رأي

محمد على | يكتب : بكم تُباع السُلطة وبكم تُشترى النقود

محمد على يكتب بكم تُباع السُلطة وبكم تُشترى النقود

نقول نحن لا يصح إلا الصحيح وتقول النظرية ليس الصحيح دائماً من يسود وليس البقاء دائماً للأقوى كما يشاع ولكن البقاء للأقدر على البقاء وذلك ليس لأنه الآفضل أو الاقوى ولكن لآنه يمتلك ما يمكنه من الآختباء فى الثقوب والزوايا .

عندما يأتى شهر يوليو فى كل عام تختلف وتتعارك الكثير من الاراء فى أكثر من اربعة عشر دوله حول العالم أن ما حدث لتلك الشعوب فى هذا الشهر ثورة أم إنقلاباً فالآنقلابات العسكرية والثورات فى هذا الشهر تبلغ زروتها .

فبرغم هذا الكم الكبير من الآنقلابات والثورات فالآنقلاب الفاشل فى تركيا هو الآقرب والآنقلاب الناجح على الملكية فى العام 1952 هو الآهم لا شك بأن ثورة 23 يوليو لها الكثير جداً من الآيجابيات والسلبيات التى لا يمكن حصرهما فى هذا المقال .

فإذا تحدثنا بواقعية وإبتعدنا عن العواطف نجد أن الشعب التركى أثبت وعيه وحبه للحرية والديمقراطية لا حبه لآردوغان فليس هناك شعب يرضى بالفوضى على أرضه إلا إذا استثنينا شعوب العالم الثالث .
لنفترض جدلاً ان تركيا في حكم اردوغان مديونة وأقتصادها منهار وعملتها تنعدم يوم بعد الآخر وشعبها متسول ومهان ، هل كان سيفشل الانقلاب الاخير ؟ نفس الأمر حدث مع عبد الناصر كان له الكثير من السلبييات يعترف بها الجميع حتى الناصريين ولكن كان له ظهير شعبي لم يأت من فراغ ناصر اطعم الفقراء وامنهم من خوف الضنك ومهانة الحاجة وذل الرأسمالية اما المُنظرين على المنصات وساكنى القصور فلهم الحق في الحديث عن الحرية لأنهم لا يواجهون مشكلة في طعامهم وإنتهاك كرامتهم.

 

وعلينا أن نقارن بين الاخوان هنا فى مصر وأردوغان هناك فى تركيا كما قارن الجميع بعد فشل الآنقلاب هناك أوجه شبه وهناك إختلافات أدت الى نهايات مختلفة لكل منهما أردوغان قدم لشعبه الكثير الأخوان لم يقدموا شيئاً بل وضعوا العربة أمام الحصان وإنطلقوا بالوطن إلى الوراء بمعنى أبسط هم بدأوا بما انتهى به اردوغان والشبه بينهما انهما مدرسة واحدة وفكر واحد وايديولوجية متطابقة ، فكر إخوانى نفعى ، الأخوان أثبتوا فشلهم عمليا لم يكسبوا الشعب فخسروا كل شيء تعود بعض اسباب ذلك إليهم وأسباب أخرى فرضت عليهم من طبيعة الشعب وقوة الدولة العميقة .

 

منذ ذلك التاريخ تركيا لن تدخل الأتحاد الأوروبي الى نهاية الزمان انتهى الامر , المبادىء التى أسسها أتاتورك في طريقها للزوال ، ولكن هذا ليس بالامر السهل , علمانية متأصلة في مؤسسات راسخة عتيقة ليس من السهل محوها بطرق فجائية او جبرية وبصرف النظر عما إذا كان الأنقلاب الأخير مدبراً من قبل النظام أو علم به النظام قبل وقوعه بفترة واقتنص الفرصة ليقوم بتطهير شامل لكل من يسبب له تهديداً بصرف النظر عن كل ذلك سوف ينشغل النظام الحاكم في تركيا عن جيرانة لفترة طويلة لأنه يواجه تناقضا بنيويا جوهريا في المجتمع ومؤسسات الدولة الرئيسية.

 

ولن يمر عام واحد او اقل وسوف نجد انقلابا اخر سوف يكون اكثر دموية من هذا الانقلاب , فعلينا أن نعلم نحن الشعوب العربية أن كل مايحدث لنا مكتوب سلفاً, قرره الزعماء والقادة وباركناه نحن بالطاعة فليس هناك متسع لدينا للأكتشاف فالمكان ضيق والزمن محدود نحن لا نريد الحرية فما يحدث الآن فى جميع الدول العربية ليس سعياً وراء الحرية كل هذه الحروب والدماء حباً فى المال والسُلطة الكل يريد أن يسيطر لنصرت ما يعتقد به سواء إعتقاد دينى أو طائفى أو حتى سياسي أنا لست على إستعداد لكى افقد عقلة من اصبعى مقابل الحرية ، سمونى عبدا او خانعاً سمونى ما شئتم من تسميات لكنى لا أؤمن بالحرية التى تأتى على الانقاض والجثث اذا كان ثمن الحرية ان يتحول الوطن الى انقاض والبشر الى اشباه بشر فما جدوى ومعنى تلك الحرية ؟ حرية الاشباح والمسوخ لا تليق بالشعوب الحرة .

 

 المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي، فهو يعبر عن رأي صاحبه .

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى