مقالات القراء

مقالات القراء | محمد فتحى الجابرى يكتب :ذكورٌ ورجال

3

بسم الذي جلّ في عُلاه
بدايةً شرحاَ لعنوان مقالتي (ذكورٌ ورجال) ، الكلمتان غير مترادفتان تماما فليس كل الذكور رجال ، 
هناك ذكور في الحيوانات وفي الطيور وحتي في النبات .
أما في الجنس البشري فينقسم إلي ذكور وإناث وينقسم الذكور إلي رجال وأشباه رجال ، فكما أسلفنا ليس كل الذكور رجال ، بل أن هناك بعض الإناث في الجنس البشري رجال إذ أن الرجولة ليست أبدا مقومات جسدية معينة إنما هي صفات يتمتع بها الذكر فيُدعى رجلاً .
حتي تفسير حروف كلمة رجل فسرها البعض علي أنها الراء رصانة والجيم جرأة والام ليونة في التعامل خاصة مع الإناث ، إذكر مرةً أثناء عودتي من الجامعة كنتُ جالسا مع صديقي في السرفيس وركبت فتاه لم تجد لها مقعدا فظلت واقفة فتنازلتُ لها عن مقعدي كي تجلس هيا غمز لي صديقي وقال ( لا راجل ) .
بدون اي وعي وعلي فترته وسليقته عرف أن هذا الفعل هو من أفعال الرجال .
تحدث القرآن الكريم عن الرجال وصفاتهم 
قال سبحانه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ..} (23) سورة الأحزاب.
وقال الله سبحانه تعالى{لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ ..} (108) سورة التوبة.
وقال عز وجل {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ ..} (37) سورة النــور.
من هذه الآيات نرى أن الرجولة صفة حميدة يوصف بها من كان ذو دين، وخلق، ومرؤة، من الذكور (1) ، ومن كان سافلا، أو ناقص المرؤة، أو الدين؛ قالوا: لا تقل رجلا بل هو ذكر!
ولكن هُناك بعضُ الأفعال لا يُقبل علي فعلها الرجل مهما حدث وإلا انسلختْ عنه صفة الرجولة ألا وهي ضرب الإناث ، 
رأينا بعض الذكور من الجيش وهم يعتدون علي الفتيات ويعرونهن بمنتهي الغل والقسوة وها هم مجموعة أخرى من الذكور يتطاولون بالضرب علي نوارة نجم ، بغض النظر عن مَن هي نوارة نجم وما هو اسلوبها في الحوار انا عن نفسي لي تحفظات كثيرة علي كيفية إدارتها لحواراتها وحلها لمشكلاتها ولكن هي أنثي لا يجوز ابدا أن تُعامل بهذة الطريقة إلا في المجتمعات المُتخلفة .
ما الذي حدث؟ هل لم يكن كثير من ذكور المصريين رجال منذ البداية؟؟ أم ان الثورة تتوالي في كشف وجهنا القبيح ؟ ما الذي يدعو رجل أن يتجرّد من رجولته ليضرب إمرأة ليصير في عيون الناس مثله مثلها أو ربما اقل درجة ؟ 
حتي لو أخطأت بحقك ليس أبدا مبررا لأن تضربها هل نسيت أن الله خلقها أنثي ضعيفة وخلقك ذكر قوي ألم تعرف أن علاقة صفاتكما علاقة طردية فتحمي ضعفها بقوتك .؟ لا أن تُهينها وتضربها بهذة الطريقة الهمجية .
سُمية فتاة أزهر الزقازيق التي ضربها الضابط قبل الثورة كان تبريره أنه شك بأمرها أفراد الجيش الذين ضربو دكتورة غادة ودكتورة عزه وإناث أخريات شكوا بأنهن ممولات مخربات . هل الشك دافع لأن تنهال علي انثى ضربا وركلا هكذا ، هذا الشك هو الذي سيحرق مصر فقد قال ميلان كونديرا (من يبدأ بالشكِ في التفآصيلِ الصغيرة يتوصل في نهآيةِ المطاف لأنْ يشك في الحياةِ بحدِ ذاتهآ) 
تخيل تصرفاتك ومنهجيتك الأيدولوجية وأنت تشك في كل مَن حولك .
اشعر بالامتعاض حتى في وصفهم ذكور فهم اشباه ذكور ولم يصلو لمرتبة أشباه الرجال .
بمَ تشعر وأنت تنهال علي إمرأة ضربا ؟ أين ضميرك وأنت تفعل ذلك ؟ ما كل هذا الغل البربري المُخبئ داخلك تجاه أنثي ضعيفة ؟ 
المصيبة أنك ترى هؤلاء غير خجولين تماما بعد فعلتهم إثباتا علي أنهم لا يملكون ذرة من ضمير فثيودر درايزر يقول (إن الضمير لا يحول أبد دون ارتكاب الخطيئة ، ولكنه يمنع من التمتع بها)
لكن وا اسفاه لقد تفاخر اشباه الذكور بفعلتهم وتمتعوا بخطيئتهم ولا ألومهم فمالكوا الضمير هم رجال أما هولاء فلا أعتقد إطلاقا .

بقلم :محمد فتحى الجابرى

(( جميع ما ينشر على الموقع من مقالات القراء تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر عن رأي الموقع ))

 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى