أعمدة

محمد عبد الرحمن | يكتب : الله يرحمك يا ست

محمد عبد الرحمن

أكان يجب يا عمر السعيد أن تقلب علينا المواجع؟ على صفحته الشخصية عبر موقع «فيسبوك» سأل الممثل الشاب بكل براءة وحماس، لماذا لا يقوم نجوم الطرب المصريون بجولات غنائية فى الداخل وفى الدول العربية، يُخصَّص ريعها لصندوق «تحيا مصر» ومشروع قناة السويس الجديدة، كما كانت تفعل الست أم كلثوم تحت لافتة «المجهود الحربى» بعد هزيمة يونيو 1967.

الإجابة عن سؤال عمر تتطلب رصدًا لم يفُته المتابع المدقق لسوق الغناء فى مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، تحديدًا مع تصاعد صيحات التحذير من استجابة كل النجوم المصريين تقريبًا لاحتكار شركة «روتانا» حصلوا جميعًا على أموال طائلة مقابل ألبومات لم تحقق لهم الكثير، قليلون نجوا من الفخ، فى مقدمتهم طبعًا عمرو دياب، وبعده بمسافة طويلة أنغام وشيرين عبد الوهاب، بينما يسير على خط مواز تامر حسنى ومحمد حماقى.

لكن بشكل عام فقدت مصر مكانتها أولًا كبلد بها العدد الأكبر من نجوم الطرب، وثانيا كمركز جذب لإقامة الحفلات والمهرجانات لأسباب لا مجال لحصرها هنا، والأهم فَقْد من كانوا ملء السمع والبصر قبل أعوام قليلة وفَقْد القدرة على الاستمرار كأسماء رابحة على مستوى الوطن العربى، أن يشارك مطرب فى حفلات «المجهود الوطنى» يعنى أن مستوى نجوميته واحد فى كل بلد عربى، وأنه قادر على إحياء حفل كل شهر بأعلى سعر للتذكرة، ويأتيه الناس أفواجًا من كل فج عميق، هذا يتطلب أن يعود معظم هؤلاء النجوم أصلًا للإقامة فى مصر لا فى العواصم التى يسجلون فيها برامج اكتشاف المواهب مصدر رزقهم الأساسى حاليًا، أن يسترجعوا المقعد الرئيسى فى أى عمل عربى جماعى بدلًا من أن يكون وجود الاسم المصرى فقط من أجل اكتمال التوليفة التى يتركز معظمها على أصوات شامية وخليجية وتونسية، أن يشعر هؤلاء بالغيرة لأن الأغانى الوطنية الناجحة لم تعُد تقدم إلا بأصوات تدخل مصر عبر مطار القاهرة، لم يولدوا على أرضها لكنهم عرفوا كى يكسبوا شعبها، عندما يحدث كل هذا سيسهم هؤلاء المطربون فى حفلات «المجهود الوطنى»، وحتى ذلك الحين لا يسعنا سوى الدعاء للست أم كلثوم بالرحمة والمغفرة.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى