مقالات القراء

مقالات القراء | أحمد حافظ يكتب : التقديس و الخط الاحمر

دائما ما كنت ارى التقديس آفه فى الشعب المصرى من ايام الفراعنه الى الان

و تجلى هذا بوضوح فى الثلاثين سنه الماضيه عندما كان هناك فاسد يحكمنا يطلق عليه محمد حسنى مبارك

دائما ما كنت ارى كثير من الناس يرفضون نقد حسنى بوصفه الاب للشعب فهو مقدس و هو خط احمر لا يجوز الاقتراب منه

قالها عمرو اديب فى احد لقاءاته قبل الثوره ان مبارك خط احمر لا يمكن الاقتراب منه بل يصل الامر بشخصيه مثل نبيل لوقا بباوى ان يقول فى انتخابات الرئاسه ان حتى الاجنه فى بطون امهاتهم يؤيدون الرئيس مبارك

و كأنه نبى مرسل او رسول معصوم من الخطأ

و عندما حاول البعض كسر هذا التابو و الهاله المقدسه حول مبارك مثل ابراهيم عيسى عندما تكلم عن اصابته بالمرض و تعرضه لوعكه صحيه تعرض للسجن و الاضطهاد بل وصل الامر بشيخ الازهر حينها ان يقول انه يجب ان يطبق عليه حد القذف و يجلد

و كأنه قام بسب الذات الالهيه و لم يتحدث عن انسان عادى يمرض و يموت مثل باقى البشر

و كنت اظن اننا تحررنا من مفهوم الخطوط الحمراء و تقديس الاشخاص عندما قامت ثورة 25 يناير المجيده ليتحرر الشعب من طاغيه حكمنا بالحديد و النار ثلاثون عاما ذقنا خلالها جميع انواع القهر و التعذيب و استشرى الفساد فى الوطن مثل النار فى الهشيم

و لكننى فوجئت بعقدة التقديس و الخطوط الحمراء تعود مره اخرى و لكن هذه المره فى صورة المجلس العسكرى

ان من يتعرض للمجلس العسكرى باى كلمه الان او يعرضه لاى نقد يتعرض لوابل من الانتقادات ينهال عليه كطلقات الرصاص فكيف ينقد جيش مصر العظيم و يلومه على ما يفعل

و لقد قرأت منذ قليل فى الدستور منشور يوزع على الناس ينص على ان طاعة المجلس العسكرى من طاعة الله و رسوله و ان من عصاه كمن عصا الله و رسوله

و هنا قررت ان اكتب هذا المقال

اولا المجلس العسكرى لم و لن يكون فى يوم من الايام مقدسا و هو لا يمثل الجيش بل يمثل مؤسسة الحكم التى تدير الفتره الانتقاليه الحاليه

و من يقبل ان يحكم يجب ان يقبل النقد فيما يفعل و لا يربط نفسه بالجيش ككل فدور الجيش العظيم هو حماية مصر و شعبها و ارضها و ليس ادارة البلاد سياسيا

و حينما قبل اعضاء المجلس العسكرى ادارة شئون البلاد كان يجب ان يعوا انهم معرضون للنقد بصفتهم المسئولين عن ادارة البلاد و ليس بصفتهم العسكريه ككقواد للجيش المصرى العظيم

عندما انتقد اللواء الروينى فى تصريحاته انتقده كمسئول عن ادارة البلد الان و ليس كلواء فى الجيش المصرى

عندما انتقد المجلس العسكرى لا انتقد قوات الجيش التى تحمى البلد و لكنى انتقد اسلوب ادارته لشئون البلاد فى الفتره الحاليه

ثانيا المجلس العسكرى و اى شخص ينتخب لحكم مصر بعد ذلك لا يجب ان يكون خط احمر او اصفر بل يجب ان يتعرض للنقد اكثر من غيره

مسئولية حكم بلد بحجم مصر كبيره و النقد لاداء الحكم ضرورة وطنيه و مطلب اساسى حتى تتحقق العداله و لنا فى تقديس حسنى مبارك عظه

لقد قرأت موقف لعمر بن الخطاب رضى الله عنه حينما قال: “أيها الناس من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقومه”، فقام له رجل وقال: والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا، فقال عمر: “الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من يقوم اعوجاج عمر بسيفه”… لم يهاجمه المسلمون و يقولون عمر خط احمر و مقدس و لا يجوز ان تقول له هذا بل ان عمر نفسه ايده و حمدالله ان هناك من ينقده و يقومه لو اخطأ

و عمر بن الخطاب هو من هو فى الحق و العدل انه الفاروق رضى الله عنه و ارضاه

و اقول لمن يطلبون الطاعه العمياء للمجلس العسكرى و يطلبون من الا ننقده هل اعضاء المجلس العسكرى افضل من عمر بن الخطاب حتى لا يتعرضوا للنقد و نقول ان طاعتهم من طاعة الله و عصيانهم من عصيان الله ؟؟

لا طاعة لمخلوق فى معصية الله بل ان نقد المجلس العسكرى واجب وطنى على كل مصرى شريف يرى فى تصرفات المجلس العسكرى التفافا على الثوره او يرى تباطؤا فى تحقيق مطالبها

كنت دائما اقول لوالدى ان جيلكم هو من خلق طاغيه مثل حسنى مبارك بصمته و رضاه على ما كان يحدث و تقديسه لاشخاص لا قدسية لهم و كنت الومه على صمت جيله على ما كان يحدث فى مصر و تطبيقهم المثالى لمقولة خليك فى حالك و كل عيش احسن ما تروح ورا الشمس و كان يرد باننا لم نستطع ان نقول لا و ان نحطم هذه الهاله الوهميه من القدسية حول من يحكمون البلاد و الان جيل الشباب حطم هذا التابو و خرق كل الخطوط الحمراء فلا تعيدوا الكره مره اخرى و تعلموا من اخطاء من سبقوكم

و انا كشاب مصرى من هذا الجيل و افتخر بانى كنت من شاركوا فى ثورة عظيمه مثل ثورة 25 يناير اقول انه لا قدسية و لا خطوط حمراء من الان فصاعدا

و من يقبل ان يحكم يجب ان يقبل ان يلام و ينتقد لا ان يضطهد من يقوم بذلك

و على كل مصرى مخلص للبلد ان ينتقد و يقول الحق و لا يخشى لومة لائم

فاعظم انواع الجهاد هو كلمة حق عند سلطان جائر

حفظ الله مصر و وفق من يسعى لمصلحة شعبها

احمد حافظ

زر الذهاب إلى الأعلى