مر 79 عاماً منذ ميلاد اللاعب والمدير الفني الراحل محود الجوهري الذي حقق العديد من الإنجازات كلاعب ومدرب، سيظل الإنجاز الأهم لمحمود الجوهري هو قيادة الفراعنة لكأس العالم 1990 ومنذ ذلك الحين فشل المنتخب المصري في الوصول لكأس العالم خلال 27 عاماً، بعد وفاة الجوهري بثلاثة أعوام وصل هيكتور كوبر لتدريب الفراعنة وكأنه استلم إرث الجوهري ولكن بشكل متأخر في اللعب لتحقيق حلم الوصول لكأس العالم بالطريقة الدفاعية البحتة التي لعب بها الجوهري للوصول لكأس العالم-واستغنى عنها بعد ذلك-.
المدير الفني القدير محمود الجوهري نجح في الوصول بالفراعنة لكأس العالم عام 1990 بعد غياب 56 عاماً، لا يختلف أحد أن طريقة “الراحل” الجوهري كانت تميل بشكل كبير لتأمين الدفاع والهدف الأول دائماً كان نظافة الشباك وبالفعل نجح منتخب مصر في الحفاظ على نظافة شباكه في ست مباريات من أصل ثمانية مبارات لعبها طوال التصفيات في المرحلة الأولى والأخيرة، سجل المنتخب المصري سبعة أهداف خلال ثمان مباريات لعبها في التصفيات مما يعكس أيضاً الاعتماد دائماً على ضرب المنافس بالهجمات المرتدة.
وصل المنتخب المصري لكأس العالم 1990 الذي لعب خلاله ثلاث مباريات دفاعية بحتة أمام هولندا، انجلترا وإيرلندا الشمالية سجل خلالها الفراعنة هدف وحيد واستقبلت شباكه هدفين، خطة لعب المنتخب دائماً في هذه الفترة كانت عدم الهزيمة ثم التفكير في الفوز، وإن كانت أغلب سمات اللعب في العالم في هذا الوقت دفاعية وكانت كأس العالم هذا العام ثاني أقل نسخة تسجل فيها أهداف إلا أن المنتخب المصري كان مبالغاً في الناحية الدفاعية وهو ما ظهر في الثلاث مباريات بابتكار طرق جديدة في تضييع الوقت لتجنب الهزيمة.
تولى بعدها الجوهري تدريب الفراعنة في أكثر من مناسبة واختلفت طرق لعبه هجومياً بشكل كبير ولكن ظلت الطريقة الدفاعية هي ملاذ مصر للوصول لكأس العالم وقتها.
توفى صاحب إنجاز الوصول لكأس العالم في 2 سبتمبر 2012 ليستلم الأرجنتيني هيكتور كوبر إرث الطريقة الدفاعية لحل لغز كأس العالم في 2 مارس 2015، اختار كوبر الطريقة الدفاعية أيضاً لتحقيق حلم الفراعنة في الوصول لكأس العالم، اعتمد كوبر على تأمين مرماه مهما كان الثمن فدفع ثنائي ارتكاز دفاعي من الدرجة الأولى، تراجع كبير من الرباعي الأمامي لمساندة خط الدفاع، تعرض كوبر للهزيمة في أربع مباريات من أصل 24 درب فيها منتخب مصر منها مبارتين وديتين.
لعب المنتخب المصري مبارتين في تصفيات كأس العالم الأولى كانت أمام الكونغو في الكونغو، كان دائماً اللعب خارج القواعد يشكل مشكلة للفراعنة وللأندية المصرية، نجح المنتخب المصري في الفوز بهدفين مقابل هدف قبل أن يعود ويفوز على غانا في مصر في مباراة دفاعية من الدرجة الأولى اعتمد فيها المنتخب المصري على اللعب بالهجمات المرتدة ونجح في الفوز فيها بهدفين نظيفين ليبقى المنتخب المصري على بعد أربع مباريات للوصول لكأس العالم يحتاج للفوز في ثلاثة منهم مع العلم أنه سيلعب مبارتين على أرضه.
نجح المنتخب المصري في الوصول لبطولة أفريقيا بعد غياب سبع سنوات كما أنه نجح في الوصول للمباراة النهائية في البطولة قبل أن يخسرها قبل النهاية بدقيقتين، وكل هذا بنفس الطريقة..الدفاع وتأمين الشباك.
تتشابه طريقة هيكتور كوبر بشكل كبير مع خطة الراحل محمود الجوهري في التصفيات، فظل الهدف الأول دائماً هو الحفاظ على نظافة الشباك وعدم استقبال الأهداف والاعتماد على الهجمات المرتدة لتحقيق الفوز.
لعب كوبر 15 مباراة رسمية مع المنتخب المصري استقبلت خلالها شباك الفراعنة سبعة أهداف فقط، نجح في الخروج بشباك نظيفة في تسع مباريات وسجل 25 هدفاً
المصدر
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
