أخبار الشرقية

مقابلة الشهيد الحي ايمن حسن بالشرقية

مقابلة الشهيد الحي ايمن حسن بالشرقية

متابعة | فتحية الديب

ربما لا يعرفه الكثيرون رغم أنه يعيش بيننا, بطل وشهيد حى قتل 21 جنديًا إسرائيليًا وأصاب 20 آخرين عام 1990؛ بسبب مجزرة الأقصى وقبلها إهانة العلم المصرى, ودفع سنوات شبابه ثمنًا لبطولته, وظل يعانى حتى رأى فجر ثورة يناير.

أنه الشهيد الحى أيمن حسن، ابن محافظة الشرقية، الذى قتل وأصاب أكثر من 40 جنديًا إسرائيليًا بمنطقة رأس النقب، وعاد ليسلم نفسه ويقضى فى السجن 10 سنوات خرج بعدها سنة 2000؛ ليجد أمن الدولة له بالمرصاد.

“كايرو دار” زارت البطل أيمن حسن فى منزله بقرية الرحمانية بأبو كبير شرقية،

حيث ولد أيمن محمد حسن الشامى فى الثامن من شهر نوفمبر سنة 1967 لأسرة بسيطة من أب يعمل موظفًا بشركة شرق الدلتا، وحصل على الابتدائية بمدرسة عمر بن عبد العزيز بالزقازيق، ثم التحق بالمعهد الإعدادى الأزهرى، وحصل على الثانوية الأزهرية، والتحق أيمن بالخدمة العسكرية عام 1988 بقطاع وسط سيناء موقع منطقة رأس النقب، وكان عمره 22 سنة، وقضى من خدمته عامين و7 شهور, وخلال الـ 3 شهور المتبقية من خدمته، استفزه أحد الجنود الإسرائيليين، حيث مسح حذاءه بالعلم المصرى فبادر أيمن بإطلاق النيران ليقتل 21 جنديًا إسرائيليًا.

يقول أيمن لـ”كايرودار”: “التحقت بالخدمة العسكرية، وقضيت 13 شهرًا فى الحراسات الخاصة، وفى الأشهر الثلاثة الأخيرة من فترة خدمتى، ارتكب الاحتلال الصهيونى مجزرة المسجد الأقصى وخلال هذه الفترة، كنت أقف على نقطة العلامة الصفراء 82 التابعة لرأس النقب, وكنت أشاهد استفزازات الجنود الإسرائيليين يوميًا، حيث قام أحدهم بمسح حذائه بالعلم المصرى, وبعد أحداث مجزرة الأقصى زادت رغبتى فى الانتقام فبدأت فى التدريب لمدة 46 يومًا وعمل دراسة لتحركات أتوبيس رأس النقب الإسرائيلى، والذى كان يمر كل 6 أيام من على الحدود داخل العمق الإسرائيلى مؤمنًا بدوريات إسرائيلية.

وحاولت الوصول للثغرة التى أستطيع من خلالها تنفيذ خطتى، فقمت بمغافلة الجنود المصريين والضباط أثناء مشاهدتهم التلفاز، وتمكنت من الحصول على 450 طلقة، ونجحت فى عبور الأسلاك الشائكة على الحدود يوم 21-11 1990، ونجحت فى اختراق خمسة كيلو مترات داخل الجانب الإسرئيلى، وجاءت اللحظة التى شاهدت فيها الأتوبيس يحمل أفرادًا وجنودًا وفنيين وطيارين إسرائيليين بمطار النقب العسكرى، فقمت بإطلاق الرصاص عليه، فقتلت 21 إسرائيليا وأصابتنى طلقة سطحية بفروة الرأس.

وأضاف : ” تمكنت من الوصول للمنطقة المركزية، وقمت بتسليم نفسى، فتمت محاكمتى عسكريًا وحكم علىّ بالسجن 12 عامًا مع الأشغال الشاقة، فقضيت بالسجون المصرية 10 سنوات، وأفرج عنى عام 2000 لحسن السير والسلوك”.

ويكمل الشهيد الحى كما يلقبه أهل قريته: “توفى والدى فى نفس اليوم الذى خرجت فيه من السجن ثم وجدت نفسى محاصرًا من أمن الدولة، وفشلت فى الحصول على فرصة عمل؛ بسبب مطاردة أمن الدولة، ولكنى تنفست الهواء النقى بقيام ثورة 25 يناير، لتعيد إلى ماسرقته الأيام, كما حصلت على فرصة عمل بمجمع محاكم مجلس الدولة بالزقازيق الذى تم بناؤه مكان “الحزب الوطنى”.

ولم يكن أيمن هو البطل الوحيد فى أسرته، وهو ما أكده جده الحاج محمد الشامى 77 سنة، والذى أشار إلى أنه فقد ابنه الأكبر مصطفى عم أيمن فى حرب أكتوبر، كما أن ابنه الأصغر عطية شارك فى حروب الاستنزاف، وهو ما جعل أيمن شديد العداء للصهيونية، وكان يداوم فى صغره على زيارة متحف أحمد عرابى، وشاهد مجزرة شهداء بحر البقر، وأضاف الجد أن الرئيس السابق مبارك هو الذى أمر بمحاكمة أيمن أمام القضاء العسكرى.

وأكد محمد الشامى، عم أيمن أن أسرته لاقت أشد أنواع التعذيب من قبل أمن الدولة، حيث تم اعتقال أحمد شقيق أيمن لمدة 13 سنة، وتم حرمان جميع أفراد العائلة من العمل بالقطاع الحكومى والالتحاق بالخدمة العسكرية.

المصدر 

مقابله مقابله 2 مقابله 1

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى