سياسة

متظاهرون فى بورسعيد يرفعون علماً مغايراً لعلم مصر بمسيرات جمعة الخلاص.والمتحدث باسم “المصريين الأحرار”: رمز لسقوط الشرعية

متظاهرون يرفعون علم استقلال بورسعيد
علم جديد مستقل بألوان ثلاثة “الأخضر والأبيض والأسود”، رفع خلال جنازة تشييع جثامين ضحايا أحداث العنف بمحافظة بورسعيد، حين رفض المشيعون أن يغطى جثامين ذويهم بعلم مصر وخرجوا بالأكفان، من مسجد مريم بحى العرب وساروا إلى المقابر سيراً على الأقدام لمسافة لا تقل عن 4 كيلو مترات، رافعين لافتات تندد بالظلم، ورفع للمرة الثانية خلال مظاهرات اليوم التى دعت إليها عدد من القوى السياسية فى جمعة “الخلاص”، وبحسب الأهالى فإن هذا العلم يمثل دولة بورسعيد المستقلة، ورفع مرة أخرى فى مسيرات ليلية لكسر حظر التجول الذى فرض على مدن القناة الثلاث “بورسعيد والإسماعيلية والسويس”، بسبب أعمال عنف اندلعت هناك وانتشرت دعوات وصفها البعض بأنها نكتة بأن الإقليم يمنكه الانفصال ويقوم بالاكتفاء الذاتى بعيدا عن الدولة، ولكن نكتة الدولة المستقلة فى بورسعيد أصبحت تقترب من الجدية.

أعمال العنف فى بورسعيد امتدت على خط مدن القناة، التى شهدت أعمال عنف مشابهة، ولكنها وقعت فى الذكرى الثانية لثورة وسقط فيها ضحايا واقتحام لمبان حكومية للتعبير عن رمزية سقوط شرعية الدولة، من وجهة نظرهم، مثلما قال الدكتور إبراهيم الصياد، المتحدث الإعلامى بحزب المصريين الأحرار ببورسعيد.

وأضاف “الصياد”، “لا نستطيع أن نتعامل مع رفع علم جديد على أنه نكتة صريحة، أو نأخذه على محمل الجدية، لأن فى الأمر رمزية لرسالة معناها أن شعب بورسعيد أعلن العصيان، لم يعد يعترف بشرعية نظام اعتدى على القانون بإعلان دستورى، سال بسببه دماء فى الشوارع، ولم يسقط فى بورسعيد بلكجى أو مسلح”.

الأحداث المتعاقبة على بورسعيد زادت أهلها ارتباطها بالأرض أكثر من غيرها، لذلك كان تقديم فكرة الاستقلال بالإقليم غريبا على المنطقة، ولكن شابا يشارك فى مسيرات كسر الحظر يدعى تامر الليثى قال “الدولة لم تعترف بحقوقنا لديها، ولذلك لن نعترف نحن بحقوقها، رفع علم وفكرة الاستقلال ليس مرحليا قد يكون مثل نكتة، ولكنه شعور متنام بالظلم مع زيادة تعامل الدولة بعنف، مما أدى إلى وفاة 40 شخصاً فى يومين، وتحولت مشاعر الغضب إلى رفض الدولة”.

الأمر بالنسبة إلى أميرة حجازى، سيدة من بورسعيد، ارتدت السواد على حال المدينة والمنطقة، وحدادا على الضحايا والمحكوم عليهم فى القضية، قالت “الشعور بالعزلة ليس بسبب أحداث الأسبوع، ولكن لها سوابق قديمة بنت جدارا من العزلة لدى شباب قرر أن يدافع عن علم الوطن وأرضه، ولكنه واجه صدمات من تعامل السلطة أدت إلى كفره بها”.
الروائى البورسعيدى قاسم مسعد عليوة اتفق مع أسباب الشعور بالعزلة فى بورسعيد، ولكنه قال، “إن رفع علم جديد لبورسعيد وأفكار الانفصال هو رد فعل انفعالى سيتم التراجع عنه، بعد هدوء الأحداث، لأن أهل بورسعيد معروفون بالارتباط بالمدينة، ولكننا نتفهم مشاعر الألتراس المملوءة بالغضب والشعور بالظلم”.

وأضاف عليوة، “بورسعيد عانت من النظامين السابق والحالى، وإذا كان الهجوم على بورسعيد وبدعم من أصابع الحزب الوطنى المنحل، إلا أن حزب الحرية والعدالة استغل هذا المخطط لمصلحته دون مصلحة الوطن”.

وأشار الروائى رئيس مجلس أمناء متحف بورسعيد القومى إلى حملة شنها مثقفون وسياسيون ضد محافظ بورسعيد السابق مصطفى عبد اللطيف عندما حاول تغيير علم بورسعيد “لون أحمر يتوسطه هلب يدور حوله عصن زيتون”، بعلم جديد، واستمر فى الهجوم عليه حتى أعاد العلم الأصلى للمدينة لما يعبر عن حالة بورسعيد أثناء معركة 56.

المصدر: اليوم السابع

زر الذهاب إلى الأعلى