أعمدةمقالات

مصطفى حامد | يكتب : المعجزة

المعجزة شىء خارق للعادة كما هو معلوم و خاصة لمن عايشوا حدوث ذلك الشىء و ليس شرطاً أن تستمر المعجزة فى خرقها للمعتاد و المألوف بل من الممكن أن تصبح ضمن ذلك المعتاد مع الوقت و لكن تحقيق المعجزه يكون وقت حدوثها وعلى هذا المعنى السابق.

أردنا توضيح الفرق بين معجزات الرسل و الأنبياء وبين معجزة القرأن الخاصه بأبا القاسم صلى الله عليه وسلم و أول تلك الفوارق أن معجزة الرسل السابقين كانت معجزات حسيه يراها من تزامن حدوثها وقت حياته وتنتهى بانتهاء الهدف منها دون رجعه و بوفاة النبى المؤيد بها و ثانى تلك الفوارق أن تلك المعجزات كانت مرسله لقوم دون غيرهم مقتصره فقط على القوم المبعوث فيهم الرسول المنزله عليه تلك المعجزة لتأييده و نصره كما أشرنا و.

ثالث تلك الفوارق أن الرسل السابقين كانت معجزاتهم شىء و منهجهم شىء أخر ولكن القرأن الكريم كمعجزه يختلف تماما عن ما سبق فهو منزل لكل البشر أجمعين غير مرتبط بفئة خاصة منهم منزل فيهم و لهم و كفى بل هو منزل لكل الناس إلى قيام الساعة معجزة لا تنتهى بوفاة النبى و دورها ممتد أبداً غير مرتبط بزمان أو مكان يحوى بداخله على كافة الإجابات يتطابق مع أى تقدم علمى و أى تقدم روحانى غير جامد صلب بل يحتمل كافة التفاسير كمنهل علم لا ينتهى و منبع لا ينضب .

فالقرأن الكريم المعجزة و المنهج مع بعضهما البعض لا يأتيه الشك أو الريب أبدا كلام الله المنزل على عبده خير خلق الله صل الله عليه و سلم ولنا هنا قصة تثبت ببساطه ما ذكر خاصة بموضوع الشك فقد كانت أيات القرأن لا تكتب و لا تدون إلا إذا شهد لها رجلين فهكذا كان القياس و التأكيد إلا آية واحدة و هى قول الله عزوجل ( من المؤمنين رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا ) .

شهد لها فقط خزيمة بن ثابت الأنصارى و على طريقة القياس المذكوره فتلك الأيه لا ينبغى أن تدون فقد شهد لها رجل واحد فقط و لكن هيهات أن يأتى القرأن الشك أبدا فمن ذا الذى شهد على تلك الأيه أنه ذو الشهادتين الذى قال فيه الرسول صل الله عليه و سلم من شهد له خزيمة فحسبه أى أقر له الرسول بأن شهادته بشهادتين وهذا ليس عبثا بل فقد حدث أن إبتاع سيدى رسول الله صل الله عليه وسلم فرسا من أحد الأعراب و أسرع كى يقضيه الثمن و لكن تحدث أخرين مع الأعرابى لشراء الفرس و تبادل الأعرابى معهم النقاش و قال للرسول صل الله عليه وسلم إن كنت مبتاع هذا الفرس و إلا بعته فرد الرسول صل الله عليه و سلم أوليس إبتعته منك و لكن رد الأعرابى ما بعتكه فقال له النبى صل الله عليه و سلم بلى قد إبتعته فرد الأعرابى هلم بشاهد فقال خزيمة أنا أشهد أنك بايعته و بعد أن إنصرف الناس قال رسول الله صل الله عليه و سلم لخزيمة بم تشهد فرد خزيمة بتصديقك يا رسول الله وعلى هذا أجاز الرسول الله صل الله عليه وسلم لخزيمة أن تكون شهادته بشهادتين و بذلك تأكد القياس بالنسبة لهذه الآية.

فالقرأن الكريم أعزائى القراء لا ينتهى الحديث عنه أبدا فمن لحظة للأخرى يتجدد و يذهل كل من تبعه بالفحص و الدرس فهو كما أشرنا معجزة الزمان لكل العالمين يحوى كلمات تنفع كل زمان و مكان لا تتعارض أبدا مع علم أو تعقل بل هو الحق الملىء بالأيات الكونيه و الأخرى النفسيه كى يصدق العلم و يؤيده .

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى