مقالات القراء

محمود مطر| يكتب: الجدال الأخير في مدينة الموتي

محمود مطر| يكتب: زهايمر في زمن الحروب

في الصباح الباكر شعرت أنني أريد أن أكتب مقالة جديدة فجلست و بدأت أستجمع أفكاري وأرتبها، وبجانبي فنجان من القهوة ليساعدني علي الإبداع،فجأة و بدون مقدمات وجدت رسالة علي الايميل الخاص بي من صديقي الذي سافر قريبا إلي بلاد ما وراء النهر لكنها كانت رسالة غامضة بعض الشيء .

حيث قال فيها أنه وجد متحفاً مشهوراً في المدينة لكنه غريب جدا و يطلق عليه لقب مرعب وغامض وهو مدينة الموتى فقرر أن يزوره وقال لي أنه أخذ يقرأ كل المعلومات عن هذا المتحف حتي أخبره أحد العاملين به أن هذه المدينة موجودة بالحقيقة وأن موقعها ليس بعيد عن المتحف .

وأخبره أنه لو أراد زيارة المدينة فليستعد غدا قبل شروق الشمس لأن بوابة المدينة تغلق أبوابها بعد شروق الشمس مباشرة هنا تعجب صديقي وبدأ الذهول يسيطر عليه ولكنه كان قويا ويمتلك قلبا جرئا فقرر المخاطرة بالذهاب الي مدينة الموتي وقرر إرسال رسالة لي عن طريق البريد الالكتروني يخبرني فيها برحلته الي المدينة المجهولة و أنه متشوق جدا رغم أنها قد تكون هذه رحلته الأخيرة.

لا أعلم لماذا لم تثير هذه الرسالة فضول عقلي غير أننا ولكثرة أفلام الرعب ومصاصي الدماء استوقفتني جملة ( أن بوابة المدينة تغلق ابوابها بعد شروق الشمس مباشرة ) هنا دخلت إلى محرك البحث جوجل وبحثت عن المتحف الغريب والغامض وبدأت اجمع معلوماتي واتصل علي هاتف صديقي الذي أغلق ولم يعد متاحا هنا بدأ التوتر الشديد خوفا علي صديقي وزاد قلقي وظللت أجمع كل المعلومات المتاحة حتي وجدت أن المدينة حقيقية بالفعل.

وأن بعض الناس قد خاضوا تجربة الدخول إليها لكنهم خرجوا منها بتغييرات كبيرة في تفكيرهم ربما أصابتهم مشكلة عدم الاتزان العقلي وأصبحوا أشخاص أكثر إثارة للجدل.

حتى أنني شاهدت فيديو لشاب دخل إلي تلك المدينة منذ سنة يتحدث فيه عن المخاطر ورحلته المليئة بالفانتازيا والهلوسة حتي أنه بعد أن خرج من المدينة لم يعد كما كان بل أصبح يحدث نفسه ويستغرب من تصرفاته التي أصبحت تميل الي الجدال بعد الهدوء وأصبح لا يناقش ويصر علي رأيه بعد أن كان يؤمن بمبدأ الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .

في رحلة زمنية بسيطة نعود الي الواقع وتعتقد هنا أنها قصة حقيقية بل إنك تتساءل أين النهاية وتعتقد أنك امام كاتب لايدري ماذا يكتب وانه متأثر بالدراما وأن الفانتزيا سلبت عقله ! وربما يقول أحدهم و لماذا دائما تكتب في البداية قصة ثم لاتنهيها لماذا هذا الخيال لماذا لا تتحدث عن الواقعية في البداية ولماذا ؟ ولماذا ؟! لابد لك ان تعلم ان عنوان المقال مرتبط ارتباط وثيق بأحداثه فهما لا ينفصلان وأن بداية القصة ترتبط بالنهاية إن كنت تقرأ حتي نهاية المقال وهي الملخص الذي أريد أن أوصله لك في النهاية .
هناك مقولة مفادها أن الجدال لا يثير أي عقل بل إنه يستهلكه ويجعله كالميت وأن كثرة الجدال ربما تأخذك إلي منعرجات خطيرة وقد تحولك إلي شخصية غير مرغوبة شخصية بعيدة كل البعد عن نفسك التي كنت تعرفها لذلك لابد أن تكون حذرا من أي نقاش أو جدال عقيم أنت في غني عنه لأنه لن يقدم أو يأخر لا فائدة منه صدقني لقد دخلت مئات النقاشات والجدال العقيم ولم أصل الي شئ لم أفز بجائزة ولم أحصل علي معلومة بل فقدت أناس كانوا قريبين مني بسبب هذا الجدال .

أخيرا هناك مقولة أخيرة وهي (كثرة النقاشات في يومك تستهلك طاقتك جسدياً وعقلياً وتجعلك تحت ضغط التفكير الزائد عن اللازم٫لذلك تعلم كيف تنسحب من النقاشات السخيفة دائماً ! ) حاول أن ترتاح وتريح عقلك ستصل لمرحلة من السلام النفسي صدقني لم يبقي في العمر وقت للسخافات المرهقة او الجدال العقيم لذلك عليك الانتصار لعقلك ولذاتك وجلب السكينة والراحة لهم .

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى