سياسة

واشنطن بوست: اشتباكات «النصر» جعلت الأزمة تتخطى المصالحة بين الجيش والإخوان

%D8%A7%D8%B4%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%A7%D8%AA %D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1

فى تقريرها عن الاشتباكات التى اندلعت امس الأول بين قوات الامن ومؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى، والتى راح ضحيتها اكثر من70 شخصا، قالت صحيفة واشنطن بوست الامريكية إنه يبدو أن كلا الطرفين يصر على التمسك بموقفه مما يثير مخاوف من عدم التوصل إلى مصالحة وطنية.

وقالت الصحيفة إن عشرات الجثث المشوهة والملطخة بالدماء كانت مصطفة على ارضية أحد المستشفيات الفقيرة فى شمال القاهرة مساء أمس الأول بعد ان شنت قوات الأمن هجوما ضد المتظاهرين مطالبين بعودة الرئيس المعزول، بحسب زعم الصحيفة.

واضافت الصحيفة أن الازمة السياسية فى البلاد تسير بخطى سريعة لتتعدى مرحلة المفاوضات والمصالحة بين الجنرالات و«الأخوان المعزولين».

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم حركة دعم الديمقراطية وضد الانقلاب التابعة للإخوان محمد سلطان أن مصر لن يكفيها مصالحة بين الطرفين بل يجب أن تشمل الجميع، دون أن يحدد من هم.

ومن ناحيتها، وصفت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية الهجوم بـ«الوحشية» فى ثانى قتل جماعى للمتظاهرين بعد ثلاثة اسابيع من ادمى هجوم شنته القوات الامنية منذ الاطاحة بالرئيس المخلوع حسنى مبارك فى 25 يناير 2011 (اشارة إلى الاشتباكات التى اندلعت امام نادى الحرس الجمهورى والتى اسفرت عن مقتل اكثر من 50 شخصا).

واضافت الصحيفة أن الهجوم الذى شن عند المنصة التى قتل عندها الرئيس الراحل انور السادات، يقدم دليلا اخر على أن الشرطة تسعى إلى اعادة هيمنتها من جديد وتوسع من حملتها القمعية ضد الإخوان المسلمين. فالخطط التكتيكية، حسبما قالت الصحيفة، تشير إلى ان قوات الأمن لا تشعر بحالة من ضبط النفس.

اوضحت الصحيفة ان العنف ترك الإخوان فى موقف صعب يعيدها إلى حالتها الأولى عندما كانت محظورة.

اما عنوان صحيفة لوس انجلوس تايمز فكان «اراقة الدماء تزداد فى شوارع مصر»، مشيرة إلى عشرات الجثث التى تشيع فى شوارع وطن انزلق إلى دائرة العنف.

وقالت الصحيفة إن عدد القتلى يشير إلى التحول إلى نقطة محفوفة بالمخاطر فى الصراع القائم بين الاسلاميين والحكومة المدعومة من الجيش حول مصير البلاد السياسى.

خسائر مصر:310 قتلى بينهم 50 فى سيناء وأكثر من 3 آلاف جريح

فى أحدث تقديرات الخسائر البشرية جراء المواجهات المستمرة فى مصر منذ شهر، وحتى الآن أفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن أعداد الضحايا بلغت 310 قتلى (50 فى سيناء)، وإصابة 3 آلاف آخرين. ويبدأ تقدير الوكالة الفرنسية من يوم 26 يونيو فى سياق عزل الرئيس السابق محمد مرسى وحتى مصادمات حادثة المنصة أمس الأول، وبنتها على تقارير صحية رسمية، التى لا تشير فى العادة إلى الجهة التى ينتمى إليها الضحايا.

وقال التقرير الذى بثته الوكالة الفرنسية أمس، أن 260 قتيلا سقطوا فى اشتباكات جرت فى «15محافظة بين أنصار مرسى وقوات الأمن أو بين مؤيدى مرسى ومعارضيه».

وتابعت الوكالة أنه «من المحتمل أن تكون اعداد القتلى أكبر من الرقم 310 إذا ما أخذ فى الاعتبار وفاة مصابين متأثرين بجروحهم دون تسجيل ذلك رسميا».

وسجلت أعلى حصيلة للقتلى فى القاهرة بسقوط 154 قتيلا، بينهم 72 سقطوا فجر أمس الأول فى أحدث مصادمات بين أنصار مرسى والشرطة فى طريق النصر قرب اعتصام انصار الرئيس الإسلامى المعزول فى رابعة العدوية بالقاهرة.

وقبلها فى الثامن من يوليو الحالى سقط 57 قتيلا فى مواجهات أمام مقر الحرس الجمهورى، وبين هؤلاء ثلاثة من أفراد الجيش.

وأعقبت هذه الواقعة فترة هدوء امتدت إلى 15 يوليو لم تشهد سقوط ضحايا وخففت فيها حدة التظاهر الصدامى فى الشارع بين أنصار مرسى ومعارضيه.

وفى محافظة الجيزة قتل 43 شخصا معظمهم فى محيط ميدان النهضة التى تشهد اعتصاما لأنصار مرسى منذ ثلاثة أسابيع، وبين هؤلاء ثلاثة عثر على جثثهم فى حديقة عامة قرب اعتصام للإسلاميين بالمحافظة، بحسب الموقع الإلكترونى لصحيفة الأهرام، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وشهدت المنطقة اشتباكات عنيقة بين أنصار مرسى والأهالى (خاصة حى بين السرايات) مرات عدة.

كما شهدت الإسكندرية سقوط 33 قتيلا منهم 12 فى حادثة واحدة فى سيدى بشر و9 آخرون قتلوا الجمعة الماضية فى اشتباكات دارت فى محيط مسجد القائد إبراهيم بين مؤيدى الرئيس المعزول ومعارضيه.

وسقط 8 قتلى فى المنصورة و5 فى محافظة أسيوط.

كما سقط أربعة قتلى فى مرسى مطروح، وثلاثة فى الإسماعيلية، وثلاثة بالقليوبية، وقتيلان فى المنيا.

وسقط قتيل واحد فى كل من بورسعيد وبنى سويف والفيوم وكفر الشيخ والشرقية.

وسقط معظم الضحايا بطلقات الخرطوش يليها الرصاص الحى ثم الطعن، بحسب التقارير الصادرة من وزارة الصحة.

وعبر البلاد، شهدت أعمال العنف سقوط أكثر من 3 آلاف مصاب، بينهم 480 فى واقعة الحرس الجمهورى وحدها، و200 فى أحداث عنف فى محيط جامعة القاهرة و200 آخرون فى أحداث سيدى بشر و200 فى أحداث القائد إبراهيم و200 فى أحداث طريق النصر.

وسقط الجرحى فى نحو 20 مدينة بينها مدن لم تسجل قتلى فى الاشتباكات مثل المنوفية والبحيرة والسويس.

وفى مدينة العريش قتل 37 شخصا بين أفراد أمن ومدنيين (26 من أفراد الأمن و11 مدنيين) فى هجمات لمسلحين، على أقسام للشرطة وكمائن للجيش والشرطة ومنشآت مدنية وحكومية.

وتوزع قتلى أفراد الأمن بين 17 شرطيا و9 مجندين فى الجيش المصرى، فيما أصيب أكثر من 100 آخرين فى أكثر من 50 هجوما للمسلحين فى أقل من شهر.

كذلك سقط 11 مدنيا ضحية لتلك الأحداث بينهم 3 فى هجوم على حافلة لعمال فى مصنع أسمنت بالعريش و2 فى اعتداءات طائفية على أقباط، كما قتل مدنيان بالخطأ فى منزلهما و4 أشخاص أثناء وجودهم فى أماكن شهدت اشتباكات.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى