أنه يتم تنظيم التعاون العسكري من خلال مسارين: الأول التعاون في تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذي تتطلبه منظومة الدفاع الجوي المصري طبقًا لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال إطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليًا في خطة محددة ومستمرة، والثاني يتمثل في التعاون في تنفيذ التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات في هذه الدول وقوات الدفاع الجوى تسعى دائمًا لزيادة محاور التعاون في كافة المجالات (التدريب، التطوير، التحديث) ويتم التحرك في هذه المسارات طبقًا لتخطيط يتم إعداده مسبقًا بما يؤدي إلى استمرار أعمال التطوير لقوات الدفاع الجوي على مستوى المعدات أو أسلوب الاستخدام.

وحول تأهيل طلاب كلية الدفاع الجوي لمواكبة التحديث والتطوير، أوضح قائد القوات أن كلية الدفاع الجوي تعتبر من أحدث المعاهد العسكرية على مستوى الشرق الأوسط ولا يقتصر دورها على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين فقط بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الصديقة ونظرًا لما يمثله دور كلية الدفاع الجوي المؤثر على قوات الدفاع الجوي والتي تتعامل دائمًا مع أسلحة ومعدات ذات تقنية عالية وأسعار باهظة فإننا نعمل على تطوير الكلية من خلال تطوير العملية التدريبية والدراسية وتزويد الكلية بأحدث ما وصل إليه العلم في مجال التدريب العملي.

وردًا على سؤال حول كيفية الحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوي، قال «التراس» «شيء طبيعي في عصرنا الحالي أنه لم يعد هناك قيودًا في الحصول على المعلومات حيث تعددت وسائل الحصول عليها سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفوري للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها ويجعل جميع الأنظمة ككتاب مفتوح أمام العدو والصديق».

وأضاف: «لكن هناك شئ هام وهو ما يعنينا في هذا الأمر هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذي يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية في معظم الأحيان بما يضمن التنفيذ الكامل في إطار الخداع والمفاجأة وهذا في المقام الأول يحقق الإخفاء وله درجات سرية عالية وتحتفظ به القوات المسلحة كأهم خطط الحروب المقبلة، والدليل على ذلك أنه في بداية نشأة قوات الدفاع الجوي تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية (الفانتوم) باستخدام وسائل إلكترونية حديثة من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا في ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني إستراتكروزر المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكتروني بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة، ومن هناك نخلص إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن القدرة على تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة».

وحول كيفية اختيار القادة على المستويات المختلفة بقوات الدفاع الجوي، أوضح أنها لا تتم عملية اختيار القادة في قوات الدفاع الجوى بمعزل عن النظام العام للقوات المسلحة بل تتم في إطار عام حددته القيادة العامة للقوات المسلحة بمواصفات وشروط وتأهيل معين لأي قائد على أي مستوي ويتم اختيار القادة بناءً على المستوى الفني والتخصصي والتدريبي للضابط المرشح للقيادة على أي مستوى ويتم ذلك بصفة مستمرة بدءً من تخرجه من كلية الدفاع الجوي وعلى مدار خدمته بالكامل حتى يتم ترشيحه لتولي الوظيفة القيادية من خلال تقارير الكفاءة السنوية للضباط والتي تم تطويرها لتكون معبرة تعبيرًا تامًا عن مستوى الضابط في جميع أوجه التقييم، كما يتم الاختيار طبقًا للتأهيل العلمي للضابط والذي له معيار كبير في تولي المناصب القيادية بقوات الدفاع الجوي لما له من أثر كبير على قدرة الضابط على الإلمام بمتطلبات القيادة الحديثة.

وحول دور قوات الدفاع الجوي في حرب أكتوبر ، ذكر «التراس» أنه «لكى نبرز أهمية دور قوات الدفاع الجوي فإنه يجب أولاً معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور، حيث بدا مبكرًا التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية حيث قامت تل أبيب بتسليح هذه القوات بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية في ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا وتعاقدت مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى 600 طائرة أنواع مختلفة حيث توفر الوقت والإمكانيات للقوات الجوية الإسرائيلية للإعداد والتجهيز عقب حرب عام 56 وتحقيق انتصار زائف في عام 1967 والإمداد بأعداد كبيرة من الطائرات الحديثة خلال حرب الإستنزاف، فإن قوات الدفاع الجوي كان عليها التصدي لهذه الطائرات».

وأضاف: «قام رجال الدفاع الجوي بتحقيق ملحمة في الصمود والتحدي والبطولة والفداء وقاموا باستكمال إنشاء حائط الصواريخ عام 1970 تحت ضغط هجمات العدو الجوى المستمرة وخلال شهر إبريل ومايو ويونيو ويوليو وأغسطس عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من 12 طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج، مما أجبر إسرائيل على قبول (مبادرة روجررز) لوقف إطلاق النار اعتبارًا من صباح 8 أغسطس 1970وبدء رجال الدفاع الجوى في الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة».

وتابع: «وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة (سام- 3 البتشورا) وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوي بنهاية عام 1970، وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوي في حرمان العدو الجوي من استطلاع قواتنا غرب القناة باسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني (الإستراتوكروزار) صباح 17 سبتمبر 1971، وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ ( سام-2، سام-6 ) لاستكمال بناء حائط الصواريخ استعدادًا لحرب التحرير وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل أرض مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ استراتيجية».

وأردف «التراس» قائلاً: «وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوي خلال حرب أكتوبر مما جعل موشى ديان يعلن في رابع أيام القتال في تحديده للمشاكل التي تواجه القوات الإسرائيلية (وثمة مشكلة أخرى تواجة طيراننا فهو عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية) وذكر في أحد الأحاديث التلفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 (أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها … ثقيلة بدمائها».

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى