ثقافة و فن

قصة كراهية نجيب محفوظ لملابس الباشوات: لم يشتر أحذية طوال 25 عامًا وملابسه تشبه البيجامات

قصة كراهية نجيب محفوظ لملابس «الباشوات لم يشتر أحذية طوال 25 عامًا وملابسه تشبه «البيجامات

رأت أسرة نجيب محفوظ أن ذوقه في انتقاء ملابسه «ردئ»، ولا يتناسب مع وضعه واسمه، وبعد نجاته من حادث الإغتيال عام 1995، انتهزت زوجته السيدة عطية الله إبراهيم عجزه عن الخروج للتسوق، وملازمة أطقم الحراسة له في كل تحركاته، وراحت تختار ملابسه على هواها، وبكامل حريتها، فاشترت له طقمًا من البدل بدلًا من الأطقم القديمة، التي قالت عنها: «دي مش بدل.. دي بيجامات»، بينما ظل هو يدافع عنها ويقول: «كانت خفيفة ولطيفة.. لبستها عشرات السنين ومريّحاني».

فصّل نجيب أول بدلة في حياته عند ترزي في ميدان الأوبرا يدعى حمدي، وكلفته 35 جنيهًا، ولقيت قبول الجميع بمن فيهم الروائي ثروت بك أباظة، ولكن الأخير لما علم بأن صديقه يدفع هذا المبلغ عرض عليه أن يجرّب «ديليه»، وهو ترزي بدل مشهور، دخل اسمه في إحدى الأغنيات، وكان يفصل البدلة بأربعين جنيهًا. كان «ديليه» ينتقي زبائنه بعناية، ولم يكن يقبل بأي أحد، حتى نجيب محفوظ نفسه، ولكن ثروت بك توسّط له، فصار زبونًا وصاحب محل، حتى قال عنه نجيب بعد وفاته: «الله يرحمه.. كان يعمل البدلة حاجة أبهة».

11

تنازل نجيب عن رأيه في الملابس لم يفتح الباب للزوجة، والأسرة أيضًا، أمام تنازلات أخرى؛ فالأحذية التي تعهدت بحفظ قدميه طوال 25 عامًا ظلت على حالتها الأولى حتى عام 1995، ولم ير ضرورة لاستبدالها بفضل صانعها الذي يقول عنه: «إيده من دهب». بدأت علاقة نجيب بـ«الجزمجي» قبل تقاعده عام 1971، بفضل صديقه ثروت بك أيضًا، الذي توسّط له عند الترزي؛ فالأخير لم يكن يفصّل إلا للباشاوات، ولم يكن نجيب باشا، ولا أبوه، ولا أي أحد من أنسابه وأقربائه كذلك، كما يقول هو، فرأى أن يزكيه ثروت بك عنده، ولما وقفا أمامه في محله أسفل مؤسسة السينما القديمة بشارع طلعت حرب قال: «أنا لا أفصّل إلا للباشاوات»، فرد عليه نجيب: «دلوقتي ما فيش غيرنا.. تقبلنا ولا ترفضنا؟».

10

نالت أحذية الباشاوات إعجاب شديد من نجيب، حتى إنه حدّث يوسف القعيد عن صانعها في أعقاب حادث الإغتيال، وقال له: «يخيل إليّ أنه كان يحتفظ بجلود زمان التي منع استيرادها، بعد ذلك يقيس القدم كأنه دكتور، وبالتالي عمري ما اشتكيت من صباع مزنوق أو جزء من القدم متعور، ولمريض السكر هموم مع الحذاء إذا كان مقاسه مختلًا»، وأضاف حينها: «الجزمة تعيش أكتر من الواحد؛ الراجل الجزمجي مات وأنا مازلت موظفًا، وأحلت إلى المعاش سنة 1971، ومن يومها ألبس أحذيته، ولا يوجد لها مثيل عندي».

 

 

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى