أخبار العالم

«مطيعة»: استوقفت موكب الرئيس بصرخة استغاثة «عايزاك ياريس»

%C2%AB%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B9%D8%A9%C2%BB %D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%81%D8%AA %D9%85%D9%88%D9%83%D8%A8 %D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3 %D8%A8%D8%B5%D8%B1%D8%AE%D8%A9 %D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D8%A7%D8%AB%D8%A9 %C2%AB%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D9%83 %D9%8A%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3%C2%BB

لم تهنأ بالنوم، حينما علمت بزيارة الرئيس لأسوان، تيقنت أنه الوحيد الذى سينتصر لقضيتها العادلة، حقها فى العلاج من مرض السرطان، وكشف الفاسدين الذين تلاعبوا بأموال الدولة واستولوا عليها لأنفسهم.. كانت تلك هى معركتها منذ وصول الرئيس لأسوان، اعتادت على الاستيقاظ مبكراً لملاحقة موكب الرئيس خلال تنقله من مكان لآخر، كانت تهرول وراء سيارات الرئاسة، صارخة، عله يسمعها، ولم تيأس من التشديدات الأمنية التى منعتها من تحقيق مرادها، مصرة على مقابلة السيسى حتى لو كلفها ذلك حياتها.

مطيعة مصطفى محمود، 47 سنة، متزوجة ولديها 4 أبناء؛ ولدان توأم وبنتان، ومقيمة بمنطقة عمارا السد العالى بكيما لدى والدها وتقيم داخل حجرة مع زوجها وأبنائها، وتعيش على معاش مبكر لزوجها أكرم حمادة محمد.. نحتت الهموم علاماتها على وجهها الأسمر، وجسدها الهزيل، دموعها لا تفارق عينيها بسبب الظلم الذى تعرضت له، إثر عدم تمكنها من حقها فى العلاج على نفقة الدولة، وقيام الفاسدين باستصدار قرارات من وزارة الصحة باسمها دون أن تستفيد منها، ليستولوا على قيمتها لأنفسهم.

حلم مطيعة الذى راودها كثيراً، كان استعادة كرامتها بلقاء الرئيس، لتشكو له كيف تعرضت للظلم، وتكشف له الفاسدين، تابعته منذ لحظة وصوله إلى مقر إقامته بكورنيش النيل للمشاركة فى المؤتمر الوطنى للشباب بأسوان خلال يومى 27 و28 يناير الحالى، كانت تهرع خلف موكب الرئيس كلما ذهب إلى أى مكان فتمنعها الحراسة الأمنية من لقائه، وخلال متابعة ابنتها الصغيرة للقاء الرئيس بالشباب وطلبه زيارة منطقة عزبة النهضة لمتابعة أعمال محطتى صرف كيما «1، 2»، قالت الطفلة لوالدتها: «يا ماما الرئيس هييجى عندنا فى محطة الصرف».

ارتدت «مطيعة» عباءتها وركضت لتصل إلى عزبة النهضة، فكانت العقبة فى التعزيزات الأمنية، إلا أنها روت للحراس مأساتها قائلة «أنا كده كده ميتة، أموت من المرض أو أموت برصاصة بس لازم أقابل الرئيس»، وفاجأت الجميع بصعودها على كرسى صارخة بأعلى صوتها «عايزاك يا ريس».. وأضافت مطيعة: «بالفعل وقف موكب الرئيس ونزل من سيارته ونادانى وفى هذه اللحظة لم أدر بنفسى غير والحرس الشخصى للرئيس بيسندونى وأنا مش عارفة بقول إيه غير لما حضنت الريس بعد ماشرّبنى الميه بإيده.. كنت حاسة إنى بحلم وطلبت منه إنه يرد كرامتى أمام نفسى وأولادى ومصر كلها ومكنتش عايزة علاج لكن لازم يقضى على الفساد».

وتابعت قائلة: «أنا مريضة أورام منذ عدة سنوات وتم استخراج قرار علاج على نفقة الدولة وسحبوا منى عينة بتاريخ 2 فبراير 2001 وأفادت نتيجة العينة بأنى أحتاج لعلاج أورام وليس كيماوى وهذا العلاج مش موجود فى أسوان ويحتاج للسفر للقاهرة وبالفعل تم تغيير علاجى للقاهرة فى منتصف يونيو 2001 وتوجهت للقاهرة وتم رفض التعامل معى وطلبوا منى قرار علاج على نفقة الدولة، وفوجئت خلال مراجعة المجالس الطبية المتخصصة بصدور قرار علاج على نفقة الدولة باسمى بقيمة 3 آلاف جنيه، رغم أنى لم أتقدم للمجلس قبل ذلك بأى قرار، واكتشفت أن هناك من يقوم بتزوير تلك القرارات وصرف قيمتها لنفسه، وبعدها قام الفاسدون بتخصيص 3 آلاف أخرى لقرار جديد، وحينها لجأت إلى المحافظ اللواء سمير يوسف حينذاك ورفض التعامل معى، واشتكيت فى النيابة الإدارية والرقابة الإدارية ولم أجد من ينصفنى، فطلبت من النيابة عرضى على الطب الشرعى ومحدش اهتم بى لأنى ست غلبانة ومكانش لى ظهر».

وأضافت أن الفاسدين استصدروا عدة قرارات علاج على نفقة الدولة مزورة باسمها، ولم تستفد منها شيئاً، كما قاموا بصرف علاج بقيمة 1500 جنيه كعلاج كيماوى أورام مخ وتسلمه مدير إدارة قومسيون أسوان الطبى، لافتة إلى أنها لجأت للصحف ووسائل الإعلام لفضح الفاسدين، الذين بدأوا فى تهديدها وطالبوها بالتنازل عن البلاغات ونشر تكذيب فى الصحف، مضيفة: «اتصلوا عليا من تليفون عام تم تحديده من الغردقة، ومنذ هذا الوقت ومع عدم اهتمام المسئولين كان لازم أخاف على شرفى وشرف عائلتى البسيطة لأنهم هددونى بهتك العرض، وتركت الموضوع، لكنى بدأت أحس بآلام وعرفت أن عندى ورم بأوردة الساعد الأيمن ومعايا قرار لجنة ثلاثية من مستشفى أسوان الجامعى وتوجهت للمحافظ فى 20 يونيو الماضى، وكعادة الأمن رفض طلبى فهددتهم بسرنجة إنى مريضة بفيروس سى والحقنة بها بعض دمائى، وعلشان بيخافوا على صحتهم سابونى أقابل المحافظ، وفى البداية المحافظ كان مهتم وقال أحوّل المسئولين للنيابة العامة وأمر بسفرى للقاهرة للعلاج بمعهد ناصر حتى لا يتم بتر ساعدى الأيمن، وبصراحة لم يحدث شىء من هذه القرارات وتم ضرب أوامره عرض الحائط، وبعد كده حاولت تانى وأمر بتحويلى للحسابات وقالوا لى إن المحافظ رفض وملكيش علاج عندنا».

وأوضحت أنها تلقت مكالمة هاتفية من الدكتور أحمد عماد الدين راضى وزير الصحة، أمس بعد لقائها الرئيس، وقالت مطيعة والدموع تملأ عينيها من الفرحة «أنا عايزة أقول للرئيس عبدالفتاح السيسى إن كلمات الدكتور أحمد عماد وزير الصحة بالنسبة لى حلم ومش قادرة أصحى منه من حلاوته وجماله، لأنه كلمنى وقال لى بالنص إن سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى أمرنى شخصياً إنى أتفرغ ليكى وأنتظرك فى المطار، وهيكون عندك بكرة الصبح سيارة إسعاف تاخدك من البيت وتنقلك لمطار أسوان الدولى وهكون منتظرك فى مطار القاهرة، وهنستضيفك فى دار الشفاء وهكون مرافق لكى وهيتابعك طبياً أكبر نخبة من أطباء واستشاريين من مستشفى عين شمس التخصصى ومتخافيش من أى حد، وأنا كان ردى: أنا مش خايفة من حد ومعايا ربنا وبعد كده الرئيس السيسى ومش هنخاف من حد فى عهده وتحيا مصر ويعيش الرئيس السيسى لنا، وربنا يحميه وينصره على من يعاديه».

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى