تقرير | أسماء الهادي
«الموت بالماء والغذاء» بمجرد المرور من أمام أرض زراعية من الطبيعي أن تنتفس هواء نقي ومنعش، ولكن في بعض المناطق الزراعية تستنشق رائحة كريهة، حيث إزدادت معاناة الفلاحين فى الآونة الأخيرة على كافة الأصعدة بسبب عدم توافر مياه ري الزرع، يصرخون من الأزمات التى تواجههم والتى تمثلت فى ري أراضيهم بمياه الصرف.
«مزارعون يصرخون ولكن دون جدوى» يعانى أهالي «عزبة العمدة» بههيا من اضطرارهم لرى أراضيهم الزراعية بمياه تختلط بمياه الصرف الصحى، مع وجود تعنت وإهمال من قبل المسؤولين، وقيامهم بتحويل مياه الصرف على المصرف الزراعى مما يشكل خطراً محتمل على صحة الأهالي بالقرية.
يروي «خالد إبراهيم» المعاناة لـ «الشرقية توداي» قائلاً: «وصل بنا المطاف وأصبحنا نروى زراعاتنا بمياه الصرف، وتسببنا فى قتل أنفسنا بأيدينا حيرة دائمة من عدم توافر مياه الرى، مما جعلنا نلجأ إلى البديل وهى مياه الصرف الصحى القاتلة رغم أنها محملة بكل الأمراض لتكون حلاً لرى المحاصيل التى نأكلها».
وتابع: «انتشرت الأمراض والأوبئة فى القرى والنجوع التى تعرف بقرى السرطان والإلتهاب الكبدى والفشل الكلوى بسبب رى زراعتهم بمياه الصرف».
عم «أحمد النجدي» تقع أرضه عند أول جزء مكشوف من مياه البدالة التى يروي بها زرعه، بعد تعطيلها يضطر لري الزرع بمياه الصرف الصحي، يعرف أن الزراعة بهذه المياه ممنوعة، لكنه يرى أن على المسؤولين مراجعة قراراتهم، حتى لا يهددوه وأبناءه بالجوع، ويقطعوا رزقه.
يقول «محمد كمال» أحد الفلاحين، أن أهالي قرية عزبة العمدة من أكثر المصابين بمرض الفشل الكلوى بسبب تناولهم لما تنتجه الأرض التى يتم ريها بمياه الصرف، كما أن الألبان التى تدرها المواشى، والأجبان التى تصنع منها تعد أيضاً ملوثة لأن الماشية تشرب من مياه الصرف الصحى.
واستكمل: «التلوث يصيب الجميع دون تدخل أحد من المسئولين، لكن الأهالى لا يلقون لذلك بالاً».
وأضاف «عبس محمد» على من تقع المسؤولية فى مراقبة هذا الإهمال الذي بلغ الحد بمنع استخدام مياه الصرف الصحى سواء المعالج أو غير المعالج فى رى المحاصيل، كل مانحتاجه هو عمل صيانة لتلك البدالة التى تروي أراضينا بدلًا من ريها بمياه الصرف الصحي التي تجلب لنا الأمراض.
وقال أخر :«نعاني من المياه البحري التى لاتصل لنا، بالإضافة لترعة المريوطية التى تعدي من البدالة التى تحتاج لصيانة، مما يدفعنا لري بمياه المروع والتى تجلب لنا جميع الأمراض».
ويعرب أخر عن غضبه الشديد قائلاً:« المياه الجوفية حلت للأرض والزرع لايصلح للأهالي ولا الثروة الحيوانية، بقينا بنخاف على أولادنا من الأمراض الناتجة عن أكل الخضروات التى تروى بمياة الصرف الصحي».
فيما استغاث أهالي قرية عزبة العمدة بههيا بالمسئولين ، مطالبين بسرعة اتخاذ إجراءات رادعة وتطهير هذا المصرف من هذا التلوث، قائلين: «مياه الصرف الصحى تؤذى الأراضى الزراعية والمحاصيل وتجلب لنا الأمراض».
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
