ثقافة و فن

كريمة مختار : لم يهتم بى علي فراش المرض أحد سوى أولادي

كريمة مختاروعكة صحية تعرضت لها الفنانة الكبيرة كريمة مختار، لم يؤلمها المرض، بقدر ألمها لأن أحدا لم يهتم بها خلال تلك المحنة، سوى أبنائها، فالفنانة التى ارتبط اسمها فى أذهان الجمهور بالأم الحنون صاحبة الابتسامة الجميلة والأداء الرائع، لم تجد من يحنو عليها فى المرض، سوى الأبناء.

فكلما مر بها العمر كلما زادت نضجا، وكلما أبهرت الجميع بموهبتها التى لا تنضب، فقد تجلت موهبتها فى السنوات الأخيرة، وهى التى اقتحمت عالم الفن فى منتصف الخمسينيات، نجحت فى أن تبكى المصريين فى مسلسل “يتربى فى عزو”، وكانت أحد أهم عناصر نجاح فيلم “الفرح”.

كما شاركت فى فيلم “ساعة ونصف” بمشاهد بسيطة ولكن النقاد اعتبروها الأكثر تأثيرا من بين شخصيات الفيلم.

قالت: أنا بخير حال والحمد لله تعرضت لوعكة صحية وانفلونزا شديدة أرهقتنى للغاية ورقدت فى سريرى مدة طويلة ولكن الآن أشعر بتحسن وبدأت أقرأ الأعمال المعروضة على.

• من حرص على الاطمئنان عليك خلال مرضك؟

ــ بالطبع أبنائى وأهلى والمقربون لى وهذا أمر طبيعى، فأنا لم أسع من قبل أو سعى احد من طرفى أن يبلغ الاعلام بحالتى الصحية فهذه الأمور لم تشغلنى أبدا ولم أكن يوما من الذين يسعون لعمل ضجة إعلامية من حولهم فأنا أعمل فى هدوء وما يهمنى هو حب الناس فى المقام الاول والاخير فهذا يكفينى فحينما استمع لكلام اعجاب الجمهور الذى يزيدنى حرجا اشعر أننى نجحت.

• وماذا عن تكريم الدولة لاسمك ولتاريخك؟

ــ حصلت على جوائز عديدة فى مهرجانات واستفتاءات، وحصلت على شهادات تكريم من جهات مختلفة اعتز بها للغاية وأضع الجوائز وشهادات التقدير فى مكانة متميزة فى منزلى فهى تشعرنى بسعادة كبيرة، ولم أهتم إذا كان من بينهم جائزة الدولة أم لا، لأنه بالنسبة لى قيمة التكريم تبقى واحدة وهى تعنى أننى قدمت شيئا جيدا وكم سعدت كثيرا حينما حصلت على جائزة ذهبية عن دور ماما نونا فى مهرجان الإعلام العربى واعتبرته أمرا عظيما رغم ما وصلنى من غضب الفنانة يسرا لأنها كانت تريد الجائزة لنفسها وفى النهاية حصلت ترضية ومنحونا الجائزة مناصفة وحينما أبلغونى بما حدث لم انزعج ونظرت إلى الجانب المشرق أننى فزت بالجائزة الذهبية كأحسن ممثلة وأنا فى هذه السن المتقدمة.

لماذا اخترت مجال الفن منذ البداية؟

ــ دخلت الفن فى وقت كان الفن فيه سيئ السمعة وكان الأهل يرفضون بشدة، ولكنى كنت أعشق التمثيل خاصة اننى كنت أشارك فى برامج الاطفال مع بابا شارو وكنت افرح بشدة بهذه الأجواء وواجهت أسرتى وتمسكت برغبتى والتحقت بمعهد الفنون المسرحية وانطلقت فى عالم التمثيل وبعدها ادركت أسرتى اننى كنت على حق.

وبعدها هل كان الطريق ممهدا أمامك؟

ــ أبدا.. فقد واجهت صعوبات وعراقيل عديدة فى حياتى لا يكفى لقاء واحدا لأحكى عنها، فما واجهته كان كافيا لكى اعتزل الفن ولكنى واجهت كل المشكلات بقوة رغم أننى لم اكن اظن ان لدى القدرة على المواجهة ولكن ما حدث اننى واجهت ونجحت.

رغم أنك اقتحمت الفن منذ الخمسينيات الا أن قائمة اعمالك لا تحتوى على عدد كبير يناسب سنوات عملك؟

ــ هذه احدى العقبات التى واجهتها فى حياتى الفنية فالأعمال التى كانت تعرض على محدودة للغاية ولم يكن لدى حرية الاختيار وكانت الأدوار أغلبها واحدة وهى “الأم” وكان المخرجون لم يشاهدوا فى شىء جديد استطيع أن أفعله ولكنى لم أغضب وقررت أن اتحدى الكل وقدمت دور الأم وأزعم أننى لم أكرر الشخصية رغم انها واحدة فى أى عمل فالأم فى الحفيد غير الام فى رجل فقد عقله غير الام فى نحن لا نزرع الشوك، كل ام لعبتها كان لها طعم ومذاق مختلف ولم ألعب الشخصية بشكل نمطى على الاطلاق.

وما هى الأدوار التى تمنيتى أن تقدميها ولم يحالفك الحظ؟

ــ بعد أن بلغت هذه السن لم أعد أفكر فى أدوار كنت أريد أن العبها أو أسعى لكى اقدمها أنا مكتفية بما قدمته وسعيدة اننى لا زلت أتلقى اعمالا ــ رغم انها قليلة ــ ولكن هناك من يتذكرنى واستعد لتصوير عمل من إخراج رائد لبيب وفى انتظار استكمال باقى العناصر ثم التعاقد والتصوير وهو امر رائع ان انزل من بيتى لاقف امام الكاميرا حتى لو مشاهد قليلة ولكنها دوما تكون مؤثرة.

وماذا عن حلم البطولة المنفردة لألم يراودك يوما؟

ــ اذكر انه تم وعدى بأن يحتل اسمى تتر فيلم “الليلة الموعودة” مع فريد شوقى لأننى كنت البطلة الحقيقة للعمل ولكن بعد العرض فوجئت ان اسم أحمد زكى يتصدر التتر مع فريد وهذا الأمر أزعجنى بشدة وغضبت غضبا شديدا، فلا انكر اننى طنت احلم بهذه اللحظة التى ظلت تراودنى لسنوات طويلة وسعدت أن العمل مع فريد الذى شاركته فى اكثر من عمل ولم يحدث ان تم وضع اسمى فى مكانة مميزة بجوار اسمه ولكن بعد وقت شعرت بهدوء ولم يعد الأمر يشغلنى واعتبرت أن أى دور اقدمه هو بطولة وقد ساعدنى الجمهور فى هذا الذى حول اعتقادى إلى يقين حينما كانوا يهنئوننى وكأننى بطلة العمل الوحيدة.

ما هى الأعمال التى تعتزين بها؟

ــ بلا تفكير فيلم “ثمن الحرية”، وهو أول أعمالى وله مكانة مميزة جدا فى قلبى، وهناك فيلم قصير اسمه “اغنية الموت” وهو الفيلم الوحيد الذى جمعنى مع الراحلة فاتن حمامة وهو عبارة عن سهرة تليفزيونية فحينها كان التليفزيون فى بداية نشأته وكان يتم انتاج مثل هذه النوعية من الأفلام لعرضها فى فترة السهرة ولكنى أعتز به بشدة فكان عن قصة لتوفيق الحكيم وحوار عبدالرحمن الابنودى.

هل كنت صديقة لفاتن حمامة؟

ــ لم أكن صديقة لها ولم أسع لكسب صداقتها، فلست من الذين يفرضون أنفسهم لكسب صداقة المشاهير فلقد كان فيلما وانتهى.

وما رأيك فى الألقاب التى تمنح للفنانين مثل سيدة الشاشة ونجمة الجماهير؟

ــ لا تؤثر فى ولا اهتم بها فأنا عينى دوما على الجمهور وأسعد بتلقى ردود افعالهم بعد انتهائى من أعمالى وازعم اننى نجحت فى عمل تاريخ فنى محترم واسم يتباهى به أبنائى.

لماذا لم يتجه أحد ابنائك للتمثيل رغم أنهم تربوا فى بيئة فنية؟

ــ ولادى لم يحبوا الفن فحياتنا كانت صعبة بها مجهود شاق والوقت مسروق فلم يحب أبنائى أن يعيشوا بهذه الطريقة وهذا امر أسعدنى حتى يعيشوا حياتهم بشكل هادئ وقد اختار كل منهم المهنة يحبها فاختار معتز الاعلام وحقق نجاحا كبيرا لانه اختار مهنة بحبها.

اخيرا هل اختفت النماذج القادرة على لعب دور الأم مثل كريمة مختار وفردوس محمد وأمينة رزق؟

ــ لم ولن تختفى فى ظل وجود فنانات أصحاب موهبة حقيقية مثل عبلة كامل التى أراها تكمل مسيرتى ولو كان هناك اقتراح لتقديم قصة حياتى فى مسلسل سيرة ذاتية لرشحتها على الفور لتلعب دورى فهى فنانة رائعة وجميلة واداؤها هادئ وناعم يذكرنى بنفس أسلوبى.
المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى