مقالات القراء

مقالات القراء | دكتور أحمد عوض بيصار يكتب : قالولى بتحب مصر… قلت مش عارف !!!

 

a
دكتور احمد بيصار

بتلك الكلمات لخص الشاعر تميم البرغوثى معاناته مع مصريته !! هو شاعر من أم مصرية وأب فلسطينى … شاءت الأقدار أن يحيا على أرض مصر كأى مصرى … زرعت فيه والدته مصريته وترعرع على حب الوطن … مصر

كان بين أصحابه مصريا خالصا .. أمام الناس جميعا مصريا خالصا … أشعاره .. حديثه … مشاعره وكلماته … كان يتحدث عن القدس كمصرى عشق فلسطين وليس كفلسطينى عاش فى غربته !! …. ولكنه أولا وأخيرا عربى

نسى النظام السابق كل هذا وتناست القوانين تلك لمعاناة التى يعيشها من هم من أم مصرية وأب فلسطينى …

“”دعونا لا تجترىء على تنفيذ القوانين … دعونا لا ننادى بطمس الهوية الفلسطينية “”… تلك هى الكلمات التى نادى بها معارضو التجنيس لمثل هؤلاء …

ولكن ألسنا عربا جميعا ؟؟ أليست مصر هى قلب الدنيا وقلب العروبة ؟؟ أليس حب مصر واجب لكل عربى يحب عروبته ؟؟ أليس هذا حقا من حقوق العروبة …

لماذا لا يمنح هذا الرجل الجنسية المصرية … كما منحها المطرب المخضرم وديع الصافى …. لماذا نهمل أشعارا وقصائد كانت وقودا لثورتنا ودليلا على حياة مصر فى وقت كانوا ينادون فيه بأن مصر ماتت !!! فإذا تحججتم بفلسطينيته …. فأعطوا للفلسطينيين مكانة فى مصر وكرامة … أعطوهم تعليما مجانيا وصحة مجانية وأعطوهم دفء أسرة يفتقدونه …. كفاهم الغربة والتشريد وكفاهم ذل الزمن !!!

وماذا لو لم يمنح هذا الشرف … أليست العروبة شرفايَجُبُّكل شىء … أليست مصر هى القبلة .. إذن عاملوهم كمواطنين من الدرجة الأولى … هؤلاء الفلسطينيين يستحقون … فتكفيهم الغربة

هل نسينا أن فلسطين يوما ما ستعود كاملة غير منقوصة … نعم لن تعود اليوم … ولن تعود غدا … ولكنها ستعود بعد غد !!! إن شاء الله … وماذا بعد تحريرها ؟؟ هل ستكون بلادا خاوية إلا من القتل والتشريد والدمار ؟؟ أين اهلها من المتعلمين والمثقفين .. من العلماء والأدباء … رجال الدين والمفكرين ؟؟ هل نترك المهجرين من أبنائها بلا تعليم أو صحة أو كرامة …

هذا دورنا الآن … نعم نحن بلد فقيرة وليس من المنطق أن يمنح غير مصرى موضعا تنافسيا كان يستحقه مصرى … ولكن اعطوهم فى جامعاتكم اماكن اضافية … وفى مدارسكم ومصانعكم وتجارتكم … علموهم الأدب والفن والثقافة والسياسة بدل أن يهاجروا إلى بلاد الغرب فتنشأ أجيال من الفلسطينيين حاملى جنسيات أخرى لا يعلمون من العريية شيئا وقد تنقطع صلاتهم بدينهم وأوطانهم

دكتور أحمد بيصار

زر الذهاب إلى الأعلى