أعمدة

محمد فتحى | يكتب : عن الأطباء والخطاب وورد آية حجازى

محمد فتحي  يكتب  وزارة لشؤون الطفل!!

(1) بوضوح وبشكل مباشر: أنا #أدعم_نقابة_الأطباء، وأعتبر أن القرارات التى اتخذتها جمعيتهم العمومية قرارات محترمة تتعلق بحماية الأطباء من أى اعتداء، وأثمّن قرارهم بإغلاق عياداتهم الخاصة فى يوم الطبيب أو الكشف المجانى على المواطنين فى هذا اليوم، وأتمنى أن يحدث، إضافة لموقفهم المحترم من الامتناع عن تقديم أى خدمة بأجر. صحيح أتحفظ على الوقفات الاحتجاجية التى أعلنوا عنها، لا سيما بعد أن استغل البعض أمس لتصفية حسابات سياسية والظهور فى الكادر من جديد باسم ثورة مقبلة، أو تأجيجاً لصراع مع الداخلية، بل اصطاد البعض فى الماء العكر ليجرى مداخلات مع الجزيرة تؤكد أن الأمر يتعلق بإسقاط النظام العسكرى!! إلا أن «مجمل» ما حدث فى يوم «كرامة الطبيب»، كما أحب أن أسميه، يجب أن نبنى عليه.

– يجب أن نبنى عليه أن حماية الأطباء حق، يقابله واجبهم بالقيام بخدمة مرضاهم على أكمل وجه.

– يجب أن نبنى عليه أن الدولة يجب أن تسبق لتصبح فعلاً، لا رد فعل، وهو ما يعيدنا إلى السؤال الواجب عن الرؤية التى نفتقدها والتى تستطيع أن تنزع فتيل الأزمات قبل حدوثها.

– يجب أن نبنى عليه أن الأمر يجب ألا يصل لمرحلة الصدام مع «الداخلية»، كما يجب أن نبنى عليه أن الداخلية يجب ألا تتلكأ أو تتأخر فى محاسبة المقصر حساباً علنياً وفق القانون، لا وفق المزاج.

– يجب أن نبنى عليه أن القانون يطبق على الجميع دون اعتبار لشخص أو لمنصب أو لضغط رأى عام أو سوشيال ميديا، وأنه يجب أن يطبق على الفور وبشكل تلقائى لا بعد مكالمة تليفون.

– يجب أن نبنى عليه تطوراً فى تقديم الخدمات الصحية للمواطن، وإصلاح المنظومة بالكامل، فلا يزال دخول مستشفيات الحكومة فألاً سيئاً وتجربة مريرة، ولا يزال الانطباع عن دخول المستشفيات الخاصة أنه ذهاب بمحض الإرادة إلى مصاصى دماء.

– يجب أن نبنى عليه محاسبة المخطئ من الأطباء أنفسهم بقرارات صارمة من النقابة نفسها، وبدرجة رقابة داخلية تصل لنفس درجة الثورية التى تعاملوا بها مع إهانتهم من أمناء شرطة، لنطرح الفاسد من مجموع الشرفاء فتكون النتيجة طبيباً محترماً لا يزوّر تقريراً طبياً، ولا يتعامل مع الناس بتعال أو برود ولا يسرق فى الأجهزة ولا يتاجر مع شركات الأدوية.

– يجب أن نبنى عليه أن الانتفاض لحقّ طبيب يجب أن يتساوى مع الانتفاض لحقّ مواطن فى خدمة صحية متميزة تكفلها له الدولة، والأطباء.

(2) خطاب السيسى فى البرلمان كان خطاباً موفقاً. التزم الرجل بالنص ولم يجنح لحديثه العفوى المعتاد، وتحدث عن «الشعب» وعن «مصر» وعن «الأمل» و«المساحة المشتركة» والدولة «الديمقراطية»، بينما قاطعه النواب بالتصفيق 32 مرة!!!

بعكس خطاب رئيس مجلس النواب الذى بان عليه التأثر بأدبيات فتحى سرور وحقبة صفوت الشريف، مع «عبثية» ردود بعض النواب ومقاطعتهم للخطاب والتحية التى تشعرك أنك فى قعدة «فسحة» لا فى مجلس النواب، وهى من الأدبيات التى أتمنى أن نتخلى عنها يوماً ما، حتى لا يتحول الأمر، فقد كان المشهد «مخجلاً» -بعيداً عن مشهد البلالين فى الخارج- للدرجة التى خشيت معها أن يقول أحد نواب (الشعب): «المنحة يا ريس».

(3) اليوم يحتفل «الحبّيبة» بالفالانتاين بالورود والدباديب. أمس احتفل محمد حسانين بالفالانتاين مع زوجته آية حجازى خلف قفص محاكمتهما فى قضية عجيبة غريبة اسمها قضية مؤسسة بلادى، حيث يقضيان فترة حبس احتياطى على ذمة القضية المتهمين فيها بالاتجار فى الأطفال!!!

آية المصرية التى تم تحويلها لمحاكمة «عاجلة» بعد 320 يوماً من القبض عليها!! هى صاحبة فكرة «بلادى جزيرة الإنسانية» لإيواء أطفال الشوارع. وبعد القبض على أحد أطفال المؤسسة فى مظاهرة تم مداهمة الجمعية والقبض على آية وزوجها و«تأييف» لائحة اتهامات لطيفة، ولأنها تحمل الجنسية الأمريكية فقد نشرت الصحف خبراً عن «الأمريكية» التى تتّجر بالبشر، رغم رفض آية «المصرية» الاستعانة بأى محام أمريكى أو الضغط السياسى والدبلوماسى الذى نعرف أنه «بياكل معانا».

آية تحاكم فى قضية تموت فيها بالبطىء، لكنها ما زالت تحافظ على ابتسامتها، وإذا كان الرئيس بالأمس قد تحدث عن الأمل، فالأمل الحقيقى ألا يكون أمثال آية فى السجون.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى