صحة

هل تجتمع السمنة مع الصحة واللياقة البدنية؟.. إليك بعض المعلومات المفاجئة

هل تجتمع السمنة مع الصحة واللياقة البدنية

وجدت دراسة جديدة اختلافات مثيرة في التمثيل الغذائي أو الأيض بين الخلايا الدهنية لدى البدناء وبين تلك التي لدى معتدلي الوزن، لكن من غير الواضح ما تعنيه هذه الاختلافات، وما تمثله بالنسبة للصحة العامة، وذلك حسب مقالة نشرت على موقع Scientific Americanالعلمي الأميركي في 18 أغسطس/آب 2016.

أهمية الأمر

السمنة مرتبطة بمضاعفات كمرض السكري وأمراض القلب؛ بيد أن دلائل ظهرت طوال الـ15 عاماً الماضية أشارت إلى وجود مجموعة ضمن البدناء يتمتعون بتمثيل غذائي صحي، أي أنه ليست لديهم مقاومة إنسولين ولا مستوى سكر عالي في الدم ولا كوليسترول عالي ولا شحوم ثلاثية عالية كما هو معهود لدى البدناء.

بالتالي تبادرت إلى الذهن أسئلة حول هل نعالج تلك الأمراض والمشاكل بمعالجة البدانة نفسها أم أن الذنب ذنب خللٍ ما في عملية التمثيل الغذائي أو الأيض.

سبر الحقيقة

للوقوف على وجود اختلافات بين طبيعة الدهون التي يحملها البدناء ومعتدلو الوزن قام العلماء بأخذ خزعات دهنية من 3 مجموعات مشاركة في الدراسة، المجموعة الأولى ضمت 17 شخصاً من غير البدناء؛ الثانية كانت لـ21 بديناً ممن لديهم حساسية إنسولين؛ وأما الثالثة فكانت 30 بديناً لديهم مقاومة إنسولين. فبتفحص سجلات التعبير الجيني الخاصة بكل مجموعة، أراد العلماء معرفة هل ستبدو المجموعة الثانية أميل للأولى أم أقرب للثالثة.

اكتشف العلماء أنهم عندما أعطوا المشاركين جرعات إنسولين ومن ثم أخذوا خزعة الخلايا الدهنية كانت استجابة الخلايا شبه متطابقة دون أي فرق يذكر بين مجموعتي البدناء. لكن في حين أن الإنسولين غيّر مستوى التعبير الجيني في 200 جين لدى مجموعتي البدناء، إلا أنه لم يؤثر في المجموعة غير البدينة سوى على جينين اثنين فقط.

وقد نشرت نتائج هذا البخث يوم الخميس 18 أغسطس/آب ضمن تقارير مجلة Cell Reports الدورية.

إن التعبير الجيني بوسعه تغيير البروتينات التي تعمل الخلية معها، أي أن هذه النتائج تشير إلى أن خلايا الدهون لدى البدناء تقوم بعمل مختلف عما تقوم به خلايا الدهون لدى الأصحاء، حسب قول د. مايكل رايدن طبيب الغدد الصماء في معهد كارولينسكا بالسويد والذي هو أحد القيمين على هذه الدراسة. يضيف أيضاً “نرى أن ذلك يزيد المسألة جدلية، لأنه يلمح ضمنياً إلى أنك لست معصوماً من النتائج السيئة إن كنت ممن يسمون بالأشخاص البدينين الأصحاء جسمانياً.”

ولكن تذكروا

رغم أن نشاط الجينات تشابه بين زمرتي البدناء إلا أن بعض الجينات اختلفت بالفعل ما بين الزمرتين سواء بتغيير التعبير الجيني أم بحجم هذا التغيير. هذه الملاحظة قد تدحض الدراسة كلها لأنها دليل ضد وجود ما يسمى “بدين ولائق صحياً”، حسب قول د. سامويل كلاين طبيب الهضمية المتخصص في التغذية بكلية الطب بجامعة واشنطن بولاية ميزوري.

ويضيف قائلاً “لست أرى لهذه الدراسة أي تأثير على ذاك الموضوع، حيث بالنظر إلى قدرتك على استهلاك الأكسجين أثناء تمارين مجهدة فقد تكون شخصاً بديناً ولكن أكثر لياقة وصحة من شخص نحيل؛ كذلك إنك إن كنت سميناً ولائقاً صحياً تكون أقل عرضة لأمراض القلب والسكري من شخص نحيل لكن غير لائق صحياً.”

مع ذلك يقول كلاين أن التغير الطفيف في التعبير الجيني لدى مجموعة غير البدناء كان “جديراً بالملاحظة، فثمة شيء مثير جداً في أمر نسيج التخزين الدهني وعلينا فهمه بشكل أعمق.”

كذلك أشار رايدن إلى أن الدراسة لم تشمل سوى خلايا الدهون، فلا تخبرنا كيف يؤثر الإنسولين في وظائف أنسجة أخرى كالكلى والكبد مثلاً. وإضافة إلى ذلك فقد كان جميع المشاركين الذين في المجموعات البدينة على موعد مع جراحات للتنحيف، ما يعني أن الدراسة قد لا تنطبق سوى على شديدي السمانة لا جميعهم.

خلاصة القول

إن مصطلحات مثل “السمانة الصحية” و “بدين لكن لائق صحياً” قد تميل إلى المبالغة في تبسيط قضية صحية معقدة مازال أمام العلماء الكثير لدراستها.

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى