مقالاتمقالات القراء

محمد أبو سبحة| يكتب: جامعة شمال الشرقية ومهزلة التخطيط

أبوسبحة

أسمع بين الحين والآخر أخبارًا عن إنشاء فرع ثان لجامعة الزقازيق في شمال الشرقية وهو حلم طالما انتظرنا تحقيقه، وحينما نتحدث عن جامعة الزقازيق يجب أن نذكر ان ترتيبها هو السابع من حيث نشأة الجامعات المصرية العريقة، واختيرت الزقازيق عاصمة المحافظة مركزاً رئيسياً للجامعة في سبعينيات القرن الماضي.

اليوم حينما أفاجئ بأن مقر الفرع الجديد من الجامعة مُقترح له أن يقام بأرياف محافظة الشرقية بدلاً من أحد مدنها الكبري، فلا أجد وصفاً أصف به ذلك إلا المهزلة وأتسائل علي أي أساس تم التخطيط لذلك؟

أدعو القائمين علي هذا الأمر قبل أن يقدموا علي هذه الخطوة أن يدرسوا أولاً تجارب سابقة لانشاء كليات أزهرية في قري محافظة الشرقية مثل كليتي الدراسات الاسلامية في “القرين” للبنات، وفي “الديدامون” للبنين.

فالوضع في هذه الكليات لايختلف كثيراً عن الأوضاع البالية للمعاهد الازهرية الثانوية والاعدادية في القري والنجوع من حيث العشوائية والاستهتار وشعور الطالب بالدونية إذا ما قارن نفسه بزميله الذي سيقضي آخر مراحل تعليمية داخل حرم جامعي عريق، والنتيجة في النهاية سلبية بكل المعايير.

من فضلكم تذكروا هنا أننا نتحدث عن كليات لا عن مدارس أو معاهد ابتدائية وإعدادية، فالحرم الجامعي يحتاج الي بيئة تعليمية وثقافية مختلفة تماما عن جميع مراحل التعليم الالزامي، فكيف يتوفر لنا ذلك داخل قرية مثل “الديدامون” أو “الصالحية القديمة” بمركزي فاقوس والحسينية وهما من ضمن القري المقترح إنشاء 4 كليات أو مايسمي بـ “فصول دراسية” بها هي: التربية والآداب والتجارة والحقوق .

وأنا هنا لا أقلل اطلاقًا من شأن القري ولا ساكنيها فأنا ابن القرية قبل أن أكون ابن المدينة، لكن القرية لها خصائصها المحدودة جدًا من حيث ثقافة قاطنيها وتوافر المرافق العامة وسهولة المواصلات وما إلى ذلك.

وبنظرة موضوعية علي أثر أن يظل الطالب حبيس المجتمع القروي طوال فترة تعليمه نري أننا نحرم ابن القرية الذي قد لايجد فرصة في اكتساب ثقافة الحضر في بداية حياته إلا من خلال الاختلاط بالمجتمع الجامعي في المدي الكبري، فلماذا تحرموه من هذه الفرصة؟

أما فيما يتعلق بالطالب الذي قد يجد نفسه مضطرًا للإنتقال من مدينته للدراسة الجامعية في القرية القريبة منه طبقًا لما سيفرضه عليه التوزيع الجغرافي، فالأمر سيكون أكثر سلبية في الأثر الواقع عليه.

لقد كان مقترحاً في السابق إنشاء فرع ثان لجامعة الزقازيق في مدينة العاشر من رمضان، وهو بلاشك كان سيساهم في تخفيف الضغط  بشكل كبير عن مدينة الزقازيق ويحافظ علي الرقعة الخضراء بالمحافظة، ويقدم خدمة لمجتمع رجال الأعمال والأنشطة الصناعية في تلك المدينة، لكن مع ذلك فإن معاناة الطلاب في مراكز شمال الشرقية تبقي قائمة وهي صعوبة الانتقال يومياً إلى جامعة الزقازيق.

ولا نجد حلاً منطقياً ومقبولاً آخر علي غرار الرغبة في القديمة إنشاء فرع للجامعة في مدينة العاشر من رمضان، إلا إنشاء فرع جامعة شمال الشرقية في مدينة “الصالحية الجديدة”، وهي مدينة ذات تصميم معماري حديث كاملة المرافق، تتفق مزاياها مع مزايا مدينة العاشر من رمضان بالاضافة الي ميزة وجودها في شمال الشرقية، ولدي معلومات بأن جهاز المدينة كان قد حدد وخصص مسبقاً عدة أفدنة لإنشاء فرع آخر لجامعة الزقازيق عليها.

فهل نحتكم إي صوت العقل ومنطق الصواب ونعيد الدراسة والتخطيط لهذا المشروع من جديد قبل حدوث المهزلة! .

 

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي ، إنما تعبر عن رآي كاتبها .

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى