كتب | أحمد سمير – سامح المصري
«الداخل مفقود والخارج مولود» جملة باتت شعار المستشفيات الحكومية في مصر السنوات الأخيرة، حيث تعاني المستشفيات الحكومية من الإهمال ونقص الامكانيات وغياب الضمير، فعندما يصاب المواطن البسيط بأي مريض يكون له خيار من بين اثنين، إما أن ينتظر قضاء لله ليخفف عنه آلامه، أو يذهب لعيادة خاصة فالغالب لا يملك ثمن الكشف فيها بسبب ظروف المعيشة القاسية.
حيث يعتبر ملف الصحة من أكبر التحديات التي تواجها الحكومة المصرية في الوقت الحالي، ولو اعددنا قائمة مسجل بها المحافظات التي يوجد بها مشاكل متعلقة بالصحة، ستجد محافظة الشرقية على رأس تلك القائمة، حيث تشهد المحافظة تردي في الخدمة الطبية ونقص امكانيات.
مستشفى الزنكلون بالزقازيق مقبرة للأحياء وأطباء بلا دواء
على بعد 5 كيلو مترات عن مدينة الزقازيق، توجد قرية «الزنكلون» التابعة لمركز الزقازيق والتي يبلغ عدد سكانها 80 ألف نسمة، وتعد أكبر قرى محافظة الشرقية، تجد أهالي القرية يعانون من سوء الخدمة الطبية بمستشفى القرية، فضلا عن تحويل المستشفى من مستشفى قروي يوجد بها جميع الخدمات الطبية، لوحدة صحية غير قادرة على خدمة أهالي القرية.
رصدت «الشرقية توداي» معاناة أهالي القرية، حيث وصفت إحدى سيدات المنطقة أن الحالة الموجودة عليها المستشفى بالأقل من السيئة، مشيرة أن المستشفلى تعاني نقصا حادا في العديد من التخصصات الطبية في مقدمتها الأطفال، قائلة عند مرض أطفالنا نذهب بهم للمستشفيات بالزقازيق.
وتابعت: يتردد على المستشفى آلاف المرضى الذين يقابلون بمعاملة سيئة، ولا تجد أدنى اهتمام من الفريق الطبي، وإذا حالفك الحظ وأجريت الكشف داخل المستشفى تلجأ لشراء الدواء من الخارج لنقص الأدوية بالمستشفى.
أموات على طريق الزنكلون الزقازيق
وقال أحد سكان القرية: عند حدوث حادث بالقرية لا يتم نقلها لمستشفى الزنكلون لعدم وجود استقبال طوارئ، ويتم نقلها بالاسعاف لمستشفى الأحرار أو مستشفى الجامعة بالزقازيق، وغالبا ما تغادر الضحية الحياة في الطريق قبل الوصول للمستشفى.
وقال آخر: أن المستشفى في البداية كانت مقامة لتقديم خدمة صحية متكاملة لأهالي القرية، وتقدم جميع التخصصات الطبية، ولكن تحولت في السنوات الأخير لوحدة طب أسرة تقدم بعد الخدمات للأمهات والأطفال من تطعيم وخلافه، مشيرا إلى أن المستشفى تعاني من نقص الأسرة، فكثير من المرضى عند دخول المستشفى يلجأون للنوم على الأرض لإجراء الكشف أو تركيب المحلول.
تهريب أجهزة المستشفى
وكشف أحد شباب القرية أن المستشفى كان يوجد بها العديد من الأجهزة الطبية، لكن تم نقلها على مرئى ومسمع من الجميع لمستشفى القنايات، مشيرا أن القرية لايوجد بها أيضا عربة إسعاف وعند حدوث تعب مفاجئ لأحد أبناء القرية يتم نقله بالعربات الخاصة أو التوك توك.
وأضاف: لم يقم أحد من القائمين على ملف الصحة بمحافظة الشرقية بزيارة القرية منذ ما يقرب من 6 سنوات، مؤكدا أن القرية لا توجد على الخريطة أمام المسئولين وسكانها في تعداد الاموات.
أهالي القرية يستغيثون بالرئيس السيسي
«ظلمنا فتظلمنا فزاد الظلم علينا» بهذه الجملة أختتم أحد المواطنين، حديثه موجها استغاثته لرئيس الجمهورية بسرعة التدخل لحل مشكلة المستشفى بالقرية، لعلاج الأطفال الصغار الذين لايجدون مأوى لهم عند مرضهم، وطالب المحافظ اللواء «خالد سعيد» بالنزول للقرية لرؤية مشاكل المواطنين بعينه والعمل على حلها.
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
