منوعات

نعم، بإمكانك أن تعيش عمراً أطول.. لكن بشروط

نعم، بإمكانك أن تعيش عمراً أطول.. لكن بشروط!

من النادر أن تقرأ بحثاً علمياً مطوّلاً ومشوقاً في الوقت ذاته، لكن هذا حدث بالفعل

يقول رافي ليتزتر في مقالٍ على موقع Science Alert، إن فريقاً من الباحثين نشر دراسةً علميةً متعمقةً في مجال الأحياء عن سبب تقدّمنا في العمر، في مجلة Cell.

البحث يربط بين الاكتشافات المتعارضة في هذا المجال، ويجمعها في اكتشافٍ واحدٍ محكم يطرح أفضل التفسيرات المتاحة حول السبب الذي يجعل البشر يتقدمون في العمر، وكذلك ما يمكننا أن نفعله لنبطئ عملية التقدم في العمر.

يقول ليتزتر، “بوصفي كاتباً متخصصاً في مجال العلوم وقارئاً كذلك  اعتاد على الادعاءات غير المكتملة والسخيفة أحياناً عن تجنب الشيخوخة، أجد من الصعب ترك تلك الورقة، وهذه بعض أهم النقاط الموجودة فيها”.

التقدّم في العمر وعملية التمثيل الغذائي

يحدد الباحثون 9 سمات مميزة للتقدم في العمر تحدث في عملية التمثيل الغذائي أو الأيض.

لنكن حذرين في استخدام المصطلحات هنا، فعملية الأيض ليست عضواً أو مجموعة من الأعضاء في جسمك تحدد كمية الأطعمة السكرية التي تستطيع تناولها قبل أن تلاحظ ازدياد محيط خصرك.

لكن ملايين الأنشطة في جميع خلايا الجسم تحدث كل ثانية يومياً لتحويل الغذاء إلى طاقة، كما يتم تجميع المركبات المعقدة الضرورية ليؤدي الجسم وظائفه.

وكلّما تقدمت في العمر، تصبح عملية الأيض لديك أقل كفاءة، ويصبح الحمض النووي DNA أكثر تلفاً، وتصبح وظائف الخلايا أقل كفاءة.

وتتباطأ سرعة الجسم في تدمير واستبعاد الخلايا القديمة، ولهذا الأمر عددٌ من التأثيرات السلبية على صحتك.

كما يُسبب كل التوتر الذي مر به جسمك خلال حياتك، في جعله أقل قدرة على تأدية المهام اليومية الضرورية للحفاظ على الصحة.

عادات تساعد على إطالة العمر

إذا كان التقدم في العمر يحدث يتسبب في تلف عملية الأيض، فمن غير المفاجئ أن الغذاء الذي تُدخله إلى جسمك يمكن أن يكون له تأثيرٌ شديد على حياتك.

وهناك أدلة قوية ترجح أن ما يعرف بنظام البحر المتوسط الغذائي يمكنه أن يطيل في عمرك.

ويحتوي هذا النظام أطعمة غنية بالدهون الصحية مثل زيت الزيتون، والخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والأسماك، والقليل من اللحوم الحمراء والسكريات.

وهم يثبتون أن استبدال البروتين بالكربوهيدرات المعقدة يمنح فوائد حقيقية في إطالة العمر.

أمرٌ مهم آخر هو تحديد كمية السعرات الحرارية، ويعني هذا ببساطة عدم الإفراط في تناول الطعام، وكما هو مهم بناء فترات من الصيام في النظام الغذائي، ترجح الأدلة أن صيام ساعات قليلة فقط في اليوم له فائدة كبيرة لبعض الناس.

وأخيراً، تساعد ممارسة الرياضة بشكل منتظم على إبطاء حدوث علامات التقدم في العمر التسع المذكورة في البحث.

نمط الحياة الغربي يقتل!

بينما أدّت التطورات في مجال الصحة والسلامة العامة إلى تحسّن شديد في طول الأعمار في العالم الغربي، هناك الكثير مما يثير القلق.

يمكن لنظام غذائي مرتفع السعرات ومليء بالسكريات والبروتين الحيواني الموجود في اللحوم الحمراء والدهون غير الصحية مثل السمن، أن يرهق عملية الأيض ويزيد من خطر السمنة.

يفشل الكثير من الأميركان في تناول الخضراوات المغذية والألياف والحبوب الكاملة، ومعظمنا لا يمارس الرياضة بالشكل الكافي ويقضي معظم وقته جالساً.

وهذه المشكلة خطيرة جداً، كما كتب الباحثون، لدرجة أنهم أنهوا ورقتهم البحثية بنداء لأخذ خطوة، لتشجيع الناس على تبني أسلوب حياةٍ صحّي أكثر.

لا زلنا نجهل الكثير

الجزء الأكثر أهمية في تلك الورقة هي أنها تضم عشرات الدراسات المتباينة المتعلقة بهذا الموضوع، وتحدّد بعض المواضيع الشائعة في العلوم وبعض الثغرات الكبيرة في معرفتنا.

إحدى أكبر المشكلات في بحث التقدم في العمر الذي تتطرق إليه الورقة هي حقيقة أن جزءاً صغيراً فقط من كل تلك الدراسات في “علوم الشيخوخة” يُجرى على أشخاص، ومعظمه يُجرى في مختبرات على حيوانات مثل الفئران والديدان والذباب.

ومع التطوّر في أبحاث الصحة العامة وعلم الأحياء بخصوص التقدم في العمر، نأمل أن نستطيع مساعدة الناس في المناطق والطبقات الاجتماعية المختلفة، على أن يكونوا أكثر صحةً في شيخوختهم.

 

 

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى