أعمدة

محمد فتحى | يكتب : عن الألتراس وسعاد!!

محمد فتحي  يكتب  وزارة لشؤون الطفل!!

سأغض الطرف عن الأحداث القدرية التى حدثت فى يوم واحد، حيث كان القدر رحيماً فتم إخلاء سبيل إسراء الطويل لظروفها الصحية التى اكتشفوها بعد 200 يوم من القبض عليها، على ألا تتحرك من منزلها إلا لزيارة الطبيب، وتم التصديق من وزير الداخلية على إرسال قوافل طبية للسجون لمراجعة الحالات المرضية، وفى نفس اليوم أفرج عن نحو 80 من المقبوض عليهم فى سجن العزولى الحربى، وتم نقل رئيس جهاز الأمن الوطنى ونائبه، واعتذر أحمد موسى لخالد يوسف لإذاعته صوراً انتهكت الحياة الشخصية على هامش قضية منظورة أمام القضاء، مؤكداً -بخشوع وورع- أنه سيقف بجانبه، وأنه جدع!!

سأتجاهل تعليقات وتحليلات السوشيال ميديا، وأتفهم عدم تحليل الأمر فى برامج التوك شو، وأقف احتراماً لاستقبال الرئيس السيسى لأهالى الشهداء، داعياً إياه إلى لقاء أسبوعى أو شهرى مع أهالى الشهداء، كل الشهداء، ليرسى بذلك تقليداً محترماً لا يوفيهم حقهم، لكنه (يطبطب) على ذويهم.

سأؤجل الحديث عن حركة المحافظين التى تأخرت، وأحيى محافظة الإسكندرية بالإنابة التى فهمت الفولة، وعرفت أن الحركة قريبة، فقامت بجولة مفاجئة لإحدى المدارس، لتشخط فى مدرّسة أمام طلابها: «أنا مش ميس ولا زفت»، وبالطبع كانت الكاميرا ترافق سيادتها لتنقل لنا ما تقوم به من أعمال جليلة لخدمة الوطن، ولن أتدخل فى نوايا سيادتها (اسمها سعاد على ما أعتقد وهى طبيبة بيطرية فى الأساس وهو ما يجعلنا نتساءل عن معيار اختيارها مع تقديرنا للبيطريين ولكل الأطباء).

لن أتدخل فى الفضائح التى تتوالى على السوشيال ميديا بين بعض الحقوقيين الذين يهاجمون بعضهم البعض، أو يتاجرون بوقائع غير مثبتة ضد بعضهم البعض، ليبدو المنتج النهائى لبعضهم عند المتابع العادى غير المثقف أنهم مثلهم مثل غيرهم، بتوع مصلحتهم لا أكثر ولا أقل، ولن أخوض فى أعراض، أو آتى بسيرة فضائح منشورة لأن كل ما أرجوه من إثارة هذا الموضوع ليس التشكيك فيهم، وإنما دعوتهم ليدركوا أن فى بيتهم الحقوقى مصائب يجب أن تُحل بالتوازى مع ما يحاولونه من حلول لمشكلات الناس والمطالبة بحقوقهم.

سأقف فقط أمام ظاهرة الماضى المستمر التى لن تنتهى على الأرجح لأن كل أطرافها على عنادهم، لا يريدون أن يفهموا فقه الواقع، ولا أقصد هنا الثورية، أو الداعين للصدام مع النظام السياسى، أو حتى هؤلاء الذين يعتبرون النزول ضد السيسى فى 25 يناير المقبل عودة للثورة إلى الميدان، لكن أقصد تحديداً الألتراس. الشباب الذى سيشتعل لينفجر ما لم تتم معالجة الأمر بحكمة، والواقع يقول إن التعامل الأخير من الداخلية فى أزمة احتجاز الألتراس للاعبى النادى الأهلى فى فندق إقامتهم كان حكيماً على غير العادة، ولم يحدث الصدام الذى رجاه البعض، وخفنا منه جميعاً، ولم يدرك الألتراس أنهم فى هذا اليوم، مهما ظنوا أنهم أوصلوا رسالة، فقد خسروا رصيداً كبيراً، ليوقعوا بأنفسهم فى فخ اعتبارهم مجموعة من البلطجية وقطّاع طرق، وهم أبعد ما يكونون عن ذلك، لكنه (العند) الذى يصل لدرجة الغباء، وهو نفس العند والغباء المميز لخصومهم، والذين يصرون على التحريض عليهم لدرجة تهديدهم بالقتل.

كل ما أعرفه وأذكره أن رئيس الدولة حاول قبل عام أن يحتوى هذه المجموعة، وأن يحتضنها، مؤيداً الحوار معها بعيداً عن الصدام، وأنه لا يزال يرحب بالأمر، لكن ما أراه هو (عِند) غير مبرر من الألتراس، وتصرفات تتسم (بالرعونة) تُمكّن منهم كل قطاع الطرق الذين يريدون إلقاء مزيد من الحطب فى النيران التى ستلتهم الجميع.

لدى الدولة مشروع لعودة الجماهير وتأمين الاستادات، ولدى الدولة مشروع آخر لمشاركة الألتراس فى إدارة المباريات من خلال شركة خاصة، يكسبونهم فيها بعيداً عن أى صدام، لكن لا الألتراس يستجيب أو يعطى إشارة جيدة، ولا الدولة تجد إلا من يقوم بتسخينها فى الإعلام.

الكرة فى ملعب الألتراس وحدهم، وعليهم لفظ الخبيث منهم، والتعامل بحكمة تليق بالموقف، لا بغباء سيضيع الجميع.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى