منوعات

قصة دكتور «أنف وأذن» متجول في خط «القاهرة-المنوفية»: «العيَّان يركب القطر»

دكتور «أنف وأذن» متجول في خط

 

بينما يدق جرس إقلاع قطار الثانية عشرة ظهراً، المُتّجه من محطة مصر إلى محافظة المنوفية، يقف رجل ستينى فى وسط القطار القشاش المكتظ بالركاب ليبدأ فى مهمته التطوعية، التى اعتادها طيلة السنوات الماضية، متجولاً فى القطار من بداية العربة إلى نهايتها، مرتدياً جلبابا أسود وعلى كتفه العباءة، ماسكاً بيده شنطة سوداء، يحمل بها أدواته الطبية التى يعتبرها مُنقذة للركاب والسائقين من الحوادث، وبيده الأخرى مجموعة من الأوراق تحمل اسمه ورقم تليفونه وبعض الأدعية، ويبدأ بالكشف على الركاب.

سيد شكرى، دكتور أنف وأذن، خريج دفعة 86، طب الزقازيق، كبير إخصائيين، بدرجة مدير عام، فى الإدارة الطبية بمستشفى بركة السبع، قضى عمره يستغل مهنته لخدمة الناس وتقديم المساعدة لمَن لا يستطيع «الدفع»، فبدأ بالمرور على القرى المجاورة، مروراً بالوقوف أمام المدارس للكشف على الطلاب، وأخيرا التجول بين القطارات لفحص السائق والركاب «دون مقابل».

«إحنا بنشيل أعباء عن المجتمع، بدل ما الفرد يروح يقطع تذكرة عشان يغسل أذنه ويجيب دوا ويحط نقط، بنعملها إحنا ومن غير فلوس»، وجّه «سيد» هذا الكلام للركاب بعد أول كشف قام به فى القطار، فاعتاد منذ عدة أعوام أن يستغل رحلته، التى يقوم بها يوما أو يومين فى الأسبوع من المنوفية إلى القاهرة عند ذهابه إلى وزارة الصحة، بالكشف على الركاب مجاناً.


دكتور «أنف وأذن» متجول في خط2

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى