أعمدة

محمد عبد الرحمن | يكتب : الكشاف أشرف

محمد عبد الرحمن

فى ملاعب الكرة لا يمكن الاستغناء عن «كشاف اللاعبين» الذى يلف الساحات الشعبية ومراكز الشباب من أجل انتقاء أشبال جدد لتجديد دماء الأندية الكبرى، فى الوسط الفنى تكاد تلك الشخصية أن تنقرض، صحيح أن شركات إنتاج ومخرجين شبابا بدؤوا يعتمدون على اختبارات «الكاستنج» المفتوحة لكل صاحب موهبة، وتراجع الفساد فى اختيار الممثلين، الذى كان يتركز طبعًا فى قطاعات الإنتاج الحكومى، لكن كل ما سبق لا يقلل من أهمية «الكشاف»، خصوصًا لو كان نجما قادرًا على نقل خبرته والأضواء للموهبة الجديدة، هنا أيضًا يجب التفريق بين «تقديم الوجه الجديد» واكتشافه ودعمه من البداية.

نموذج واضح على «التقديم» يفعله عادل إمام فى مسلسلاته الأخيرة، بعين الخبير ينتقى الموهوبين من أعمال معروضة فعلا، ويوزع عليهم أدوارًا فى مسلسلاته التليفزيونية، وقبل ذلك أفلامه السينمائية، ممثلون وقفوا أمام الكاميرا بالفعل، لكنهم يحصلون على شهادة التمثيل بصحبة الزعيم، الذى يتعمد عدم تكرار الوجوه من عمل إلى آخر، لكن إمام لم يكتشف وجها جديدًا قط، من يفعل ذلك حاليا بدأب شديد وهو الوحيد من بين أبناء جيله هو أشرف عبد الباقى، يفعلها كما يقول كتاب «الكشافين»، يلتقط الموهبة ويمنحها وجودًا محدودًا فى البداية، ثم تزيد المساحة كلما أثبت الممثل الجديد قدراته حتى يستقل بعيدًا عن عبد الباقى، الذى يواصل المهمة نفسها ويلتقط مزيدًا من المواهب، فعلها بشكل واضح مع سامح حسين، مشهد وحيد فى «رشة جريئة»، ثم دور أكبر فى «لخمة راس»، وصولا إلى شخصية «رمزى» التى صنعت جماهيرية سامح فى «راجل وست ستات»، وفى تجربته الجديدة «تياترو مصر» فتح أشرف عبد الباقى الباب واسعًا أمام عدد كبير من الموهوبين الجدد، بعضهم انطلق سريعا للمسلسلات التليفزيونية ونالوا إعجاب الجمهور الذى لا يعلم أنهم خريجو مدرسة أشرف، أبرزهم بالقطع محمد عبد الرحمن صاحب عبارة «ليه كده يا أخى» فى الجزء الأخير من مسلسل «الكبير»، مجهود أشرف عبد الباقى فى اكتشاف الموهوبين الجدد يستحق التحية، ويتطلب أن يشعر باقى نجوم جيله بالتقصير وعدم رد الجميل، لأنهم وجدوا من يفتح لهم الباب فى بداية المشوار، لكنهم -عكس أشرف- أغلقوه عقب مرورهم إلى النجومية.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى