مقالات القراء

مقالات القراء |محمد فتحى الجابرى يكتب : من غرائب العِشق

3
مررْتُ على صراخِ العِشقِ مُغـْترباً
أرى جُثثاً مِن الأحلامِ تسْألني 
لماذا الأرضُ تكْرهُنا ؟
وترْسِمُنا بعينِ الصُبْحِ أشـْباحا؟
أنا النبْتُ الذي ماتَ اشتياقا 
وأسْقتني ضِفافُ النهْرِ أشـْواقا
فأثـْمرتُ الكرومَ بغيرِ موعدهِ 
وتيناً إن تمنّتهُ وتُفّاحا
فأهْدتني مِن الجدْبِ المريرِ ملامحاً
تشـْكو تجاعيدِ المشيبِ
وباعتْ غُصْنَ عُمْري للجِراحِ الهاتِكاتِ 
لطُهْرِ قلبي
وأسْقتني مصائبَها وأتـْراحا 
ويا أرْضي ، يهونُ الدمّ يا أرْضي
لأجلكِ يا لهيبي
ويا ناري وأُغـْنيتي وتعْذيبي
قصَائدُ عِشقنا تهْجوكِ صِدقا
ونحْنُ نموتُ عِشقا 
ظلامُ الظُلمِ يحْجبُ شمْسَكِ الخجْلى
وغيمُ القهْرِ يُمْطرنا بزيفِ الوصفِ تخوينا
بلاطكِ يمْسخُ الوجهَ البرئ إذا صرخْنا 
ويكْسرُ ظهْرَ رايتنا
يُضاجعُ طُهْرَ عِفّتنا
ويُبْكي عينَ أُمتنا 
ومرَّ العُمْرِ يسْقينا
وأُغنيتي تحشّرجَ صوتها فينا
علي الشاشاتِ يُخـْبرهمْ
بأنّ صراخنا كُفرٌ
وأنّ مُرادنا سُكْرٌ
وأن صِراطنا بحْرٌ
إلهي ليتَ للإعلامِ دينا 
دمائي حين عانقت التـُرابَ تمايلت فرحاً
وفرّ الخوفُ مهْزوما
فقصفُ النارِ يقـْتلنا وحُضنُ الارضِ يُحينا
قنابلُ غازهمْ 
عِطرٌ لنا والظلمُ يُغـْضِبُنا ، يقوّينا
حنايا العِشقِ تنـْهرُني 
علامَ الأرضُ تعْشقُها ؟
وأعْشقُها بلا سببٍ فيكفي أنّها أرْضي
حملتُ إليكِ في عيدِ الهوى قلبي
وأوردتي وشرياني الذي قد هام اشتياقاً
فهلْ ترْضي؟ 
أحبّ المرّ مِنْ طينكْ
وأشـْكو مِنْ سلاطينكْ
رفعتُ إليكِ شكْوايَ علي عجلٍ
فهل تقـْضي؟
أنا بالعشقِ موصومٌ
وأهْواكِ مُخالفةً لكلِ قواعدِ العشقِ
وقالوا تلكَ أرْضُكَ قلتُ بلْ عِرضي
على مَنْ تُطلق النيرانَ يا جيشي؟
فعشقُ الأرضِ في العينينِ يمْشي
وقدْ تبّتْ يدايَ إنْ أباحتْ حُرقةَ الوطنِ
وتبّ َ الجيشُ إنْ لم يرعَ طيشي
فنحنُ الزهرةُ الحُبْلى بنورِ الغدْ
ونحنُ القُبلةُ الأولى لهذا الخدْ
ونحنُ الماءُ إنْ تعْطشْ
ونحنُ النارَ إنْ تبْردْ
فكيفَ وصالنا يلقى ببابكَ صدْ؟؟ 

بقلم : محمد فتحي الجابري

(( جميع ما ينشر على الموقع من مقالات القراء تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر عن رأي الموقع ))

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى