رأي

محمد فتحي الجابري | يكتب : الإعتزال

محمد فتحي الجابري

الشِعْرُ يُصْلبُ فوقَ ظهْرِ سطورنا

والعجزُ يدخلنا بلا استئذانِ..
ما كنتُ أُدركُ أننا لا شيئ إلا

نقشاً على الأمواجِ أو

قـبَساً من النيرانِ.

اليومَ يتضحُ الطريقُ

فكمْ خسرتُ

وكمْ تعبتُ

وكمْ غرقتُ بأضيقِ الخُلجانِ.

اليومَ تهجرني القصيدةُ للنوى

لأكونَ وحدي في الهوى

شيئاً بلا عُنوانِ.

****

ياقارئي شعري ويا مَن تسمعون حكايتي

إني وشعري كالخرافاتِ التي

غرقت علي شطآنها أسرابُ طيرٍ مُثملةْ.

وقصيدتي تعويذةٌ ملعونةٌ

فيها ضلالاتُ الهوى

فيها مفاتيحُ الجنونِ كما بها

حِملٌ على ظهر الدُّنا ما أثقلهْ.

إني أخطُّ هواجساً كخيالِ شِعرٍ كافرٍ

مملوةً بالشوقِ والولعِ الذي

  قدْ عذّبَ القلبَ الذبيحَ وأهملهْ.

****

ألحدتُ عن دين القصيدةِ وارتضيتُ خطيئتي

فالشعرُ أجهدني وغيّرَ قِبْلتي

يامعْشرَ الشعراءِ أنتمْ تائهونَ على الورقْ.

تلك الحروفُ بأضلعي

كرذاذ بحرٍ مُتعبٍ

والبحرُ يخشى في الخفاءِ من الغرقْ.

ياكل أنثى قدْ رسمتُ عيونَها بقصيدةٍ

قدْ كان شِعْري كالدواءِ مُسكّناً

والجُرحُ دوماً لا يطيبُ ويحْترقْ.

****

ماذاجنيتُ من الهوى؟؟

قلباً يعودُ متوّجاً بالشوكِ والإذلالِ.

وجهاً يلمُّ شتاتَ  دمعٍ تائهٍ

حُلماً يظلُّ مُعلقاً بخيالي.

ماعادَ في قلبي مكانٌ للهوى

قدْ سَرْطنَ العشقُ الخبيثُ جميعَ أوصالي.

*****

أُنثى تجرّ وراءها أنثى
علي عتباتِ قلبٍ منهكٍ
والجرح بعد الجرح في مشواري.
كل الذي في الجوف ظل قصيدةٍ
لم يشفِ شعري نصف مواجعي
أو يمحو عاري .
اليوم تجتمعُ الهزائم كلها 
ما عدتُ أقدرُ أن أكون مغامرا
عميت من العزفِ اليتيمِ عيونُ أوتاري .
يا مَن أتت 
ترجو من القلب الجبان تجرءا
عيناكِ أروعُ ما يصادفُ شاعرٌ
لكنني
قد ضقتُ ذرعا بالعشقِ والأشعارِ.
فالعشقُ أصبحَ في الحياةِ مُهلهلاً
والشعرُ أعلنَ في النهايةِ عجزهُ
واليوم أرحلُ في صدى أفكاري.

بقلم | محمد فتحي الجابري

 

المصدر | الشرقيه توداي

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى